مقتل ثلاثة جنود يمنيين بعملية انتحارية في عدن

استهدفت مركزا للأمن وتم إحباط عملية أخرى

مقتل ثلاثة جنود يمنيين بعملية انتحارية في عدن
TT

مقتل ثلاثة جنود يمنيين بعملية انتحارية في عدن

مقتل ثلاثة جنود يمنيين بعملية انتحارية في عدن

قتل ثلاثة جنود في عملية انتحارية استهدفت فجر الثلاثاء مقر إدارة أمن عدن (كبرى مدن جنوب اليمن) المنطقة التي تشهد اعمال عنف مستمرة منذ ايام.
وقال مسؤول في الشرطة لوكالة الأنباء الألمانية، أن "سيارة مفخخة يقودها انتحاري يرجح انه من تنظيم القاعدة انفجرت عند البوابة الامامية لادارة أمن عدن، ما أدى الى مقتل ثلاثة جنود على الأقل وجرح آخرين".
وأفاد مسؤول امني آخر بأن قوات الأمن أحبطت بعد دقائق قليلة عملية انتحارية اخرى كانت ستستهدف البوابة الثانية لادارة الامن الواقعة في حي خور مكسر في عدن.
وقال المسؤول انه "بعد انفجار السيارة الاولى في البوابة الرئيسة بدقائق معدودة حاولت سيارة اخرى مفخخة وعلى متنها شخصان التوجه الى البوابة الثانية، غير ان اجهزة الأمن نجحت في التعامل معها والحؤول دون انفجارها".
واعلن انه تم توقيف اثنين من "العناصر الارهابية"، موضحا انهما يخضعان للتحقيق في ادارة البحث الجنائي.
وبالتزامن مع الاعتداء تعرض مقر شرطة المعلا والمنصورة لهجومين متزامنين استخدمت فيهما قذائف مضادة للدروع (ار بي جي) بدون ان يسفرا عن وقوع ضحايا.
كما ألقى مسلحون مجهولون قنبلة يدوية على مكتب محافظ عدن في المعلا، وفقا لمصدر أمني.
والهجوم المزدوج مطابق لأسلوب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي كان تبنى اعتداء ضخما على وزارة الدفاع في صنعاء في الخامس من ديسمبر (كانون الاول) اوقع 56 قتيلا بينهم العديد من الاطباء الاجانب واكثر من مائتي جريح.
وعلى الاثر اعترف القائد العسكري لـــ«تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» قاسم الريمي، بأن الهجوم على مستشفى وزارة الدفاع كان خطأ ارتكبه "واحد من المهاجمين لم يلتزم بالتوجيهات". واشار الى ان هدف العملية كان "مبنى قيادة وزارة الدفاع الذي تدار منه غرف التحكم بالطائرات بدون طيار" الاميركية التي تستهدف عناصر تنظيمه في اليمن.
وتأتي هذه الهجمات في وقت يشهد فيه جنوب اليمن، اعمال عنف مناهضة للحكومة تكثفت منذ مقتل 19 شخصا الجمعة عندما اطلقت دبابة للجيش اليمني قذائف على خيمة عزاء نصبت في مدرسة في جنوب اليمن.
وقتل خمسة جنود الاثنين في هجوم على موقع للجيش في الجنوب المنطقة التي تهزها منذ ايام اعمال عنف مرتبطة بمطالب الجنوب بحكم ذاتي واحتجاجات قبائل بعد مقتل احد قادة تحالف قبائل حضرموت في اشتباك مع الجيش مطلع ديسمبر.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.