«مؤسسة الدراسات الفلسطينية» تصدر ثلاثة كتب جديدة

«مؤسسة الدراسات الفلسطينية» تصدر ثلاثة كتب جديدة
TT

«مؤسسة الدراسات الفلسطينية» تصدر ثلاثة كتب جديدة

«مؤسسة الدراسات الفلسطينية» تصدر ثلاثة كتب جديدة

صدر حديثاً عن «مؤسسة الدراسات الفلسطينية» في بيروت 3 كتب منها «تحت الحصار: صناعة القرار في منظمة التحرير الفلسطينية خلال حرب 1982»، تأليف رشيد الخالدي، وترجمة نسرين ناضر، ومراجعة الترجمة جابر سليمان.
ويقدم هذا الكتاب رواية تاريخية لشاهد عيان عن الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وللمفاوضات في شأن انسحاب قوات منظمة التحرير الفلسطينية وقياداتها من بيروت خلال صيف سنة 1982. ويستخدم المؤلف مصادر من الأرشيف الفلسطيني، ومقابلات مع قيادات فلسطينية وعربية، ومع دبلوماسيين أجانب.
والمؤلف رشيد الخالدي هو مؤرخ فلسطيني، يشغل كرسي إدوارد سعيد في الدراسات العربية الحديثة في جامعة كولومبيا (Columbia)، وهو رئيس تحرير مجلة Journal of Palestine Studie، ومؤلف كتابين «وسطاء الخداع»، و«القفص الحديدي» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر).
أما الكتاب الثاني فعنوانه «السلاح السيبراني في حروب إسرائيل المستقبلية: دراسات لباحثين إسرائيليين كبار»، إعداد رندة حيدر، وهو الكتاب السادس ضمن سلسلة «قضايا استراتيجية: وجهات نظر إسرائيلية».
يعالج هذا الكتاب موضوع تطور مفهوم الحرب السيبرانية في إسرائيل، ودورها في العقيدة العسكرية للجيش الإسرائيلي، وذلك استناداً إلى دراسات وأبحاث كتبها خبراء إسرائيليون بهذا المجال، نشرتها مراكز أبحاث إسرائيلية، أو مجلات عسكرية متخصصة. وتُعتبر إسرائيل من الدول الأولى في المنطقة التي بدأت تولي حرب المعلومات والحرب السَّيبرانية اهتماماً خاصاً. ويعود اهتمام الجيش الإسرائيلي بالمجال السيبراني إلى سنة 2009 حين اعتبره حيزاً عملياتياً جديداً ومهماً. وفي سنة 2015 أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي تأسيس سلاح رابع في الجيش الإسرائيلي، إلى جانب سلاح الجو والبر والبحر، هو سلاح السَّيبر.
مُعدة الكتاب هي رندة حيدر، محررة النشرة اليومية «مختارات من الصحف العبرية»، التي تصدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية.
والكتاب الثالث هو «قطاع غزة: السياسات الاقتصادية للإفقار التنموي»، تأليف سارة روي، وترجمة محمد طربيه. وهو ترجمة للطبعة الثالثة المزيدة من الكتاب الصادر بالإنجليزية عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية سنة 2016 تحت عنوانThe Gaza Strip: The Political Economy of De - development. . وتشرح سارة روي في مقدمة الطبعة الثالثة الإنجليزية التغييرات التي طرأت على اقتصاد غزة خلال الفترة التي انتهت بفعل تأثيرات العدوان الإسرائيلي الكبير في صيف سنة 2014، والذي أطلق عليه اسم عملية الجرف الصامد، وذلك بعد عام واحد من وقوعه.
تعتبر روي في هذه الدراسة أن مسار غزة خلال السنوات الثماني والأربعين الأخيرة نقلها من منطقة مدمجة اقتصاديا، وتابعة بشدة لإسرائيل، ومرتبطة بالضفة الغربية ارتباطاً قوياً، إلى كيان معزول «يمكن التخلص منه»، ومفصول عن الضفة الغربية كما عن إسرائيل، وعرضة لهجمات إسرائيلية متواصلة. كذلك تبين روي أن التحولات الضارة تصبح دائمة ومؤسسة، وترسم لقطاع غزة مستقبلاً قائماً لا يمكن إنكاره. وتثبت روي بوضوح أن ضعف غزة ليس كارثياً فحسب، بل متعمد وذو مغزى أيضاً. وبناء عليه ترى أن عملية الإفقار التي تحدثت عنها قبل نحو ثلاثين عاماً، قد اقتربت من نهايتها المنطقية: جعل غزة غير قابلة للحياة.
والباحثة سارة روي حاصلة على شهادة دكتوراه من جامعة هارفرد، وهي تعمل باحثة في مركز دراسات الشرق الأوسط التابع للجامعة. وقد شغلت أيضاً منصب مستشارة في منظمات دولية، وحكومة الولايات المتحدة، ومنظمات حقوق إنسان، ومجموعات أعمال خاصة تعمل في الشرق الأوسط.


