حكومة تسيبراس اليسارية في اليونان تنجو من السقوط

بعد انهيار الائتلاف الحاكم بسبب اتفاق مع «مقدونيا الشمالية»

رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس
رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس
TT

حكومة تسيبراس اليسارية في اليونان تنجو من السقوط

رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس
رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس

نجت حكومة رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس نجت من تصويت حجب الثقة، وحصلت على ثقة 151 عضوا من أصل 300 هم إجمالي أعضاء البرلمان. وصوت بالموافقة أعضاء حزب سيريزا اليساري الحاكم وهم 145 نائبا بالإضافة إلى ستة برلمانيين آخرين ينتمون إلى «حزب اليونانيين المستقلين» و«حزب النهر».
وقد شهد البرلمان اليوناني خلال جلسات المناقشة حول منح الثقة، التي طالب فيها حزب سيريزا بعد انهيار الائتلاف الحاكم، أشرس المعارك البرلمانية بين تسيبراس زعيم الحزب الحاكم وكيرياكوس ميتسوتاكيس زعيم «حزب الديمقراطية الجديدة» اليميني المحافظ أكبر أحزاب المعارضة في البلاد. وربما يبقي هذا الصراع حتى إجراء الانتخابات النيابية والمقررة وفقا للدستور في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وكانت قد فقدت حكومة تسيبراس الأغلبية بعد انهيار الائتلاف الحاكم بين حزب سيريزا و«حزب اليونانيين المستقلين» بزعامة بانوس كامينوس، وزير الدفاع المستقيل، بسبب اسم مقدونيا.
وكان رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس قد دعا إلى إجراء تصويت على الثقة في الحكومة بعد استقالة وزير الدفاع وانسحاب حزب «اليونانيين المستقلين» من الائتلاف الحاكم.
ومن المنتظر أن يفضي الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين اليونان ومقدونيا على الاسم الجديد «مقدونيا الشمالية» إلى إنهاء نزاع طويل دام 27 عاماً. والخلاف بين أثينا وسكوبيا أدى إلى عرقلة انضمام مقدونيا إلى حلف الأطلسي «ناتو»، حيث ترى أثينا أن الاسم «مقدونيا» ينطوي على مطامع إقليمية من جانب الدولة اليوغوسلافية السابقة في إقليم يحمل ذات الاسم داخل اليونان.
وعقب الانتهاء من التصويت وإعلان النتيجة، قال تسيبراس: «البرلمانيون صوتوا لصالح استقرار البلاد، والتصويت بمنح الثقة يعيد المصداقية الدولية لليونان... الحكومة غيرت البلاد بالفعل وسوف تواصل الإصلاحات بقية مدتها الدستورية لخدمة مصالح الشعب».
وقال تسيبراس في كلمته قبيل التصويت على منح الثقة إن «الحكومة تطلب منحها الثقة والذي أكرر أنه هو أيضا تصويت على استقرار البلاد... 13 دولة في أوروبا اليوم تُحكم من قبل حكومات بأقلية برلمانية»، ردا على دعوة المعارضة له بالتنحي وإعلان انتخابات مبكرة.
من جانبه قال كيرياكوس ميتسوتاكيس، زعيم حزب الديمقراطية الجديدة المعارض، موجها كلامه إلى رئيس الوزراء تسيبراس: «حتى لو حصلت على ثقة 151 مشرعا، فإن مجموعتك البرلمانية لا يزال عددها 145 نائبا. أنت بحكم الواقع حكومة أقلية... الانتخابات هي السبيل الوحيد لمضي لبلاد قدما». وقال إن عدم استقرار الحكومة سيضر بجهود اليونان لاستعاده النمو بعد الخروج من فترة الإنقاذ في الصيف الماضي بعد ثماني سنوات.
في غضون ذلك، قال مفوض الشؤون المالية والاقتصادية بالاتحاد الأوروبي، بيير موسكوفيتشي، عقب اجتماعه مع تسيبراس، إن الاتفاق مع مقدونيا بشأن إضافة كلمة «الشمالية» إلى اسمها لتمييزه عن إقليم يوناني يحمل نفس الاسم، يحظى بدعم كافة الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، وهو مفيد لليونان.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.