مزاعم خصخصة المدارس واستيراد قطارات غير مطابقة للمواصفات تثير حفيظة المصريين

صفحات تابعة لـ«الإخوان» تواصل بثها

مصريون في حديقة الأزهر المطلة على القاهرة القديمة أمس (إ.ب.أ)
مصريون في حديقة الأزهر المطلة على القاهرة القديمة أمس (إ.ب.أ)
TT

مزاعم خصخصة المدارس واستيراد قطارات غير مطابقة للمواصفات تثير حفيظة المصريين

مصريون في حديقة الأزهر المطلة على القاهرة القديمة أمس (إ.ب.أ)
مصريون في حديقة الأزهر المطلة على القاهرة القديمة أمس (إ.ب.أ)

أثارت مزاعم على مواقع إلكترونية وصفحات للتواصل الاجتماعي عن خصخصة المدارس الحكومية، واستيراد قطارات غير مطابقة للمواصفات، حفيظة المصريين أمس، مما دعا الحكومة لنفي هذه المزاعم بشكل رسمي. وقالت وزارة النقل إنه «لا صحة لما تردد عن استيراد هيئة السكك الحديدية لـ200 جرار للقطارات غير مطابق للمواصفات»، مؤكدة أن كل الجرارات المتعاقد عليها مطابقة لمعايير السلامة والأمان، وللمواصفات العالمية المثالية، من حيث الوزن والسرعة وظروف التشغيل، مشيرة إلى أن أي قطارات مستوردة أو مستلزماتها تخضع للرقابة والفحص من قبل الجهات المعنية.
وكشف «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري» أمس أنه في ضوء ما تردد من أنباء حول اتجاه الحكومة لخصخصة المدارس الحكومية، وتقديم الخدمات التعليمية بمقابل مادي، تواصل المركز مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، التي نفت تلك الأنباء بشكل قاطع. وأكدت الوزارة أنه لم - ولن - تتم خصخصة المدارس الحكومية، وأنها تتبع الحكومة كما هي، مشددة على مجانية التعليم للجميع، باعتباره حقاً أصيلاً من حقوق المصريين يكفله الدستور والقانون، وأن كل ما يتردد في هذا الشأن شائعات تستهدف إثارة غضب المواطنين.
وأوضحت الوزارة أن حقيقة الأمر تتمثل في توقيع بروتوكول بين الوزارة والقطاع الخاص لبناء مدارس بنظام حق الانتفاع لمدة 30 سنة، بحيث تقوم الوزارة بطرح الأراضي، ويتولى المستثمر بناء وتشغيل وصيانة المدرسة، على أن تعود المدارس للوزارة بعد انقضاء المدة المحددة، وذلك لتخفيف العبء على الحكومة، وتخفيف كثافة الفصول، ومحاولة من الدولة لتطوير المنظومة التعليمية والارتقاء بها. كما نفت الوزارة ما تردد من أنباء عن إضافة مجموع درجات امتحانات الصف الأول بالثانوية التجريبية للمجموع الكلي للثانوية العامة بنظام التعليم الجديد. ونفت أيضاً حذف 40 في المائة من مناهج الفصل الدراسي الثاني لطلاب الثانوية العامة نظراً لضيق الوقت.
من جهته، حمل النائب أحمد سعد، عضو مجلس النواب (البرلمان)، جماعة «الإخوان» المسؤولية عن بث الإشاعات والأكاذيب بشكل يومي عبر منابرها، خصوصاً الإعلامية، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الجماعة تواصل بث أكاذيبها عبر صفحات عناصرها على مواقع التواصل أيضاً للتأثير على المصريين، وبث الذعر، خصوصاً في الأمور التي تتعلق بمعيشة المصريين ومستقبل أولادهم».
ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عن الحكم، في يوليو (تموز) 2013، فر المئات من قادة وأنصار «الإخوان» إلى دول خارجية، حيث تم توفير الحماية الكاملة لهم، مع امتلاكهم منصات إعلامية تُبث من هناك، تهاجم النظام المصري على مدار الساعة.
واعتاد المصريون على انتشار أخبار وأكاذيب على مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع إعلامية بعضها ينتمي إلى جماعة «الإخوان» التي تعتبرها السلطات المصرية تنظيماً إرهابياً، تتعلق بأحوالهم المعيشية، لكن سرعان ما يتم نفيها رسمياً، ويتبين عدم صحتها.
وفي غضون ذلك، نفت وزارة الآثار أمس ما تردد عن تنازلها عن إيرادات معرض «توت عنخ أمون» لفرنسا، مؤكدة أن عائدات المعرض بالكامل ستذهب لخزانة الدولة المصرية، بينما أكدت محافظة بورسعيد أنه لا صحة على الإطلاق لإلغاء المنطقة الحرة بالمحافظة، أو إلغاء البطاقات الاستيرادية للمستوردين، وأن عملية الاستيراد في المنطقة الحرة تسير بشكل طبيعي كما هي. كما نفت وزارة التموين ما تردد من أنباء عن نقص السلع التموينية بالمجمعات الاستهلاكية بجميع محافظات مصر.
ونفت وزارة الصحة ما تردد عن تحميل بعض رجال الأعمال المصريين تكلفة نفقات حملة «100 مليون صحة»، مشددة على أنها مبادرة مصرية رئاسية بتمويل حكومي، أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي بهدف الاطمئنان على صحة المصريين، والقضاء تماماً على فيروس «سي»، والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية، وأن كل ما يثار في هذا الشأن شائعات مغرضة تستهدف النيل من جهود الدولة في محاربة فيروس «سي». كما نفت الوزارة أيضاً ما تردد بشأن اعتزام الحكومة هدم مستشفى «العباسية للصحة النفسية»، ونقلها لمدينة بدر، شرق العاصمة، من أجل تحويل أرضها لمنطقة استثمارية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.