مقالات ذات صلة

«متحف البراءة»... جولة في ذاكرة إسطنبول حسب توقيت أورهان باموك

يوميات الشرق ذاكرة إسطنبول المعاصرة ورواية أورهان باموك الشهيرة في متحف واحد في إسطنبول (الشرق الأوسط)

«متحف البراءة»... جولة في ذاكرة إسطنبول حسب توقيت أورهان باموك

لعلّه المتحف الوحيد الذي تُعرض فيه عيدان كبريت، وبطاقات يانصيب، وأعقاب سجائر... لكن، على غرابتها وبساطتها، تروي تفاصيل "متحف البراءة" إحدى أجمل حكايات إسطنبول.

كريستين حبيب (إسطنبول)
كتب فرويد

كبار العلماء في رسائلهم الشخصية

ما أول شيء يتبادر إلى ذهنك إذا ذكر اسم عالم الطبيعة والرياضيات الألماني ألبرت آينشتاين؟ نظرية النسبية، بلا شك، ومعادلته التي كانت أساساً لصنع القنبلة الذرية

د. ماهر شفيق فريد
كتب ناثان هيل

«الرفاهية»... تشريح للمجتمع الأميركي في زمن الرقميات

فلنفرض أن روميو وجولييت تزوَّجا، بعد مرور عشرين سنة سنكتشف أن روميو ليس أباً مثالياً لأبنائه، وأن جولييت تشعر بالملل في حياتها وفي عملها.

أنيسة مخالدي (باريس)
كتب ترجمة عربية لـ«دليل الإنسايية»

ترجمة عربية لـ«دليل الإنسايية»

صدر حديثاً عن دار نوفل - هاشيت أنطوان كتاب «دليل الإنسايية» للكاتبة والمخرجة الآيسلندية رند غنستاينردوتر، وذلك ضمن سلسلة «إشراقات».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
ثقافة وفنون «شجرة الصفصاف»... مقاربة لعلاقة الشرق والغرب

«شجرة الصفصاف»... مقاربة لعلاقة الشرق والغرب

عن دار «بيت الياسمين» للنشر بالقاهرة، صدرتْ المجموعة القصصية «شجرة الصفصاف» للكاتب محمد المليجي، التي تتناول عدداً من الموضوعات المتنوعة مثل علاقة الأب بأبنائه

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«حكايات من العراق القديم» و«ملوك الوركاء الثلاثة»

«حكايات من العراق القديم» و«ملوك الوركاء الثلاثة»
TT

«حكايات من العراق القديم» و«ملوك الوركاء الثلاثة»

«حكايات من العراق القديم» و«ملوك الوركاء الثلاثة»

صدر عن دار «السرد» ببغداد كتابان مترجمان عن الإنجليزية للباحثة والحكواتية الإنجليزية فران هزلتون. يحمل الكتابان العنوانين «حكايات من العراق القديم»، و«ملوك الوركاء الثلاثة»، وترجمهما الإعلامي والكاتب ماجد الخطيب، المُقيم في ألمانيا. وسبق أن نُشر الكتابان في لندن سنة 2006، وجذبا انتباه القراء بصياغتهما المعاصرة التي «تُقدم النصوص الرافدينية القديمة بشكل جذاب إلى جمهور واسع خارج دائرة المؤرخين والباحثين المتخصصين»، حسب رأي الشاعر الراحل سعدي يوسف في حوار معه بمجلة «بانيبال».

صدر الكتابان في طبعة أنيقة، بالورق المصقول، وغلافين ملونين، حافظا على تصاميم ورسومات وصور الكتابين الأصليين؛ تحقيقاً لرغبة الكاتبة فران هزلتون.

تُقدم لنا الباحثة في الكتابين حكايات وأساطير من العراق القديم؛ يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 4000 سنة. هي قصص نقلها الخبراء الإنجليز عن الألواح الطينية المكتوبة بالحروف المسمارية مباشرة من الأرشيف البريطاني الخاص ببلاد ما بين النهرين.

تكفي نظرة إلى عدد الأساتذة الذين أسهموا في ترجمة هذه النصوص من المسمارية إلى الإنجليزية، عن الألواح الطينية القديمة، لمعرفة الجهدين، الأدبي والفني، الكبيرين اللذين بذلتهما فران هزلتون في كتابة هذه النصوص، وتنقيحها وردم الثغرات في بعضها.

واعترافاً بهذا الجهد، قدَّمت المؤلفة شكرها في مقدمة الكتاب إلى قائمة من الأساتذة هم: البروفسور ثوركيلد جاكوبسون، والدكتور جيرمي بلاك، والدكتور غراهام كننغهام، والدكتورة إليانور روبسون، والدكتور غابور زويومي، والدكتور هرمان فانستفاوت، والبروفسور أندرو جورج، والدكتورة ستيفاني دالي والبروفسور بنجامين ر.فوستر.

يحتوي الكتاب الأول «حكايات من العراق القديم» على 13 حكاية وأسطورة سومرية وأكدية، تكشف للقارئ كثيراً من جوانب الحياة في بلاد الرافدين في تلك الأزمنة الغابرة، وتوضح لنا كيف كان الناس يعيشون، وعلاقتهم بالآلهة، وجوانب تفصيلية من الحياة الروحية والثقافية في أور ونيبور وأرتاتا وأريدو وكيش وشوروباك... إلخ.

كتبت الباحثة في تاريخ العراق القديم، ستيفاني دالي، في مقدمة الكتاب قائلة: «تخبرنا هذه الحكايات بالكثير عن المجتمع في ميزوبوتاميا في بواكيره الأولى. يحكم الملك الجالس على عرشه في القصر بصولجان يرمز إلى سلطته، ويبعث رسله للحوار حول صفقات تجارية، تعززهم تهديدات باستخدام القوة. كان الملوك والآلهة ما انفكوا يقيمون على الأرض، لأنهم لم ينسحبوا بعد إلى السماء، وكانت شهيتهم -وغضبهم ومتعتهم بالطعام والشراب، ورغباتهم وغرورهم- مماثلة لمثيلاتها بين الفانين، رغم أن معبوداً فقط قادر على تقرير مصائر المدن، والتصرف بصفته راعياً للملك في هذه المدينة أو تلك».

يتناول الكتاب الثاني قصص ملوك الوركاء الثلاثة إينْمركار ولوغالبندا وجلجامش؛ أي الجد والأب والحفيد. تحكي قصة إينمركار كيف أن هذا الملك أخذ حفنة من الطين النقي في يده وعجنه على شكل لوح، ثم سطر عليه رسالته إلى أينسوغريانا ملك مدينة أرتاتا الواقعة في الجبال القريبة (ربما إيران). هي أول إشارة في الأدب المكتوب إلى «كتابة رسالة»، ويعتقد العلماء، لهذا السبب، أن الكتابة اكتشفت في زمن هذا الملك.

