أعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، المرتبطة بتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب»، مسؤوليتها عن هجوم استهدف معسكراً للأمم المتحدة في شمال مالي، راح ضحيته 10 جنود تشاديين، وهو الهجوم الأكثر دموية منذ بداية الهجمات ضد القوات الأممية في مالي، وقالت الجماعة إن الهجوم يأتي رداً على الزيارة التي قام بها الرئيس التشادي إدريس ديبي مؤخراً إلى إسرائيل، كما يتزامن مع زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى تشاد.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في بيان رسمي، إن الهجوم المذكور راح ضحيته 10 جنود تشاديين، بينما جُرح 25 آخرون، وندد غوتيريش بالهجوم، الذي وصفه بأنه «مُعقد»، فيما قال التنظيم في بيان تداولته المنتديات المتطرفة إن مقاتليه أحكموا سيطرتهم على مدينة «أجلهوك»، حيث يقع المعسكر الأممي، وأسقطوا 30 جندياً تشادياً ما بين قتيل وجريح، قبل أن ينسحبوا دون خسائر.
جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التي هي عبارة عن تحالف بين أربعة تنظيمات متطرفة: تنظيم «القاعدة» وجماعة «أنصار الدين» وتنظيم «المرابطون» وجبهة «تحرير ماسينا»، أشارت في بيانها إلى أنه في الوقت الذي كان ديبي يستقبل نتنياهو في العاصمة انجامينا «كان جنوده يستقبلون رصاص مجاهدي نصرة الإسلام والمسلمين في أزواد، ليرديهم بين قتيل وجريح»، في هجوم يعد الأعنف ضد القوات الأممية في مالي، وهو أول هجوم من نوعه في العام الجديد (2019)،
وتزامن الهجوم مع توقيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس التشادي إدريس ديبي مذكرة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين بلديهما، بعد أن قطعتها انجامينا عام 1972، وهو الحدث الذي وصفه نتنياهو بأنه «تاريخي»، مضيفاً أن استئناف هذه العلاقات سيكون «مفتاحا لتعاون مستقبلي يفيد البلدين».
وأضاف نتنياهو في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن الهدف من الخطوة هو: «تحسين العلاقات مع العالم الإسلامي»، مضيفا أنه يتوقع المزيد من مثل هذه الإنجازات الدبلوماسية «قريبا»، وأشار إلى أن «إسرائيل تدخل إلى العالم الإسلامي. هذه هي نتيجة عمل مكثف قمنا به على مدار السنوات الأخيرة. نحن نصنع التاريخ ونحوّل إسرائيل إلى قوة عالمية صاعدة».
وتأتي زيارة نتنياهو إلى تشاد، التي استمرت يوما واحدا، في أعقاب زيارة قام بها الرئيس التشادي إلى إسرائيل في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتشير تقارير «غير رسمية» إلى أن التعاون بين البلدين سيركز على الجوانب الأمنية والعسكرية، خاصة على الحدود التي تربط تشاد بليبيا، حيث تنتشر جماعات إرهابية مسلحة وشبكات التهريب.
ويثير قرار الحكومة التشادية استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل جدلاً واسعاً في البلد الذي تعد أغلبية سكانه مسلمة، ويشكل العرب نسبة معتبرة من سكانه، خاصة في شمال ووسط البلاد، ويرى أغلب مواطنيه أن إسرائيل «دولة احتلال»، بينما قالت جهات سياسية تشادية إن الرئيس ديبي «ارتمى في حضن إسرائيل خوفاً من زوال حكمه»، وهو الذي يحكم تشاد منذ 1991.
ويأتي هجوم «تنظيم القاعدة» ضد القوات التشادية في مالي ليصب الزيت على نار هذا الجدل المحتدم، ففي الوقت الذي تخوض تشاد حرباً شرسة ضد جماعة «بوكو حرام» على الحدود مع نيجيريا، يخوض جنودها أيضاً الحرب ضد تنظيم «القاعدة» في مالي، وهي معارك يرى معارضو الرئيس ديبي أنها تكلف البلد الفقير الكثير من الخسائر.
