ترمب يلغي مشاركته في دافوس ورحلة بيلوسي إلى أفغانستان

إغلاق الحكومة يدخل نفق الصراع الشخصي

TT

ترمب يلغي مشاركته في دافوس ورحلة بيلوسي إلى أفغانستان

أعلن البيت الأبيض أن وفد الولايات المتحدة برئاسة الرئيس دونالد ترمب لن يشارك في حضور المؤتمر الاقتصادي السنوي في دافوس بسبب الإغلاق الحكومي، الذي يدخل يومه الثامن والعشرين دون أي علامات على تقارب وجهات النظر أو التوصل إلى تسوية بين الجمهوريين والديمقراطيين. كما أدخل الإغلاق الحكومي الصراع في النفق الشخصي بين ترمب وقادة الديمقراطيين، وتبادل الضربات السياسية الموجعة، التي وصفها بعض المحللون بالتصرفات «الصبيانية».
وفاجأ الرئيس ترمب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ظهر الخميس بإلغاء رحلة كانت مقررة لها ولمجموعة من المشرعين الأميركيين على متن طائرة عسكرية إلى كل من بلجيكيا ومصر وأفغانستان (لزيارة القوات الأميركية)، وأرسل ترمب خطابا إلى بيلوسي يخطرها بإلغاء الرحلة في الوقت الذي كان الوفد التشريعي يستعد لمغادرة مبني الكابيتول إلى قاعدة أندروز لركوب الطائرة العسكرية.
وأصدر البيت الأبيض علنا رسالة مقتضبة، وقال ترمب في الخطاب الذي حمل صبغة «تهكمية»: «في ضوء أن 800 ألف عامل أميركي لا يحصلون على رواتبهم فأنا متأكد من أنك توافقين على أن تأجيل هذه الرحلة أمر مناسب تماما»، ونصحها باستخدام الطائرات التجارية إذا أرادت السفر. ولمح ترمب إلى أن رحلة بيلوسي تعتبر نزهة وتعتبر خطوة لتحسين العلاقات العامة. وقالت سارة ساندرز للصحافيين إن إلغاء الرئيس رحلة بيلوسي على متن طائرة حكومية أميركية هو تصرف ضمن صلاحيات سلطاته بصفته قائدا أعلى للقوات المسلحة.
ودافع درو هاميل المتحدث باسم بيلوسي عن الرحلة إلى بروكسل، وأنها كانت تهدف لتأكيد التزام الولايات المتحدة بتحالف حلف الناتو وأن المحطة الأفغانية كانت مهمة للحصول على إحاطة واضحة للأمن القومي والمخابرات من الخطوط الأمامية.
وأصدر بيانا صباح الجمعة، مشيرا إلى أن الوفد التشريعي برئاسة بيلوسي كان مستعدا للسفر على متن طائرات تجارية، إلا أن تحذيرات وتقييمات وزارة الخارجية الأميركية أكدت وجود مستويات من المخاوف الأمنية والمخاطر.
وانتقد أعضاء ديمقراطيون إعلان الرئيس ترمب تفاصيل الرحلة التي تبقى دائما سرية لأسباب أمنية. واتهم مكتب بيلوسي إدارة ترمب بتسريب خطط وفد الكونغرس للسفر، كما شن الديمقراطيون انتقادات أخرى حول سفر السيدة الأولى ميلانيا ترمب إلى مدينة بالم بيتش في فلوريدا مساء الخميس على متن طائرة سلاح الجو الأميركي.
وبدا الرئيس ترمب متمسكا بقراره، مشيرا إلى ضرورة التفاوض على حل لإنهاء الإغلاق الحكومي أولا. وغرد الرئيس صباح الجمعة قائلا: «لماذا تغادر نانسي بيلوسي وبقية الديمقراطيين البلاد في رحلة سبعة أيام بينما يعاني 800 ألف من الأشخاص الرائعين من عدم الحصول على رواتبهم». وغرد مرة ثانية قائلا: «إنهم الديمقراطيون الذين يبقون كل شيء مغلقا».
وجاءت هذه الضربة السياسية المحرجة من الرئيس ترمب ردا على اقتراح نانسي بيلوسي تأجيل إلقاء الرئيس خطاب حالة الاتحاد في 29 يناير (كانون الثاني) الحالي من غرفة مجلس النواب بالكونغرس بسبب الإغلاق الحكومي وعدم توافر رجال الأمن بشكل كاف.
وأرسلت بيلوسي إلى الرئيس ترمب خطابا تطالبه فيه بتأجيل إلقاء الخطاب إلى ما بعد إعادة فتح الحكومة الفيدرالية، أو إرساله مكتوبا وعدم الحضور إلى مقر الكونغرس، وهو ماردت عليه وزيرة الأمن الداخلي بتأكيد توافر الأمن بشكل كاف لتأمين إلقاء الرئيس للخطاب.
وبعد عدة ساعات أعلن البيت الأبيض إلغاء الرحلة إلى دافوس في خطوة بدا أنها تهدف إلى وقف الانتقادات الديمقراطية بشأن السفر غير الضروري لأعضاء الإدارة الأميركية.
وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض: «نظرا لعدم حصول 800 ألف عامل أميركي على أجورهم فقد ألغى الرئيس ترمب رحلته إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا». وغرد ترمب على حسابه عبر «تويتر» قائلا: «بسبب تعنت الديمقراطيين بشأن أمن الحدود والأهمية الكبرى لضمان سلامة أمتنا، فإنني ألغي بكل احترام رحلتي المهمة للغاية إلى دافوس بسويسرا وأطيب تحياتي واعتذاري للمؤتمر».
وكان من المقرر أن يشارك ترمب وكل من وزير الخزانة ستيفن منوتشن ووزير الخارجية مايك بومبيو في المؤتمر السنوي البارز بدافوس.
ويترك الإغلاق الحكومي أثرا عميقا بشكل متزايد في جميع أنحاء البلاد، حيث تم أمر وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، وعمال المتاحف، وأفراد حرس السواحل الأميركيين ومسؤولين آخرين، إما بالبقاء في المنزل أو العمل من دون أجر. وسوف يسترد الموظفون المنتظمون رواتبهم في نهاية المطاف، في حين لن يقوم المقاولون بذلك. ويلوم الديمقراطيون والبيت الأبيض بعضهم على الطريق المسدودة، حيث لا يظهر أي من الجانبين علامات على التراجع.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.