التحالف: تدمير 7 مواقع «درون» حوثية بعمليات نوعية في صنعاء

المالكي أكد تجنيب المدنيين الخطر... والالتزام بتأمين الملاحة البحرية

المالكي أثناء المؤتمر الصحافي في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
المالكي أثناء المؤتمر الصحافي في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
TT

التحالف: تدمير 7 مواقع «درون» حوثية بعمليات نوعية في صنعاء

المالكي أثناء المؤتمر الصحافي في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
المالكي أثناء المؤتمر الصحافي في الرياض أمس (الشرق الأوسط)

حذرت القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن من أن الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً تحاول توسيع رقعة استخدام طائرات من دون طيار لتشمل محافظات يمنية أخرى إلى جانب العاصمة صنعاء؛ منها الجوف وريمة وذمار وصعدة، مبيناً أن ذلك يمثل تحدياً للإرادة الدولية وتهديداً للمصالح التجارية، خاصة في البحر الأحمر وباب المندب.
وأعلن التحالف بقيادة السعودية يوم أمس (الأحد) تدمير سبعة أهداف رئيسية في العاصمة اليمنية صنعاء تستخدمها الميليشيات الحوثية ورشات تصنيع وتخزين وصيانة ومنصات إطلاق وتحكم وسيطرة لطائرات من دون طيار.
وشدد العقيد ركن تركي المالكي المتحدث باسم القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن خلال مؤتمر صحافي على أن العمليات العسكرية التي نفذت اتخذت كافة الإجراءات الوقائية الكفيلة بتجنيب المدنيين أي أضرار، رغم استخدام الميليشيات الأعيان المدنية مراكز لعناصرها وأسلحتها.
وأضاف: «بعد مراقبة دقيقة وطويلة نجحنا في تدمير سبعة أماكن تستخدمها الميليشيات الحوثية وتخزن قدراتها لطائرات من دون طيار لا تربط فقط بين صنعاء والجوف وصعدة، بل يحاول الحوثيون زيادة مدى هذه القدرات إلى محافظتي ريمة وذمار عبر استخدام أبراج اتصالات للتحكم بهذه الطائرات من خلال مركز سيطرة وتحكم يوجد به خبراء من الحرس الثوري و(حزب الله) الإرهابي وقد تم تدميرها بالكامل».
ولفت المالكي إلى أن امتلاك مجموعة إرهابية كالحوثية لهذه القدرات لا يمثل تحدياً للتحالف فقط بل للإرادة الدولية والمجتمع الدولي نظراً لوجود الكثير من المصالح لا سيما التجارة الدولية التي تمر عبر البحر الأحمر وباب المندب، مبيناً أن العمليات التي نفذها التحالف لتدمير هذه القدرات سواء في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أو التي جرت أمس هو التزام واضح منه والقيام بذلك نيابة عن المجتمع الدولي.
وتابع: «هذا يؤكد أيضا أن استمرار تهريب الأسلحة مكن الميليشيات من مواصلة العمليات العسكرية، والتحالف مستمر في منع ذلك، وسنستمر في منع تهريب الطائرات من دون طيار وقطع الغيار، وهو تحد للمجتمع الدولي نقوم بالنيابة عنه لتدمير هذه القدرات، ما تحقق هو نجاح للتحالف والمجتمع الدولي».
وأشار المتحدث باسم التحالف أن الحوثيين حصلوا على الطائرات من دون طيار من النظام الإيراني ومنها طائرة أبابيل تي التي يطلقون عليها «قاصف»، وتابع: «هم يستخدمون مستوى تكتيكيا آخر من الطائرات من دون طيار، ولأكثر من سنة وهم يحاولون استهداف المناطق الحيوية السعودية منها مطار أبها أو منشآت أرامكو، كما هاجموا اليمنيين في الداخل، هذه الإمكانيات لا يجب أن تكون بأيديهم، والتحالف يؤكد أن هذه القدرات لن يتم السماح لهم باستخدامها».
وبحسب المالكي فإن الأهداف السبعة التي استهدفت تشمل أماكن تصنيع وتخزين طائرات من دون طيار ومنصات إطلاق وتحليل وإجراءات ما قبل الإطلاق والإمدادات اللوجيستية، مشدداً على أن كل هذه الأهداف موجودة بين أعيان مدنية ووسط السكان المدنيين لاتخاذهم كدروع بشرية.
وأفصح العقيد تركي أن أحد الأهداف وهو مركز دعم لوجيستي لطائرات من دون طيار شرق صنعاء كان يبعد قرابة 200 متر فقط عن سكن أعضاء الأمم المتحدة، في محاولة لاستغلال المكان لإطلاق طائرات من دون طيار وتجنب القصف.
وأكد المتحدث باسم التحالف أن الميليشيات الحوثية ليست جادة في تطبيق اتفاق استوكهولم وإنما تستخدم الوقت لإعادة ترتيب صفوفها، وقال: «لا يزالون يدعمون قواتهم في الحديدة ويحفرون الخنادق بالقرب من ميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى، ليسوا جادين في تطبيق الاتفاق وفتح المعابر الآمنة للمساعدات الإنسانية، ما زالوا يزرعون الألغام البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب حتى الآن هناك 112 لغماً بحرياً».
ورأى المالكي أن تركيز الميليشيات على استخدام طائرات من دون طيار هو إفلاس حقيقي بعد أن دمر التحالف قدرات الصواريخ الباليستية التي كانت لديهم، مبيناً أن ما حدث في قاعدة العند عمل إرهابي يمثل سياسة هذه الجماعة الإرهابية، مضيفا: «محافظة تعز أيضاً أصبحت أكبر مدينة في تاريخ اليمن محاصرة لأكثر من أربع سنوات».


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.