ومن اللافت أيضاً في الكتابين التماثل الغريب بين بعض هذه الحكايات وحكايات «ألف ليلة وليلة»، رغم الفارق الزمني الكبير بين الاثنين. موضوعات السحر والآلهة، والسرد على لسان الطير، والطيران على ظهر نسر ومؤامرات النساء والخدم... إلخ. وتسرد إحدى القصص يوم نزول إنانا (عشتار) إلى الأرض، وقضاء ليلتها مع الملك، ومن ثم تصف الموكب الذي يجتاز شارع الموكب وبوابة عشتار، على هذا النحو:

«يظهر في البداية الفتيان الوسام، الذين يزينون شعورهم المصففة بالأطواق، ثم تأتي العجائز الحكيمات، فترافق الملك أكثرهن حكمة في موكب إنانا، ثم يأتي الطبالون يقرعون الطبول بعصي مقدسة، ويستعرضون في الموكب لإنانا. ثم يأتي الجنود بسيوفهم وحرابهم المشرعة يستعرضون في الموكب لإنانا، ثم يأتي أولئك الذين عباءاتهم بوجهين أحدهما أنثوي والآخر ذكري، يستعرضون في الموكب لإنانا، ثم يأتي أولئك الذي يتنافسون في الدوران والالتفاف والمناورة بمباخر من كل الألوان، يستعرضون في الموكب لإنانا، ثم يأتي الأسرى مقيدين بأطواق العنق الخشب ينشدون نشيدهم، يستعرضون في الموكب لإنانا، ثم تأتي بنات المعابد بشعورهن المتوجة، يستعرضن في الموكب لإنانا، ثم يأتي الكهنة يرشون الدم يميناً ويساراً من خناجر مغموسة بالدم، يستعرضون في الموكب لإنانا».

بأسلوب سلس؛ يجمع بين الفكاهة والمفارقة، يُقدم الكتابان حكايات وأساطير من تاريخ العراق القديم، شكّلت جذباً لجمهور واسع من القراء خارج دائرة المؤرخين والمختصين.

يشار إلى أنه بالتعاون مع جمعية «ZIPAG» سردت فيونا كولينز وتارا جاف وبديعة عبيد هذه القصص في كثير من الأمسيات التي أقامتها جمعية «إنهدوانا» في بريطانيا. وترى الناقدة ستيفاني ديلي، من معهد الاستشراق البريطاني، أن هذه الحكايات السومرية تمتعت بالقدرة على إسعاد قراء العصر الحديث بفكاهاتها ومفارقاتها ورؤيتها البراغماتية لأفعال الخالدين والفانين، التي يشتبك فيها الخير والشر. وتتساءل: كانت استجابة الجمهور الحديث مدهشة، رغم فارق العصور والثقافات الهائل، كيف يمكننا تفسير هذا التعاطف الذي يتجاوز كل الحدود؟ تكمن بعض الأجوبة في الثيمة الأساسية، التي تتعلق بالحياة والموت المُعبر عنها في الاستعارة الأسطورية؛ حيث تجسد الآلهة قوى الطبيعة، مثل الخصوبة والعقم والدهاء والغباء.

كتبت فران هزلتون في مقدمة الكتاب أن النسخة الأولى من «حكايات من العراق القديم صدرت سنة 2006، وكانت إشادة بأسلافنا الثقافيين المشتركين: قصصيي العراق القديم. ستسهم هذه الطبعة، كما أتمنى، في الإشادة ليس بحكواتيي العراق القديم فحسب، وإنما أن تصبح أيضاً أداة بيد الذين ارتضوا تحدي أن يصبحوا ساردي حكايات رافدينية حديثين».