تحسن في شعبية ماكرون... وحزبه يتقدم في انتخابات الاتحاد الأوروبي

TT

تحسن في شعبية ماكرون... وحزبه يتقدم في انتخابات الاتحاد الأوروبي

خلص استطلاع لصالح مجلة «لوبوان» الفرنسية إلى أن معدل شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ارتفع بواقع ثلاث نقاط هذا الشهر، مقارنة بشهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ليصل إلى 23 في المائة. وذكرت أمس (الأربعاء) وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن الاستطلاع الذي أجرته شركة «إبسوس للأبحاث» بيّن أيضاً ارتفاع شعبية رئيس الوزراء إدوار فيليب بواقع ثلاث نقاط أيضاً لتصل إلى 25 في المائة.
وخلص استطلاع آخر للرأي إلى أن حزب «الجمهورية إلى الأمام» الذي ينتمي له الرئيس ماكرون سوف يتقدم على الأحزاب الفرنسية في انتخابات الاتحاد الأوروبي. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن الاستطلاع الذي أجراه «معهد إيفوب» الفرنسي لقياسات الرأي للأبحاث لصالح مجلة «فالور اكتيويل» الفرنسية أظهر ارتفاع نسبة الراغبين في التصويت لصالح حزب ماكرون بواقع خمس نقاط، لتصل إلى 23 في المائة.
وأوضح الاستطلاع أن نسبة التأييد لحزب التجمع الوطني المناهض للهجرة الذي تترأسه مارين لوبان تراجع بواقع ثلاث نقاط لتصل إلى 21 في المائة. وقد تم إجراء الاستطلاع يومي 8 و9 يناير (كانون الثاني) الحالي.
وتدهورت شعبية الرئيس الفرنسي منذ وصوله للسلطة العام الماضي، خصوصاً في الأسابيع الأخيرة، مع ازدياد وتيرة الاحتجاجات ضد سياساته الاقتصادية من قبل أصحاب «السترات الصفراء». وبالأمس بدأ حواراً وطنياً لامتصاص النقمة الشعبية ضد حكومته.
وتم الإعلان عن الحوار في ديسمبر الماضي، جنباً إلى جنب مع حزمة ضرائب ومرتبات تهدف بصورة أساسية إلى مساعدة العاملين أصحاب الأجور المتدنية وأرباب المعاشات، ولكن يبدو أن هذه الإجراءات لم تحدث سوى تأثير محدود حتى الآن.
واستمع، أول من أمس (الثلاثاء)، للمشاركين في أولى جلسات الحوار، الذي كان تعهد بإجرائه رداً على الاحتجاجات. وجلس الرئيس المنتمي إلى تيار الوسط مع نحو 600 من رؤساء البلديات من جميع أنحاء منطقة نورماندي، في قاعة ألعاب رياضية بقرية جران بورترولد، للاستماع إلى مخاوف مواطنيهم. وطالب ماكرون الشعب الفرنسي في خطاب موجّه من ست صفحات التعبير عن آرائه بشأن الضرائب وأوجه الإنفاق والخدمات العامة وكيفية التحول لسياسات صديقة للبيئة أكثر من السياسات المتبعة، وأيضاً نظام الديمقراطية الفرنسية.
وكان رئيس البلدية فينسنت مارتن أول من شارك، وقدّم لماكرون نسخة من الشكاوى التي قدمها له 110 من السكان المحليين.
وفتح كثير من رؤساء البلديات والقرى الصغيرة سجلات الشكاوى في مبنى البلدية لديهم استجابة للحركة الاحتجاجية، التي تزداد قوتها خارج المدن الكبيرة. واعترف ماكرون بدوره بأن فرنسا تمر بـ«شرخ اجتماعي نتحدث عنه منذ 25 عاماً»، مشيراً إلى الانقسامات الجغرافية والاقتصادية وفقدان الثقة في السياسة. وأكد أن «مسألة الضريبة على الثروة ليست محظورة ولا أمراً مقدساً بالنسبة لي»، موضحاً رغم ذلك أن الضريبة لم تكن تدبيراً سياسياً فعالاً عندما كانت سارية. وانتقدت عضوة الجمعية الوطنية المحافظة فاليري بواييه ماكرون عبر «تويتر» قائلة: «بدأت المناقشات ولكن الاحتقار للشعب الفرنسي لا يزال كما هو».
وخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع السبت الماضي مجدداً، وذلك ليوم السبت التاسع على التوالي، كما اشتبكوا مجدداً مع قوات الشرطة. وكانت الحركة عارضت زيادة الضرائب على الوقود، مما دفع الحكومة إلى إلغائها في وقت لاحق. ومنذ ذلك الحين، رفع المتظاهرون سقف مطالبهم لتشمل تخفيضات أوسع في الضرائب، ومزيداً من الديمقراطية المباشرة، بل تصل في بعض الأحيان إلى المطالبة برحيل الرئيس ماكرون.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.