السيسي: عبرنا مرحلة صعبة في تنزيل برنامج الإصلاح الاقتصادي

خلال فعاليات الاحتفال بالذكرى الـ67 لعيد الشرطة

TT

السيسي: عبرنا مرحلة صعبة في تنزيل برنامج الإصلاح الاقتصادي

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن بلاده عبرت مرحلة «صعبة وقاسية»، بموازاة تطبيق إجراءات برنامج «الإصلاح الاقتصادي»، الذي يتبناه منذ وصوله إلى سدة الحكم عام 2014، غير أنه لفت إلى أن «ما تبقى (من البرنامج) ليس كثيراً، ولن يكون بقسوة ما سبق».
وأوضح السيسي في كلمته خلال فعاليات الاحتفال بالذكرى الـ67 لعيد الشرطة، أمس، أن «البرنامج كان شديد القسوة، لكنه كان حتميا، وكان المطلوب إجراء معالجة حاسمة للحالة التي وصل إليها الاقتصاد»، مبرزا أن «تغيير سعر الصرف كان له تأثير ضاغط على المواطنين. ورغم قوة الإجراء فإنه كان العلاج الناجح والحاسم حتى يمكننا تجاوز التحدي الكبير بشكل علمي وواقعي».
وينفذ السيسي منذ وصوله إلى رئاسة البلاد قبل خمس سنوات مجموعة من الإجراءات في إطار ما يصفه بـ«برنامج الإصلاح الاقتصادي»، التي كانت ذروتها قبل عامين بإعلان تحرير صرف العملة المحلية، أو ما بات يُعرف بـ«قرارات التعويم» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، والتي أعقبتها زيادة غير مسبوقة في الأسعار.
وتوجه السيسي بـ«التحية والتقدير والعرفان للشعب على تحمله للإجراءات الصعبة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، الذي كان ضروريا، وإلا فإن البديل كان طريق الضياع»، على حد تعبيره.
وأضاف السيسي موضحا: «بعد أن قطعنا الشوط الأكبر من برنامج الإصلاح الاقتصادي، فإننا نكون قد قطعنا مرحلة صعبة وحاسمة»، مشيرا إلى أن ما تبقى من البرنامج «ليس كثيرا، كما أنه لن يكون أقسى مما كنا فيه». ووفق مؤشرات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء (جهة رسمية)، فإنّ نسبة المصريين المصنفين تحت خط الفقر وصلت عام 2015 إلى 27.8 في المائة، وبما يساوي 25.4 مليون مصري من أصل 91.5 مليون، يمثلون إجمالي التعداد داخل البلاد، وكان ذلك قبل إعلان قرارات تحرير صرف العملة، التي أثرت على القدرة الشرائية لكثير من السلع.
وفي مشهد لافت أثناء الاحتفال، وخلال تكريم أسرة نقيب الشرطة عمر مجدي، الذي صدمته سيارة أثناء عمله بأحد الكمائن بمحافظة الجيزة عام 2018، تحدث والده على مسرح الاحتفال، وقال إنه يطلب من المصريين أن «يترجوا السيد الرئيس أن يوافق على فترتين رئاسيتين مرة أخرى لنحافظ على مصر، ونخلصها من الإرهاب الذي كان سيدمرها».
ولم يعلق السيسي الذي كان على بعد أمتار من صاحب الدعوة على كلامه، فيما سُمعت أصوات تصفيق من بعض الحاضرين للاحتفال.
ويطلق صحافيون مقربون من السيسي منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، دعوات لتعديل الدستور، بما يسمح بإلغاء «القيد» المفروض على ترشح الرئيس لأكثر من فترتين متتاليتين، وقد أقام مواطنون مؤيدون دعوى قضائية للغرض نفسه، ولا تزال منظورة أمام محكمة القاهرة للأمور المستعجلة.
وتُلزم المادة 140 من الدستور بـ«عدم جواز إعادة انتخاب رئيس الجمهورية إلا لمرة واحدة مدتها 4 سنوات».
وفي يونيو (حزيران) الماضي أدى السيسي اليمين القانونية للولاية الثانية (الأخيرة بحسب الدستور القائم)، أمام مجلس النواب، بعد إعلان فوزه في انتخابات، نافسه فيها مرشح واحد.
وتطرق السيسي في كلمته خلال الاحتفال إلى «تضحيات رجال الشرطة في الحرب ضد الإرهاب»، وقال إن «التاريخ سيكتب بحروف من نور أسماء كل من ساهم في الدفاع عن أرض الوطن في تلك الفترة القاسية، فلم يرهبهم الخوف من عدو، ولم تر أعينهم سوى مصلحة الوطن وأمنه واستقراره».
كما وجه السيسي «التهنئة والتحية للشعب المصري بمناسبة (ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011)»، مشيرا إلى أنها «ثورة عبرت عن تطلع المصريين لبناء مستقبل جديد لهذا الوطن، ينعم فيه جميع أبناء الشعب بالحياة الكريمة».
وحضر الاحتفال الفريق أول محمد زكي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ووزير الداخلية اللواء محمود توفيق، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والمشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق، والرئيس السابق المستشار عدلي منصور.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».