اعترف خبير أسلحة كيماوية عراقي بأنه ساعد تنظيم داعش في إنتاج غاز الخردل السام، وأسلحة كيماوية أخرى، وذلك عندما كان «داعش» يحكم الموصل، بعد أن سيطر عليها عام 2014. ونشرت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس الثلاثاء، مقابلة مع العالم العراقي سليمان العفاري، اعترف فيها بأنه عمل مع «داعش» في مجال إنتاج غاز الخردل، وأسلحة كيماوية أخرى. وقالت الصحيفة إن المقابلة أُجريت في سجن بأربيل، في إقليم كردستان، حيث حُوكم على العفاري بالإعدام، بعد أن كانت قوات كردية اعتقلته مع سقوط «داعش».
وذكرت الصحيفة، أن العفاري كان عمره 49 عاماً في ذلك الوقت، وكان يعمل في وزارة الصناعة والثروة المعدنية العراقية عندما استولى «داعش» على الموصل.
في المقابلة، قال العفاري إن «داعش» طلب منه «المساعدة في تحضير سلاح كيماوي»، فرد بأنه لا يعرف إلا القليل عن ذلك. لكنه، في النهاية، وافق على العرض، وأشرف على إنتاج غاز الخردل لمدة زادت عن 15 شهراً.
وقال الصحافي الأميركي، الذي أجرى المقابلة، إن العفاري «رجل عاطفي، ومرتب بطريقة مثالية».
وقال العفاري: «هل أنا نادم على ذلك؟ لا أدري هل يمكنني استخدام مثل هذه الكلمات». وأضاف: «لقد أصبحوا الحكومة، وصرنا نعمل تحت أمرتهم». وقال: «كان لا بد لنا أن نحصل على وظيفة، وعلى راتب لنعول عائلاتنا».
وقال العفاري إنه كان مسؤولاً عن عمليات الشراء والتخزين في القسم المعدني بالوزارة. وإن «الداعشيين» وجدوه هدفاً مفيداً بالنسبة لهم. ووصف كيف زار مسؤولو «داعش» مكتبه بعد بضعة أسابيع من احتلال الموصل. وأمروه بالعمل في برنامج محدد، وهو إنتاج أسلحة كيماوية، مع وضع قائمة مشتريات من المعدات المعدنية المتخصصة. وشملت القائمة معدات فولاذية، وصمامات، وأنابيب، ومواد غير قابلة للصدأ، بالإضافة إلى مدافع ودبابات لنقل الأسلحة الكيماوية، وتصويبها نحو الأعداء.
وكان يعمل مع علماء آخرين كيميائيين وبيولوجيين؛ قبل ذلك، كان بعضهم عمل في برنامج أسلحة الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وقال العفاري إن واحداً من الأسلحة الرئيسية التي ركز عليها «الداعشيون» كان غاز الخردل. وهو غاز شوه وقتل كثيراً من الجنود خلال الحرب العالمية الأولى. وهو غاز يدخل الشعب الهوائية للرئتين عند استنشاقه، ويكون سبب موت بطيء ومؤلم، في كثير من الأحيان. واعترف العفاري بأن دوره كان توريد غاز الخردل، والإشراف على مختبرات علمية، بعضها داخل جامعة الموصل، وبعضها في ضواحي الموصل. وأضاف: «بالنسبة لهم (الداعشيين) كان أهم هدف هو صناعة شيء، إذا لن يقتل الأعداء، يخيفهم».
وحسب الصحيفة، في عام 2014 بدأ «داعش» برنامجاً لتصنيع الأسلحة الكيماوية باستخدام الكلورين، وعناصر سامة أخرى كانت استعلمت في الحرب العالمية الأولى. وقالت الصحيفة إن المقابلة مع العفاري «كشفت أجزاء من جهد طموح، لم يكن مفهوماً على الإطلاق في الماضي، وذلك بهدف بناء ترسانة عسكرية للدفاع عن (دولة الخلافة الإسلامية)، وأن ذلك شمل ترسانة من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية». وأضافت الصحيفة: «كان هدفهم هو تخويف خصومهم، إذا ليس إبادتهم».
خبير «كيماوي» عراقي يعترف بمساعدة «داعش»
حُكم بالإعدام لإنتاجه غاز الخردل وغيره
خبير «كيماوي» عراقي يعترف بمساعدة «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة