هل تصبح وسائل الإعلام قوة ضد الديمقراطية؟

دور الفضائيات في انتفاضات «الربيع العربي»

هل تصبح وسائل الإعلام قوة ضد الديمقراطية؟
TT

هل تصبح وسائل الإعلام قوة ضد الديمقراطية؟

هل تصبح وسائل الإعلام قوة ضد الديمقراطية؟

يرى كثير من المراقبين أن دور الإعلام الفضائي العربي كان ملتبسا خلال الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في عدد من البلدان العربية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ويعود ذلك إلى المبالغة في التركيز على قضايا معينة أو الانحياز إلى بعض الأطراف السياسية وتضخيم دورها، وفي نفس الوقت تجاهل دور قوى أخرى. وقد تحكمت الدوافع الآيديولوجية والأهداف السياسية بمتابعة القنوات لأحداث الاحتجاجات، نظرا لأن أغلب وسائل الإعلام الفضائية مملوكة من الدولة، أو تحصل على دعم مالي ولوجيستي من الدول التي تبث.
ورغم ذلك، لعبت القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي دورا مؤثرا وإيجابيا تمثل في استفادة الجماهير الشعبية من الطاقة التي خلقتها فيها وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، لمواصلة الاحتجاجات ضد محاولات تيار الإسلام السياسي فرض شكل جديد من الاستبداد، بعد فوزه بالسلطة عن طريق الشرعية الانتخابية، خصوصا في مصر وتونس، فتم الانتقال إلى شكل جديد من الاحتجاج بدلا من «التنظيم الفضائي» عندما شكل الشباب الواعي حركات جديدة، تطالب بتحقيق المطالب التي رفعتها الاحتجاجات «حرية، كرامة، عدالة اجتماعية»، وترفض سلطات الشرعية الانتخابية، التي تنكرت لوعودها وانفردت بالسلطة، وحرمت الحركات الاجتماعية والقوى السياسية الأخرى من المشاركة في صنع القرار السياسي، حيث نجحت حركات «تمرد» في مصر وتونس في تنظيم مظاهرات مليونية حقيقية، استطاعت إسقاط سلطة الإخوان في مصر وإضعاف سلطة حركة النهضة في تونس التي فقدت قدرتها على الاستمرار في التحكم بالسلطة، على الرغم من مساندة بعض النخب السياسية لها.
يبدأ الباحث الدكتور سويم العزي، في كتابه الجديد المعنون «نظرة ثانية بخصوص الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي والحراك السياسي العربي»، بطرح تساؤلات عن هدف القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي، منها: «ما الكيفية التي تتمكن بها شبكات التواصل الاجتماعي من خلق التأثير؟ وهل هناك أهداف محددة وراءه؟ وما الوسائل التي تتمكن بها من جلب الانتباه حول قضايا معينة دون غيرها؟ هل تخفي وراءها عملية التلاعب بالمشاعر بهدف استعمار مشاعر الأفراد؟ ولغرض الإجابة على تلك التساؤلات يقوم الباحث بمعالجة الموضوع من زاويتين، الأولى من الزاوية السسيولوجية لغرض التعرف على ماهية عمل الفضائيات، وثانيا من الزاوية السيكولوجية بهدف الوقوف على الآليات التي تؤثر فيها على السلوك الاجتماعي» ص 5.
وعند تحليله لأسباب تزايد أعداد الذين يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي، التي لم تقتصر على منطقة جغرافية معينة، بل تشمل كل دول العالم المتطورة منها والمتخلفة، يرى أنها تعود إلى حاجة الفرد إلى إثبات الذات. ففي الدول المتطورة أدى المجتمع الاستهلاكي إلى تهميش أعداد واسعة من المواطنين، نتيجة قيام الهرمية الاجتماعية على التملك التي تتمتع بها قلة من السكان، أما في المجتمعات النامية «المتخلفة» فإن القهر السياسي والاجتماعي حرم الأغلبية من ممارسة الحرية. لذلك أصبح كل هؤلاء يبحثون عن وسيلة يتجاوزن بها واقعهم، فوجدوها في شبكات التواصل الاجتماعي كواقع افتراضي لإشباع الذات.
يناقش الباحث هذه الموضوعات وغيرها في خمسة فصول، حيث تناول في الفصل الأول العلاقة بين الديمقراطية ووسائل الإعلام، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام يمكن أن تكون قوة ضد الديمقراطية، بسبب عدم قيامها بوظيفتها الإعلامية بشكل صحيح، خصوصا التجارية منها، فتصبح وسائل إعلام تدافع عن ثقافة السلطة القائمة، بسبب تملكها من قبل أقلية من الشركات المتعددة الجنسية التي ترتبط بوشائج متنوعة مع السلطات الحاكمة ونخبها المتنفذة.
أما في الفصل الثاني فقد قام الباحث، بتحليل الآليات السيكولوجية للتأطير السياسي للفضائيات الإعلامية، متناولا مفهوم الخبر كسلعة تقوم بتسويقها، حيث تركز وسيلة الإعلام على خلق علاقة عاطفية بين المعلومات التي تقدمها والفرد، مما يخلق تبعية المشاهد لوسيلة الإعلام باعتبارها «المصدر الرئيس للثقافة والمتعة».
تناول الفصل الثالث الفضائيات العربية الإخبارية، التي دخلت إلى المجتمع العربي في بداية تسعينات القرن الماضي، باعتبارها وسائل إعلام مملوكة للدولة تعكس وجهات نظر الجهات الرسمية حول التناقضات والصراعات السياسية والاجتماعية، مما أدى إلى نقل الصراعات الوطنية من محيطها المحلي إلى المحيط العربي، فلم يعد، على سبيل المثال، الصراع العرقي والقبلي في السودان والعراق وكذلك الصراعات الطائفية في لبنان والعراق وغيرها من البلدان ذات صبغة محلية، بل أصبح المجتمع العربي يتفاعل مع مجريات هذه الصراعات ويؤثر عليها سلبا أو إيجابا، تبعا للمعلومات التي تقدمها الفضائيات العربية.
يناقش الباحث في الفصل الرابع دور شبكات التواصل الاجتماعي في الحراك الشعبي، من خلال تغيير وظيفتها من اللهو والدردشة، إلى التنافس مع القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى في توجيه الرأي العام لأهداف محددة، وتبتعد عما تطرحه القنوات الفضائية ورغبات السلطات الحاكمة ورقابتها مما جعلها تتحول تدريجيا إلى «سلطة خامسة» نتيجة الدور السياسي الذي تقوم به بعد أن أصبحت لها وظائف محددة، حسب رأي سيغريد بارينغورست (Sigrid Baringhorst)، من أهمها: الوظيفة البرنامجية لتعبئة الاحتجاجات، الوظيفة الإدراكية لخلق الإنتاج المعرفي والاتصالات، الوظيفة الوجدانية لتكوين الهيئة الافتراضية، الوظيفة التكنيكية لاستخدام الإنترنت كسلاح وهدف، وأخيرا وظيفة التنظيم الاجتماعي لشبكات عابرة للقارات. كما أن لهذه الشبكات وظيفة سيكولوجية تتمثل في إشباع رغبة الأفراد في إثبات الذات، «ما دمت موجودا على الإنترنت وأرى الآخر والآخر يراني فأنا موجود».
في الفصل الخامس، يحلل الباحث أسباب التخبط الفكري والسياسي التي وقعت فيها حركة الاحتجاجات الشعبية، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى غموض مواقف النخب المثقفة وقلة عطائها الفكري، الأمر الذي أدى إلى أن تقع تحركات الجماهير الشعبية تحت تأثير الشعارات السياسية اليومية، مما أفقدها الديمومة بسبب عدم توفر غطاء فكري لها، بمعنى آخر إن تحرك الناس يقوم على العاطفة السياسية وليس الوعي الثقافي، وهذا ما يفسر ضعف المشاركة في الانتخابات التي أعقبت سقوط الأنظمة الاستبدادية في عدد من البلدان العربية، حيث تراوحت نسبة المشاركة بين 50 - 60% في حين خرج الناس بالملايين إلى الشوارع طلبا للحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية... ص 171.
الكتاب ممتع ومفيد، على الرغم من حاجة القارئ إلى مستوى معين من المعرفة بعلم النفس السياسي والاجتماعي، حيث مزج الباحث بينها لعرض موضوعاته. وتتمثل أهمية الكتاب في:
أولا: إلقاء الضوء على دور القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي التي نجحت في تحفيز المشاعر لدى أعداد كبيرة من الناس في الكثير من الأقطار العربية للمطالبة بحقوقها، من خلال الاشتراك في الانتفاضات والاحتجاجات، والأسباب التي أدت إلى عدم تحقيق الاحتجاجات النتائج المرجوة منها، بعد أن خطفت القوى التقليدية السلطة، خصوصا قوى تيار الإسلام السياسي، التي امتزجت خبرتها التنظيمية بالمال السياسي والدعم الإعلامي الخارجي.
ثانيا: تناول جديد لدور وسائل الإعلام، التي تحولت وظيفتها من صنع الرأي العام إلى صنع السلوك السياسي للأفراد، أو بمعنى آخر أصبحت وسائل الإعلام هي الرأي العام، بعد أن أصبحت المادة التي يحصل عليها الفرد من القنوات الفضائية قادرة على تعديل السلوك السياسي له، لأن المعلومات التي يقدمها التلفزيون تستند إلى فكرة «إن الخبر الذي أشاهده يجب أن أصدقه لأني أراه أمام عيني»، حسب قول أولكا كوكنا (Olga cuenca). ص 11
«نظرة ثانية بخصوص الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي والحراك السياسي العربي».
المؤلف: د. سويم العزي.
الناشر: دار الحكمة، القاهرة، 2013.
عدد الصفحات 200 من الحجم الكبير.



أربعة أيام في محبة الشعر

أربعة أيام في محبة الشعر
TT

أربعة أيام في محبة الشعر

أربعة أيام في محبة الشعر

أربعة أيام في محبة الشعر، شارك فيها نحو 40 شاعراً ومجموعة من النقاد والباحثين، في الدورة التاسعة لمهرجان الشعر العربي، الذي يقيمه بيت الشعر بالأقصر، تحت رعاية الشيح سلطان القاسمي، حاكم الشارقة، وبالتعاون بين وزارة الثقافة المصرية ودائرة الثقافة بالشارقة، وبحضور رئيسها الشاعر عبد الله العويس، ومحمد القصير مدير إدارة الشئون الثقافية بالدائرة.

نجح المؤتمر في أن يصنع فضاء شعرياً متنوعاً وحميمياً، على طاولته التقت أشكال وأصوات شعرية مختلفة، فكان لافتاً أن يتجاور في الأمسيات الشعرية الشعر العمودي التقليدي مع شعر التفعيلة وقصيدة النثر وشعر العامية، وأن يتبارى الجميع بصيغ جمالية عدة، وتنويع تدفقها وطرائق تشكلها على مستويي الشكل والمضمون؛ إعلاء من قيمة الشعر بوصفه فن الحياة الأول وحارس ذاكرتها وروحها.

لقد ارتفع الشعر فوق التضاد، وحفظ لكل شكلٍ ما يميزه ويخصه، فتآلف المتلقي مع الإيقاع الصاخب والنبرة الخطابية المباشرة التي سادت أغلب قصائد الشعر العمودي، وفي الوقت نفسه كان ثمة تآلف مع حالة التوتر والقلق الوجودي التي سادت أيضاً أغلب قصائد شعر التفعيلة والنثر، وهو قلق مفتوح على الذات الشعرية، والتي تبدو بمثابة مرآة تنعكس عليها مشاعرها وانفعالاتها بالأشياء، ورؤيتها للعالم والواقع المعيش.

وحرص المهرجان على تقديم مجموعة من الشاعرات والشعراء الشباب، وأعطاهم مساحة رحبة في الحضور والمشاركة بجوار الشعراء المخضرمين، وكشف معظمهم عن موهبة مبشّرة وهمٍّ حقيقي بالشعر. وهو الهدف الذي أشار إليه رئيس المهرجان ومدير بيت الشعر بالأقصر، الشاعر حسين القباحي، في حفل الافتتاح، مؤكداً أن اكتشاف هؤلاء الشعراء يمثل أملاً وحلماً جميلاً، يأتي في صدارة استراتيجية بيت الشعر، وأن تقديمهم في المهرجان بمثابة تتويج لهذا الاكتشاف.

واستعرض القباحي حصاد الدورات الثماني السابقة للمهرجان، ما حققته وما واجهها من عثرات، وتحدّث عن الموقع الإلكتروني الجديد للبيت، مشيراً إلى أن الموقع جرى تحديثه وتطويره بشكل عملي، وأصبح من السهولة مطالعة كثير من الفعاليات والأنشطة المستمرة على مدار العام، مؤكداً أن الموقع في طرحه الحديث يُسهّل على المستخدمين الحصول على المعلومة المراد البحث عنها، ولا سيما فيما يتعلق بالأمسيات والنصوص الشعرية. وناشد القباحي الشعراء المشاركين في المهرجان بضرورة إرسال نصوصهم لتحميلها على الموقع، مشدداً على أن حضورهم سيثري الموقع ويشكل عتبة مهمة للحوار البنّاء.

وتحت عنوان «تلاقي الأجناس الأدبية في القصيدة العربية المعاصرة»، جاءت الجلسة النقدية المصاحبة للمهرجان بمثابة مباراة شيقة في الدرس المنهجي للشعر والإطلالة عليه من زوايا ورؤى جمالية وفكرية متنوعة، بمشاركة أربعة من النقاد الأكاديميين هم: الدكتور حسين حمودة، والدكتورة كاميليا عبد الفتاح، والدكتور محمد سليم شوشة، والدكتورة نانسي إبراهيم، وأدارها الدكتور محمد النوبي. شهدت الجلسة تفاعلاً حياً من الحضور، برز في بعض التعليقات حول فكرة التلاقي نفسها، وشكل العلاقة التي تنتجها، وهل هي علاقة طارئة عابرة أم حوار ممتد، يلعب على جدلية (الاتصال / الانفصال) بمعناها الأدبي؛ اتصال السرد والمسرح والدراما وارتباطها بالشعر من جانب، كذلك الفن التشكيلي والسينما وإيقاع المشهد واللقطة، والموسيقي، وخاصة مع كثرة وسائط التعبير والمستجدّات المعاصرة التي طرأت على الكتابة الشعرية، ولا سيما في ظل التطور التكنولوجي الهائل، والذي أصبح يعزز قوة الذكاء الاصطناعي، ويهدد ذاتية الإبداع الأدبي والشعري من جانب آخر.

وأشارت الدكتورة نانسي إبراهيم إلى أن الدراما الشعرية تتعدى فكرة الحكاية التقليدية البسيطة، وأصبحت تتجه نحو الدراما المسرحية بكل عناصرها المستحدثة لتخاطب القارئ على مستويين بمزج جنسين أدبيين الشعر والمسرح، حيث تتخطى فكرة «المكان» بوصفه خلفية للأحداث، ليصبح جزءاً من الفعل الشعري، مضيفاً بُعداً وظيفياً ديناميكياً للنص الشعري.

وطرح الدكتور محمد شوشة، من خلال التفاعل مع نص للشاعر صلاح اللقاني، تصوراً حول الدوافع والمنابع الأولى لامتزاج الفنون الأدبية وتداخلها، محاولاً مقاربة سؤال مركزي عن تشكّل هذه الظاهرة ودوافعها ومحركاتها العميقة، مؤكداً أنها ترتبط بمراحل اللاوعي الأدبي، والعقل الباطن أكثر من كونها اختياراً أو قصداً لأسلوب فني، وحاول، من خلال الورقة التي أَعدَّها، مقاربة هذه الظاهرة في أبعادها النفسية وجذورها الذهنية، في إطار طرح المدرسة الإدراكية في النقد الأدبي، وتصوراتها عن جذور اللغة عند الإنسان وطريقة عمل الذهن، كما حاول الباحث أن يقدم استبصاراً أعمق بما يحدث في عملية الإبداع الشعري وما وراءها من إجراءات كامنة في الذهن البشري.

وركز الدكتور حسين حمودة، في مداخلته، على التمثيل بتجربة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، ومن خلال هذا التمثيل، في قصائد درويش رأى أنها تعبّر عن ثلاثة أطوار مرّ بها شعره، مشيراً إلى أن ظاهرة «الأنواع الأدبية في الشعر» يمكن أن تتنوع على مستوى درجة حضورها، وعلى مستوى ملامحها الجمالية، عند شاعر واحد، عبر مراحل المسيرة التي قطعها، موضحاً: «مما يعني، ضِمناً، أن هذه الظاهرة قابلة لأن تتنوع وتتباين معالمها من شاعر لآخر، وربما من قصيدة لأخرى».

ورصدت الدكتورة كاميليا عبد الفتاح فكرة تلاقي الأجناس الأدبية تاريخياً، وأشارت، من خلال الاستعانة بسِجلّ تاريخ الأدب العربي، إلى أن حدوث ظاهرة التداخل بين الشعر وجنس القصة وقع منذ العصر الجاهلي، بما تشهد به المعلقات التي تميزت بثرائها الأسلوبي «في مجال السردية الشعرية». ولفتت إلى أن هذا التداخل طال القصيدة العربية المعاصرة في اتجاهيها الواقعي والحداثي، مبررة ذلك «بأن الشعراء وجدوا في البنية القصصية المساحة الكافية لاستيعاب خبراتهم الإنسانية». واستندت الدكتورة كاميليا، في مجال التطبيق، إلى إحدى قصائد الشاعر أمل دنقل، القائمة على تعدد الأصوات بين الذات الشعرية والجوقة، ما يشي بسردية الحكاية في بناء الحدث وتناميه شعرياً على مستويي المكان والزمان.

شهد المهرجان حفل توقيع ستة دواوين شعرية من إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة للشعراء: أحمد عايد، ومصطفى جوهر، وشمس المولى، ومصطفى أبو هلال، وطارق محمود، ومحمد طايل، ولعب تنوع أمكنة انعقاد الندوات الشعرية دوراً مهماً في جذب الجمهور للشعر وإكسابه أرضاً جديدة، فعُقدت الندوات بكلية الفنون الجميلة في الأقصر، مصاحبة لافتتاح معرض تشكيلي حاشد بعنوان «خيوط الظل»، شارك فيه خمسون طالباً وطالبة. وكشف المعرض عن مواهب واعدة لكثيرين منهم، وكان لافتاً أيضاً اسم «الأصبوحة الشعرية» الذي أطلقه المهرجان على الندوات الشعرية التي تقام في الفترة الصباحية، ومنها ندوة بمزرعة ريفية شديدة البساطة والجمال، وجاءت أمسية حفل ختام المهرجان في أحضان معبد الأقصر وحضارة الأجداد، والتي امتزج فيها الشعر بالأغنيات الوطنية الراسخة، أداها بعذوبة وحماس كوكبة من المطربين والمطربات الشباب؛ تتويجاً لعرس شعري امتزجت فيه، على مدار أربعة أيام، محبة الشعر بمحبة الحياة.