رسوم إضافية على الطلاب في مصر لتكريم ضحايا الإرهاب

TT

رسوم إضافية على الطلاب في مصر لتكريم ضحايا الإرهاب

قررت الحكومة المصرية تحصيل رسوم إضافية من الطلاب في مراحل التعليم المختلفة، لصالح صندوق «تكريم شهداء وضحايا ومفقودي ومصابي العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم»، بداية من العام الدراسي الجديد المُقبل، وبموجب قانون أصدره البرلمان في مارس (آذار) الماضي.
ونشرت الجريدة الرسمية، أمس، قراراً لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور أشرف عبد الغفار، بفرض 10 جنيهات (أكثر من نصف دولار)، على طلاب الجامعات والمعاهد العليا، لصالح الصندوق. وبحسب القرار «سيتم تحصيل المبلغ مرة واحدة»، مع إلزام الجامعات والمعاهد بجمع المبلغ عند سداد المصروفات الدراسية للطلاب، وتوريدها للصندوق فور تحصيلها.
ووافق مجلس النواب المصري (البرلمان) في مارس العام الماضي على إصدار قانون بإنشاء صندوق تكريم شهداء وضحايا ومفقودي ومصابي العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم. ويهدف الصندوق، التابع لرئيس مجلس الوزراء، إلى تكريم شهداء وضحايا ومفقودي ومصابي العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم، ودعمهم ورعايتهم في كل النواحي الاجتماعية والصحية والتعليمية وغيرها، وصرف التعويضات المستحقة لهم، وفقاً لأحكام القانون.
وينص القانون على أن يقوم كل طالب في مراحل التعليم قبل الجامعي بأداء مساهمة تضامنية مقدارها 5 جنيهات، يتم تحصيلها مع الرسوم الدراسية، وتكون قيمة هذه المساهمة بالنسبة للتعليم الجامعي وما بعده بواقع 10 جنيهات عن كل طالب، و5 جنيهات عن كل طلب اشتراك وتجديد عضوية في الأندية الرياضية، وذلك لأغراض التضامن والمشاركة المجتمعية في مواجهة الإرهاب.
كما يفرض القانون ضريبة تؤول حصيلتها للصندوق، عن طريق لصق طابع قيمته خمسة جنيهات على بعض الأوراق والمستندات الخاصة، مثل: (رخصة السلاح، والقيادة، وتسيير المركبات، وصحيفة الحالة الجنائية، وتذاكر المباريات الرياضية والحفلات والمهرجانات الغنائية، وطلبات الالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية والشرطية، وتأشيرات الإقامة للأجانب وتصاريح العمل للمصريين، وغيرها).
وتتكون موارد الصندوق من نسبة 5 في المائة من حصيلة رسم تنمية الموارد المالية للدولة، إلى جانب تخصيص حصيلة الغرامات المحكوم بها تطبيقاً لهذا القانون للصندوق، فضلاً عن التبرعات والهبات والوصايا والإعانات والمنح.
ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، عام 2013، تشهد مصر عمليات إرهابية بين الحين والآخر، راح ضحيتها المئات من عناصر الجيش والشرطة والمدنيين؛ خاصة في شمال شبه جزيرة سيناء؛ حيث تدور مواجهات عنيفة مع عناصر مسلحة تنتمي لتنظيم داعش الإرهابي.
ومطلع يناير (كانون الثاني) الجاري، أصدر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، قراراً بتشكيل مجلس إدارة الصندوق لمدة 3 سنوات، برئاسة اللواء السيد علي علي الغالي.
وأثار القانون جدلاً واسعاً في الشارع المصري، بين مؤيد ومعارض؛ حيث انتقده بعض الشباب والطلاب على مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبار أن الطلاب أحق بالإعانة بدلاً من فرض مزيد من الرسوم عليهم. وقال جمال أحمد الطالب بجامعة القاهرة: «أسر الشهداء لهم منا كل التقدير والاحترام... لكن أن يصل الأمر لجمع الأموال من الطلبة وأسرهم فشيء مؤسف ومخزٍ». فيما أشارت ياسمين البدري من جامعة حلوان إلى أن «معظم الطلاب يستحقون الدعم لاستكمال مسيرتهم التعليمية، بدلاً من فرض مزيد من الضرائب».
وخلال موافقة البرلمان على قانون إصدار الصندوق، اعتبره برلمانيون بمثابة «تأكيد من الدولة المصرية على أنها لن تنسى التضحيات التي يبذلها أبطال الجيش والشرطة من أجل استقرار الدولة».



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.