ارتفاع ضحايا اشتباكات طرابلس... والأمم المتحدة تجدّد دعمها للسراج

TT

ارتفاع ضحايا اشتباكات طرابلس... والأمم المتحدة تجدّد دعمها للسراج

باتت العاصمة الليبية طرابلس على صفيح ساخن مجددا، بعدما ارتفعت حصيلة الاشتباكات التي شهدتها أول من أمس إلى 5 قتلى و20 جريحا، وفقا لإحصائية رسمية قدمتها وزارة الصحة بحكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، في خرق واضح للهدنة التي رعتها الأمم المتحدة منذ أربعة أشهر.
وفى غياب أي تعليق رسمي من السراج، الذي أعلن مكتبه أمس أنه تلقى دعوة لزيارة بلغاريا من رئيس حكومتها بويكو بوريسوف لمناقشة قضية الناقلة الليبية المحتجزة هناك، قالت وزارة الصحة في بيان لها، مساء أول من أمس، إن وزير الصحة تفقد جرحى الاشتباكات التي دارت جنوب العاصمة طرابلس.
في غضون ذلك، استضافت البعثة الأممية، أمس، اجتماعا مفاجئا ضم فتحي باش أغا، وزير الداخلية بحكومة السراج، وممثلين عن الوزارة الداخلية، وسفراء المجتمع الدولي، حيث استعرض أغا رؤيته وخطة العمل لتطوير وتمكين الإدارات الأمنية في الوزارة، والاحتياجات المطلوبة لتنفيذ هذه الخطة.
وبحسب بيان للبعثة، فقد قال أغا مخاطبا سفراء المجتمع الدولي في الاجتماع: «لا تنقصنا الموارد المادية في ليبيا. لكن ما نطلبه من المجتمع الدولي هو التدريب المتطور، والتقنية والتجهيزات اللازمة للمراقبة، والرصد ومكافحة الجريمة والإرهاب»، مشيرا إلى أن أبرز التحديات التي تواجه وزارته هي التشكيلات المسلحة، وانتشار السلاح خارج سيطرة الدولة، والجريمة المنظمة والإرهاب و«داعش»، والهجرة غير الشرعية. بالإضافة إلى حظر استيراد السلاح، وما وصفه بالانقسام السياسي وانقسام المؤسسات الأمنية.
بدوره، اعتبر غسان سلامة، رئيس البعثة الأممية، أن «هذا الاجتماع ضرورة لأن هناك قرارا حاسما من قبل الحكومة والوزير باش أغا أن تمارس الوزارة كل المهام المنوطة بها، وبسط سلطة الدولة. وهذا الاجتماع يعد رسالة واضحة لدعم المجتمع الدولي القوي لهذا القرار».
لكن أغا قال لاحقا في بيان وزعته وزارة الداخلية، إن الاجتماع الذي حضره سفراء دول بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وتركيا، وعدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة المعتمدة لدى ليبيا، ورؤساء المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في ليبيا، استعرض آلية عمل وزارة الداخلية الجديدة، «الأمر الذي يتطلب مزيدا من الجهد والعطاء للوقوف ضد من تسول له نفسه المساس بحرية وكرامة وأمن الشعب الليبي».
كما لفت أغا خلال الاجتماع إلى ما تعانيه ليبيا من انفلات أمني في كل ربوع الوطن، الأمر الذي جعلها أرضاً خصبة للظواهر السلبية كافة، التي أصبحت تهدد الأمن القومي للبلاد. داعيا سفراء الدول الشقيقة والصديقة بإبلاغ دولهم بأن ليبيا «مستعدة لجميع أوجه التعاون، وخاصة ما يخص الجانب الأمني»، معتبرا أن «ليبيا أصبحت مصدر قلق لكل دول العالم دون استثناء، بسبب تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر قوارب الموت مروراً بليبيا في اتجاه أوروبا».
في المقابل، صعّدت «قوة حماية طرابلس» موقفها تجاه المجلس الرئاسي لحكومة السراج، وانتقدت أمس في بيان هو الثالث من نوعه، سياسات وزير الداخلية، وقالت إنه «لا طاعة لهذا المجلس المتصارع إلا عندما يكون مجتمعاً، وتصدر قراراته بكامل أعضائه التسعة، إلى حين انتخاب رئيس للدولة وسلطة تشريعية، وعدا ذلك فإننا نعتبر ما يحدث وسيحدث عبثاً ممنهجاً بالعاصمة وأهلها خاصة، وسكان ليبيا عامّة».
وأدان اللواء السابع على لسان سعد الهمالي، المتحدث باسمه، تصرفات الميليشيات المعتدية على مواقعه التي تتحصن بالعاصمة والميليشيات، والتي تتخذ من منطقة ورشفانة مقرا لـ«فسادها».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.