وتنتشر القوات التشادية في شمال مالي منذ مطلع عام 2013 عندما قررت الأمم المتحدة إرسال قوات دولية تابعة لها إلى شمال مالي لضمان حفظ السلام والاستقرار ومنع عودة الجماعات المسلحة إلى السيطرة على المنطقة، كما وقع عام 2012، ولكن هذه الجماعات ما تزال تشن هجمات إرهابية بين الفينة والأخرى، تستهدف الجيش المالي والقوات الأممية والقوات الفرنسية.
من جهة أخرى قال مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة إنه يدين «بأشد العبارات الهجوم الدموي»، قبل أن يدعو المجلس حكومة مالي إلى «التحقيق سريعا في الهجوم وتقديم مرتكبيه للعدالة»، مشيراً إلى أن «الهجمات التي تستهدف قوات حفظ السلام قد تشكل جرائم حرب وفقا للقانون الدولي».
أعضاء مجلس الأمن الدولي في بيان رسمي عبروا عن «قلقهم إزاء الحالة الأمنية في مالي والبعد عبر العابر للحدود للتهديد الإرهابي في منطقه الساحل»، وحثوا الأطراف المالية على التنفيذ الكامل لاتفاق السلام 2015 دون مزيد من التأخير، وهو اتفاق وقعته الحكومة المالية مع الفصائل المتمردة، ولكن الجماعات الإرهابية ترفضه وتعمل على إفشاله.
من ناحية اخرى أعلن أمس الجيش الإثيوبي، أنه قتل بالتعاون مع الجيش الصومالي 66 من عناصر «حركة الشباب» المتطرفة في الصومال في هجوم على إحدى قواعدها بعد يوم ادعاء الحركة مسؤوليتها عن مصرع جنود إثيوبيين عدة يوم الجمعة الماضي، بينما أكد ضباط صوماليون تدمير إذاعة «الأندلس» التابعة لميليشيات «الشباب» في مدينة جلب بإقليم جوبا الوسطى جنوبي البلاد. وقالت وزارة الدفاع الإثيوبية: إن القوات الإثيوبية الموجودة في الصومال في إطار بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام، دمرت أيضاً 9 سيارات لاند كروزر محملة بالمتفجرات الثقيلة، ومركبات أخرى في كيسمايو، مشيرة إلى أنه «على الرغم من أن المجموعة حاولت شن هجوم على قواتنا، فإن الهجوم المضاد أسفر عن خسائر بشرية وأضرار مادية».
وقالت الوزارة في البيان الذي بثته وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية: إن الهجوم على الجماعة الإرهابية تم بالتعاون مع القوات الوطنية الصومالية، مشيرة إلى أن القوات الإثيوبية تقوم بما وصفته بدور حاسم في عملية حفظ السلام في الصومال.
وزعمت «حركة الشباب» أنها قتلت جنوداً إثيوبيين عدة في كمين بالقرب من مدينة بيدوا الجنوبية الغربية، وهو ما اعترفت به السلطات الإثيوبية، لكنها نفت مزاعم الحركة عن قتل عدد من قواتها.
ودار قتال عنيف استغرق ساعات عدة يوم الجمعة الماضي بين مقاتلي «حركة الشباب» والقوات الإثيوبية التابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، بعدما هاجمت الحركة قافلة للقوات الإثيوبية التي خرجت من مدينة بوهكبه، جنوب غربي الصومال، كما نصبت كميناً لقوات أخرى تحركت من بيدوا، عاصمة ولاية جنوب غربي الصومال، لتعزيز القوات التي تعرضت للهجوم.
«القاعدة» تعلن مسؤوليتها عن هجوم على معسكر أممي في مالي
الجيش الإثيوبي يؤكد قتل 66 من عناصر «حركة الشباب» الصومالية
«القاعدة» تعلن مسؤوليتها عن هجوم على معسكر أممي في مالي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة