ماكرون يسعى لمواجهة تبعات «السترات الصفر» بجذب الاستثمارات

خلال منتدى «اختر فرنسا» بقصر فرساي

ماكرون يسعى لمواجهة تبعات «السترات الصفر» بجذب الاستثمارات
TT

ماكرون يسعى لمواجهة تبعات «السترات الصفر» بجذب الاستثمارات

ماكرون يسعى لمواجهة تبعات «السترات الصفر» بجذب الاستثمارات

في مواجهة الأزمة الداخلية التي تتعلق باحتجاجات «السترات الصفراء»، والأوضاع الاقتصادية الضاغطة في فرنسا، يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشرح الإصلاحات الفرنسية، وذلك من خلال النسخة الثانية من منتدى رجال الأعمال، الذي سيعقد تحت عنوان «اختر فرنسا» لاجتذاب الاستثمارات هذا العام.
وذكرت قناة «سي نيوز» الإخبارية الفرنسية، أمس، أن هذه النسخة الجديدة لمنتدى «اختر فرنسا» تهدف إلى جذب المستثمرين الأجانب وإقناعهم بـ«اختيار فرنسا»، والذي انطلقت أعماله أمس بقصر «فرساي» بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس، وذلك بحضور 150 شخصية من رجال الأعمال الفرنسيين والأجانب، بينهم المدير التنفيذي لشركة «مايكروسوفت» ساتيا ناديلا، ومؤسس مجموعة «ميتال».
وأشارت القناة الفرنسية إلى أن النسخة الأولى للمنتدى حققت نجاحا بنحو 3 مليارات يورو من وعود الاستثمار بفرنسا.
وكان قصر الإليزيه قد أعلن في 11 يناير (كانون الثاني) الجاري أن فرنسا ترغب في التركيز على الفرص المتاحة في الأراضي الفرنسية من خلال التعريف بمختلف المناطق وعاداتها، كما ستشارك أيضا مؤسسات فرنسية مختلفة تمثل النسيج الاقتصادي في المناطق.
يذكر أن مسؤولا في مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد صرح، في وقت سابق، بأن الرئيس ماكرون لن يشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا العام، وأرجع ذلك إلى ازدحام جدول أعماله، بما في ذلك المناقشات التي بدأت ردا على احتجاجات «السترات الصفراء».
وفي نهاية العام الماضي، أظهرت بيانات نشرها مكتب الإحصاء الوطني الفرنسي، تباطؤ نمو الاقتصاد الفرنسي متأثرا بالإضرابات التي تشهدها فرنسا ومظاهرات محتجي «السترات الصفراء»، فيما ارتفع الدين العام إلى مستويات قياسية.
وأوضحت البيانات أن معدل النمو السنوي للاقتصاد الفرنسي ثبت عند نسبة 1.5 في المائة، فيما كانت الحكومة تستهدف نسبة 1.7 في المائة للعام 2018، وأشارت البيانات إلى أن الاقتصاد الفرنسي مقيسا بإجمالي الناتج المحلي حقق نموا بواقع 2.3 في المائة في العام 2017، كما ذكرت البيانات أن الدين العام الفرنسي بلغ أكثر من 2.32 تريليون يورو (3.25 تريليون دولار) في الربع الثالث من العام الماضي.
كما توقع إدوارد فيليب، رئيس الوزراء الفرنسي، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي أن عجز الميزانية سيتجاوز على الأرجح حد الـ3 في المائة من إجمالي الناتج المحلي المتفق عليه في الاتحاد الأوروبي، وتوقع أن يسجل نحو 3.2% العام المقبل.
ومن المتوقع أن تتجاوز فرنسا ذلك الحد بعدما قدم ماكرون تنازلات لمحتجي «السترات الصفراء»، ما تسبب في عجز بالميزانية قدره عشرة مليارات يورو، ما يعادل 11.30 مليار دولار. وفي مسعى لتهدئة محتجي حركة السترات الصفراء، أعلن ماكرون زيادة الحد الأدنى للأجور وخفضاً ضريبياً لمعظم المتقاعدين. وقبل إعلانه، كانت التوقعات تشير إلى عجز في الميزانية بنسبة 2.8 في المائة في 2019.
وتوقعت تقارير اقتصادية أن تلجأ الحكومة إلى اقتراض 5 مليارات يورو لتمويل الزيادة المقررة في الرواتب وتعويض المبالغ المخفضة من الضرائب، ضمن عروض الحكومة على محتجي «السترات الصفراء» في محاولة تهدئة الاحتجاجات العنيفة التي تعصف بفرنسا.



بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.