قواعد هندية جديدة تحد من التجارة الإلكترونية

مودي يسترضي أصوات صغار التجار قبل الانتخابات

شركات كبرى مثل «أمازون» قد تتضرر من ضوابط هندية جديدة (رويترز)
شركات كبرى مثل «أمازون» قد تتضرر من ضوابط هندية جديدة (رويترز)
TT

قواعد هندية جديدة تحد من التجارة الإلكترونية

شركات كبرى مثل «أمازون» قد تتضرر من ضوابط هندية جديدة (رويترز)
شركات كبرى مثل «أمازون» قد تتضرر من ضوابط هندية جديدة (رويترز)

من المرجح أن تساهم القيود الهندية الجديدة على الاستثمارات الأجنبية في قطاع التجارة الإلكترونية، والتي ستؤثر على شركات عملاقة مثل أمازون وآي إن سي وفيليبكارت المملوكة لوول مارت، في تخفيض المبيعات الإلكترونية بـ46 مليار دولار بحلول 2022. وفقا لما أظهره تحليل لـبي دابليو سي كونسالتنز.
وتفرض القيود الجديدة على شركات التجارة الإلكترونية في الهند بدءا من فبراير (شباط) عدم بيع منتجات عبر شركات تمتلك فيها حصصا (equity interest) وكذلك تلزمها بعدم دفع بائعين للترويج لمنتجاتهم بشكل حصري عبر منصاتهم الإلكترونية.
وتم الإعلان عن هذه الضوابط الجديدة في ديسمبر (كانون الأول) قبل أشهر من الانتخابات المفترض عقدها في مايو (أيار) من العام الجاري، ورأى البعض أن القواعد الجديدة كانت محاولة من رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي لاسترضاء الملايين من التجار الصغار وأصحاب المحال، الذين يمثلون قاعدة تصويت رئيسية وشكوا من أن أعمالهم تضررت من منافسة المسوقين الدوليين.
وقالت مصادر من صناعة التجارة الإلكترونية لوكالة رويترز إن القواعد الجديدة ستساهم في تأخير بعض الخطط الاستثمارية وتدفع شركات مثل أمازون وفليبكارت لتصميم هياكل أعمال حديثة وأكثر تعقيدات.
وفي تحليل بي دابليو سي، الذي نقلته رويترز واعتمد على تقديرات للشركات العاملة في المجال واستخدم بيانات منشورة، توقعت الشركة أن كلا من نمو مبيعات التجزئة وحصيلة الضرائب وخلق الوظائف سيتضرر إذا غيرت شركات الإنترنت نموذج أعمالها للتوافق مع القواعد الجديدة.
وأظهر التحليل أن قيمة التجارة المجمعة من السلع المبيعة عبر الإنترنت قد تتراجع بـ800 مليون دولار عن المستوى المتوقع للعام المالي الجاري الذي ينتهي في مارس (آذار)، وتستمر في الانخفاض عن المعدلات المتوقعة سابقا خلال السنوات الثلاث المقبلة، ولكن المبيعات ستظل في النمو وإن كان بوتيرة أقل سرعة عن ما كان يحدث قبل إقرار هذه القواعد.
وتوقع التحليل أيضا أن تساهم السياسات الهندية الجديدة في الحد من الوظائف المُخلقة بحلول مارس (آذار) 2022، بمعدل 1.1 مليون وظيفة أقل عما كان يمكن خلقه قبل تقويض شركات الإنترنت.
وقد سعت أمازون وفليبكارت لطلب مد لموعد تطبيق القواعد الجديدة، في أول فبراير (شباط)، لكن مصادر قالت لـ«رويترز» إنه من غير المرجح أن توافق الحكومة على الطلب.
وكانت أمازون أعلنت في بيان أنها ستظل ملتزمة بالقوانين المحلية للهند ولكنها طلبت مد الموعد النهائي لتطبيق القواعد الجديدة لمدة 4 أشهر.
بينما طلبت فليبكارت مد المهلة ستة أشهر، وفق ما قاله مصدر لـ«رويترز»، وقالت الشركة لصحيفة إنديا إيكونميك تايمز إنها تعتقد أن مدى المهلة سيكون مناسبا للتأكد من استيضاح القواعد الجديدة.
وعلق اتحاد تجار الهند على تحليل بي دابليو سي مبديا اعتراضه على تقديراته، وكان الاتحاد ينتقد شركات التجارة الإلكترونية زاعما أنها تتبع سياسات تسعيرية تضر صغار التجار.
وكانت مورجان ستانلي تقدر، قبل إصدار القواعد الجديدة، أن سوق التجارة الإلكترونية في الهند سينمو بنسبة 30 في المائة سنويا ليصل إلى 200 مليار دولار خلال عشر سنوات حتى 2027.
ويأتي ازدهار التجارة الإلكترونية في الهند مع انتشار الهواتف الذكية، حيث دأب تجار التجزئة على الإنترنت في تقديم تخفيضات لجذب المستهلكين لشراء مختلف المنتجات عبر منصاتهم، بدءا من منتجات البقالة حتى المنتجات الإلكترونية.
وتزعم مجموعات تجارية أن شركات منصات الإنترنت استعانت بسيطرتها على المخزون في الشركات التابعة لها، وعبر اتفاقات بيع حصرية، لخلق سوق غير عادل يُمكنهم من البيع بأسعار منخفضة، وهي الممارسات التي سيتم وقفها عبر السياسات الجديدة.
وكانت أمازون تعهدت باستثمار 5.5 مليار دولار في الهند بينما أنفقت وول مارت العام الماضي 16 مليار دولار للاستحواذ على فليبكارت.
وقال بارتيبا جاين، الشريك في المكتب القانوني نيشيتا ديساي، إنه بعد واحدة من أكبر صفقات الاستثمار الأجنبي التي نفذتها وول مارت تقوم الحكومة مجددا بتطبيق إجراءات صادمة للاستثمار الأجنبي. واعتبر الخبير الذي ينتمي لمكتب يمنح استشارات لشركات تجارة إلكترونية أن هذه السياسات تجعل بلاده بيئة صعبة لتنفيذ الاستثمار.
بينما قال وزير التجارة الهندي، سوريش برابهو، في تصريحات مؤخرا إن سياسة التجارة الإلكترونية واضحة للغاية والحكومة كانت منفتحة لسماع آراء الشركات.



الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات اقتصادية محبِطة قد تشير إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي. وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2 في المائة خلال التعاملات المبكرة، متجهاً نحو خَسارته الثالثة في الأيام الأربعة الماضية، وهو ما يشير إلى تعثر ملحوظ بعد ارتفاعه الكبير، هذا العام.

وفي المقابل، ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 23 نقطة، أو 0.1 في المائة، في حين انخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.4 في المائة، مقارنةً بأعلى مستوى سجله في اليوم السابق، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وتأثرت الأسواق بتقرير يُظهر ارتفاعاً في عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة، الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تحديث آخر أظهر أن التضخم على مستوى الجملة، قبل أن يصل إلى المستهلكين الأميركيين، كان أعلى من المتوقع في الشهر الماضي.

وعلى الرغم من أن هذه التقارير لا تشير إلى كارثة وشيكة، فإنها تثير القلق بشأن بعض الآمال التي كانت تدعم مؤشرات الأسهم، وخاصة «ستاندرد آند بورز 500» الذي وصل إلى أعلى مستوى له، هذا العام، حيث كانت السوق تُعوّل على تباطؤ التضخم بما يكفي لإقناع بنك الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة، مع بقاء الاقتصاد قوياً بما يكفي لتفادي الركود.

ومن بين التقريرين، قد يكون التحديث الأكثر تأثيراً هو الأضعف لسوق العمل، وهو ما يَعدُّه كريس لاركين، المدير الإداري للتداول والاستثمار في «إي تريد» من «مورغان ستانلي»، عاملاً مهماً في حسم مسار السوق. ولفت إلى أن ارتفاع أسعار البيض ربما يكون السبب وراء أرقام التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع. وأضاف لاركين أن «أسبوعاً واحداً من البيانات الضعيفة لا ينفي الاتجاه العام القوي لسوق العمل، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون حذراً في التعامل مع أي إشارات على ضعف سوق الوظائف».

ويتوقع المستثمرون بشكل شبه مؤكَّد أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض سعر الفائدة الرئيسي، في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، ما يمثل التخفيض الثالث على التوالي، بعد أن بدأ خفض الفائدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعدما كانت عند أعلى مستوياتها منذ عقدين. ويأمل البنك أن يسهم هذا التخفيض في دعم سوق العمل المتباطئة مع السعي لتحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة. إلا أن هذه الخطوة قد تثير أيضاً القلق بشأن تعزيز التضخم في المستقبل.

في سياق مماثل، كان هذا التوجه في السياسة النقدية مواكباً لخطوات مماثلة اتخذتها بنوك مركزية أخرى. فقد قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، كما كان متوقعاً، بينما خفَّض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، في خطوة حادة تعكس التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة. من جانب آخر، أشار البنك المركزي السويسري إلى أن الوضع الاقتصادي العالمي يشوبه عدم اليقين، ولا سيما مع تأثيرات السياسة الاقتصادية المرتقبة تحت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إضافة إلى التقلبات في السياسة الاقتصادية بأوروبا.

على صعيد الأسهم، تراجعت أسهم شركة «أدوبي» بنسبة 11.4 في المائة، على الرغم من إعلانها أرباحاً تفوق توقعات المحللين للربع الأخير، حيث قدمت الشركة توقعات لأرباح وإيرادات في سنتها المالية المقبلة التي جاءت أقل قليلاً من تقديرات السوق. في المقابل، ارتفعت أسهم «كروغر» بنسبة 2.9 في المائة، بعد أن أعلنت عودتها لشراء أسهمها مرة أخرى، بعد إلغاء محاولتها السابقة للاندماج مع «ألبرتسونز». ووافق مجلس إدارة «كروغر» على برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة تصل إلى 7.5 مليار دولار، ليحل محل تفويض سابق كان بقيمة مليار دولار فقط.

وفي أسواق الأسهم العالمية، ظلت المؤشرات الأوروبية مستقرة إلى حد ما، بعد قرار البنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة، بينما كانت الأسواق الآسيوية أكثر قوة، فقد ارتفعت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ بنسبة 1.2 في المائة، وفي شنغهاي بنسبة 0.8 في المائة، في حين سجل مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية زيادة بنسبة 1.6 في المائة، محققاً ثالث مكاسبه المتتالية، مع تراجع الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد، الأسبوع الماضي، حين أعلن رئيسها، لفترة وجيزة، الأحكام العرفية.

وفي سوق السندات، ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.29 في المائة، مقارنةً بـ4.27 في المائة بنهاية يوم الأربعاء، في حين انخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين إلى 4.15 في المائة، من 4.16 في المائة.