غارة أميركية تقتل العشرات من «الشباب» الصومالية

كينيا تعتقل زوجة ووالد انتحاري شارك في هجوم نيروبي

خمسة من المشتبه بهم (أربعة رجال وسيدة) على صلة بالهجوم الإرهابي على أحد الفنادق الراقية في كينيا أسفر عن مقتل 21 شخصاً يمثلون أمام محكمة جنائية في العاصمة نيروبي أمس (إ.ب.أ)
خمسة من المشتبه بهم (أربعة رجال وسيدة) على صلة بالهجوم الإرهابي على أحد الفنادق الراقية في كينيا أسفر عن مقتل 21 شخصاً يمثلون أمام محكمة جنائية في العاصمة نيروبي أمس (إ.ب.أ)
TT

غارة أميركية تقتل العشرات من «الشباب» الصومالية

خمسة من المشتبه بهم (أربعة رجال وسيدة) على صلة بالهجوم الإرهابي على أحد الفنادق الراقية في كينيا أسفر عن مقتل 21 شخصاً يمثلون أمام محكمة جنائية في العاصمة نيروبي أمس (إ.ب.أ)
خمسة من المشتبه بهم (أربعة رجال وسيدة) على صلة بالهجوم الإرهابي على أحد الفنادق الراقية في كينيا أسفر عن مقتل 21 شخصاً يمثلون أمام محكمة جنائية في العاصمة نيروبي أمس (إ.ب.أ)

أكدت قيادة القوات الأميركية العاملة في أفريقيا «أفريكوم» مقتل العشرات من عناصر حركة «الشباب» الصومالية المتطرفة، كانوا قد هاجموا قاعدة عسكرية صومالية قبل يومين فقط، في أحدث غارة جوية يشنها الجيش الأميركي هذا العام. وقالت «أفريكوم» في بيان مساء أول من أمس إنه «لدعم الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة الاتحادية الصومالية لتحطيم حركة الشباب، شنت القوات الأميركية غارة جوية استهدفت المسلحين بالقرب من جيليب في منطقة جوبا الوسطى بالصومال»، وأضافت «في الوقت الراهن تأكد مقتل 52 من المتشددين في هذه الغارة الجوية»، لكنها نفت سقوط أي جرحى أو قتل مدنيين. وأكدت التزامها إلى جانب شركائها الصوماليين والدوليين، بـ«منع الشباب من الاستفادة من الملاذات الآمنة التي يستطيعون من خلالها بناء القدرات ومهاجمة شعب الصومال»، مشيرة إلى أن «هذه الحركة تستخدم أجزاء من جنوب ووسط الصومال للتخطيط وتوجيه الهجمات الإرهابية، وسرقة المساعدات الإنسانية، وابتزاز السكان المحليين لتمويل عملياتها». وأضافت «ستواصل القيادة الأميركية في أفريقيا العمل مع شركائها لنقل المسؤولية عن الأمن طويل الأجل في الصومال من بعثة الاتحاد الأفريقي إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية والدول الأعضاء فيها، وستستخدم القوات الأميركية جميع الوسائل الفعالة والملائمة لحماية الشعب الصومالي، بما في ذلك العمليات العسكرية المشتركة لمكافحة الإرهاب مع الحكومة الصومالية وقوات (أميصوم) الأفريقية».
وقال مسؤولون عسكريون في ولاية جوبالاند إن الضربة الجوية استهدفت مقاتلي حركة الشباب الذين هاجموا قاعدة عسكرية قريبة من جلب الواقعة على بعد 370 كيلومترا جنوب غربي العاصمة مقديشو باستخدام سيارة ملغومة يقودها انتحاري. وأظهرت صور جرى التقاطها بعد الهجوم، احتراق شاحنة كبرى وحولها جثث متفحمة، بالإضافة لما بدا أنها سيارة ملغومة معبأة بالمتفجرات، لم يتم تفجيرها، داخل قاعدة عمليات بار سنجوني التي تعرضت لهجوم حركة الشباب. ونصبت حركة الشباب يوم الجمعة الماضي كمينا لقافلة عسكرية إثيوبية على بعد 80 كيلومترا شمالي بيدوة في وسط الصومال، وقالت الحركة إنها قتلت «أكثر من 57 من الإثيوبيين الغزاة».
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الإثيوبية أنها استخدمت طائرات هليكوبتر «وصدت بنجاح الهجوم» على القافلة التي واصلت السير إلى وجهتها بيدوة، لكن وزير الدفاع الإثيوبي الذي أوضح أن الهجوم وقع بالقرب من مدينة بورهاكابا بمنطقة باي، لم يشر لحجم الأضرار وعدد الخسائر. وكان مسؤولون عسكريون ووجهاء محليون قالوا سابقا إن ثمانية جنود صوماليين على الأقل قتلوا حين هاجمت حركة الشباب قاعدتهم في ضواحي بلدة كسمايو فجر أول من أمس. وبحسب المصادر فإن مسلحين من حركة الشباب شنوا هجوما على القاعدة تبعه تبادل كثيف لإطلاق النار استمر لساعات.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن محمد عبد كريم المسؤول العسكري الصومالي إن «الإرهابيين هاجموا قاعدة بولوغادود العسكرية مستخدمين الأسلحة الثقيلة والمتفجرات.
وتصدى الجيش الصومالي للعدو قبل أن ينسحب لاحقا من القاعدة». وقالت الوكالة الوطنية الصومالية للاستخبارات والأمن إن قوات الأمن ألقت القبض على المسلح، وهو عضو في «أمنيات» فرع الاستخبارات في حركة الشباب، في عملية ضخمة في مقديشو، عقب ساعات على هجوم مسلحين على قوات إثيوبية مشاركة في مهمة الاتحاد الأفريقي بالصومال في جنوب الصومال.
بدورها، أوقفت الشرطة الكينية زوجة ووالد انتحاري شارك في اعتداء دامٍ على مجمع فندقي في نيروبي أسفر عن مقتل 21 شخصا وإصابة 28 آخرين. وكان الانتحاري ماهر خالد رزيقي البالغ 25 عاما واحدا من خمسة متطرفين منتمين لحركة الشباب هاجموا الفندق يوم الثلاثاء الماضي. وأفاد ضابط شركة كبير فضّل عدم ذكر اسمه أنّ «زوجة الانتحاري الآن لدينا. ستساعدنا في فهم الأيام الأخيرة في حياة زوجها وحركته، سيرته في السنوات الأخيرة وتحركاته الأخيرة»، وتابع «لقد أوقفت في مومباسا وتم نقلها إلى نيروبي لتخضع لمزيد من التحقيقات»، كما أوقفت الشرطة والد الانتحاري أيضا.
وأورد المصدر «في إطار التحقيقات من هذا النوع، المقربون من أشخاص كهؤلاء يكونون مهمين لأنه لديهم معلومات هامة»، موضحا أنّ الشرطة تعرفت على هوية الانتحاري من خلال اتصالات هاتفية كما أنّه تواصل هاتفيا مع أحد المهاجمين قبل تفجير نفسه على الفور.
وقال إن رزيقي «نشأ في مومباسا حيث التحق بحركة الشباب» الجهادية المتطرفة، وأشار إلى أنّ رزيقي تورط سابقا في اعتداءات استهدفت قوات الأمن كما سبق أن سافر إلى الصومال.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.