الجيش اللبناني يطلق النار على طائرات سورية

الرئيس سليمان يشكر خادم الحرمين على موقفه الداعم للبنان

الجيش اللبناني يطلق النار على طائرات سورية
TT

الجيش اللبناني يطلق النار على طائرات سورية

الجيش اللبناني يطلق النار على طائرات سورية

تصدى الجيش اللبناني بالمضادات الأرضية للقصف السوري الذي استهدف أطراف بلدة عرسال الحدودية حيث سجل تحليق للطيران لساعات، في خطوة هي الأولى منذ بدء الأزمة السورية، وفق ما أكده مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن وحدات الجيش اللبناني المرابضة في عرسال تصدت للطائرات الحربية السورية التي أغارت على خربة داود في البلدة صباح أمس (الاثنين).
وقال المصدر إن الطائرات السورية «اخترقت المجال الجوي اللبناني مما سمح بالتصدي لها وإطلاق نار المضادات الأرضية باتجاهها»، موضحا أن الطائرات السورية «لم تخترق في مرات سابقة الأجواء اللبنانية أثناء إغارتها على عرسال، وكانت تغير على مواقع في البلدة من داخل الأراضي السورية، وهو ما كان يحول دون التصدي لها».
كذلك، أفاد مصدر أمني لبناني لوكالة الصحافة الفرنسية، بأنه «التزاما بتعليمات قيادة الجيش، أطلقت رشاشات مضادة للطائرات نيرانها باتجاه مروحيات سورية ألقت قنابل على منطقة خربة داود في جرود بلدة عرسال»، وهذه المرة الأولى التي تطلق المضادات نيرانها في اتجاه الطيران السوري منذ اندلاع الأزمة في سوريا رغم التقارير العديدة عن غارات سورية على الأراضي اللبنانية، كما أنها أول مرة يطلق فيها الجيش اللبناني النار على نظيره السوري منذ إنهاء حالة القائد السابق للجيش العماد ميشال عون في عام 1990 بعملية عسكرية سورة، إذ جرى بناء الجيش اللبناني بعدها وفق أسس التحالف الوثيق مع الجيش السوري.
من جهته، قال النائب أحمد الفليطي، نائب رئيس بلدية عرسال، لـ«الشرق الأوسط»، إن الطيران السوري ظل لساعات طويلة خلال الليل يحلق فوق المنطقة واستهدف «خربة داود» حيث تلجأ نحو 500 عائلة سورية نازحة، بقصف مدفعي. وصباح أمس، عاد التحليق المروحي وتجدد ومن ثم قصف منطقة وادي الخشن الواقعة بين عرسال ورأس بعبلك بصاروخين، ومنطقة «العجرم» بصاروخين آخرين أيضا، على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من حاجز للجيش اللبناني.
وسأل الفليطي عن سبب استهداف عرسال في كل مرة، قائلا: «يقولون إنهم يحاربون إرهابيين، فليقولوا لنا ما هو وأين هو هدفهم؟»، مبديا تخوفه من أن تكون المخيمات السورية عرضة للقصف السوري في أي لحظة. ولفت الفليطي إلى أن العائلات التي هربت إلى «خربة داود» من قارة، تتعرض لضغوط من النظام السوري للعودة إلى سوريا. وفي هذا الإطار، كشف مصدر عسكري لموقع «الآن» أن الأوامر المعطاة للوحدات العسكرية في الجيش اللبناني والمنتشرة في منطقة البقاع، هي التعامل الناري مع أي خرق عسكري للأراضي اللبنانية، وعليه فإن مضادات الجيش المتمركزة بخربة داود في جرود عرسال فتحت نيرانها باتجاه الطائرة السورية التي أغارت على جرود عرسال من عدة مواقع تابعة لها.
وذكرت المحطة اللبنانية للإرسال أن الطائرة الحربية السورية التي أطلقت الصواريخ هاجمت وفدا من بلدة فليطة السورية كان يتوجه إلى عرسال للمشاركة بحفل تأبين لحسن دخان الذي قتل في ما عرف بـ«كمين اللبوة»، حيث تعرض وفد من بلدة عرسال بينهم رئيس البلدية علي محمد الحجيري إلى كمين مسلح في بلدة اللبوة، لدى عودته من رأس بعلبك، حيث جرت عملية تبادل مخطوفين بين البلدتين في مركز مخابرات الجيش، في شهر أغسطس (آب) الماضي.
وذكرت المحطة أن ثلاثة أشخاص من بلدة عرسال كانوا بانتظار الوفد السوري في منطقة الرهوة بالقرب من وادي حميد حين هاجمتهم الطائرة السورية التي ألقت المزيد من الصواريخ على طريق فليطة.
تجدر الإشارة إلى أنها المرة الأولى التي يعمد لبنان فيها إلى الرد بعدما كانت قد تعرضت هذه المنطقة بالتحديد لنيران الجيش السوري مرات عدة كان آخرها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مستهدفا حافلة تنقل مصابين من داخل سوريا، وحدث قبل ذلك، في يونيو (حزيران)، وذكرت حينها قيادة الجيش عن خرق طوافة حربية قادمة من الجانب السوري الأجواء اللبنانية في منطقة جرود عرسال، بإطلاقها صاروخين من مسافة بعيدة باتجاه ساحة البلدة، معلنة أن «وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة اتخذت الإجراءات الدفاعية اللازمة للرد الفوري على أي خرق مماثل».
وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان، واستنكارا منه للخروقات السورية المتكررة، قد سلم في يونيو (حزيران) الماضي، كلا من سفير جامعة الدول العربية لدى لبنان عبد الرحمن الصلح مذكرة خطية موجهة إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، والممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لدى لبنان ديريك بلامبلي، «يحيطهما علما بالخروق السورية التي يطالب لبنان بعدم تكرارها»، ومذكرا بالخروق والاعتداءات ضد الأراضي اللبنانية من الأطراف المتصارعة في سوريا كافة، لرفعها كذلك إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وتوزيعها بوصفها وثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن.



تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
TT

تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)

على الرغم من اقتراب موسم الأمطار في اليمن من نهايته مع رحيل فصل الصيف، تواصلت التحذيرات من استمرار هطول الأمطار على مناطق عدة، مع تراجع حدتها وغزارتها، مع استمرار تأثير الفيضانات التي حدثت خلال الأشهر الماضية، وتسببت بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية.

ويتوقع خبراء ومراكز أرصاد استمرار هطول الأمطار على مناطق متفرقة مختلفة الطبيعة الجغرافية خلال الأيام المقبلة، وتشمل تلك المناطق محافظة المهرة أقصى شرقي اليمن، والمرتفعات الغربية في محافظات تعز، وإب، ولحج، وريمة، وذمار، وصنعاء، والمحويت، وعمران، وحجة وصعدة، بالإضافة إلى الساحل الغربي في محافظات حجة، والحديدة وتعز، والمناطق السهلية في محافظات أبين، وشبوة وحضرموت.

آثار عميقة تسببت بها الفيضانات في اليمن وأدت إلى تفاقم الظروف الإنسانية المتردية (أ.ف.ب)

وحذّر الخبراء الذين نشروا توقعاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من تشكل سحب عملاقة تنذر بأمطار غزيرة وسيول وعواصف وبروق شديدة، واحتمال هبوب رياح عنيفة، مع أجواء غائمة أغلب الوقت، داعين السكان إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

وشهد اليمن منذ مطلع الشهر الحالب تراجعاً في هطول الأمطار في مختلف أنحاء البلاد، بعد شهرين من الأمطار التي تسببت بفيضانات مدمرة في عدد من المحافظات، وتركزت الآثار العميقة لهذه الفيضانات في محافظتي الحديدة والمحويت غرباً.

وحذَّرت لجنة الإنقاذ الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن مع استمرار الفيضانات، التي بدأت في مارس (آذار) واشتدت في يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف من الأسر، وتدمير البنية التحتية الحيوية، وتأجيج الانتشار السريع للكوليرا، وتضرر أكثر من 268 ألف شخص في اليمن، في ظل موجة ماطرة شهدتها البلاد.

ونبهت اللجنة في بيان لها إلى أن استمرار احتمالية وجود خطر فيضانات مفاجئة إضافية بسبب تشبع الأرض بفعل الأمطار الغزيرة وأنظمة الصرف السيئة، رغم توقف هطول الأمطار خلال الشهر الحالب، ووصفت هذا الخطر بالمرتفع.

استمرار الكارثة

قالت اللجنة إن الفيضانات أثرت بشدة على محافظات الحديدة، وحجة، ومأرب، وصعدة وتعز، حيث تأثر ما يقرب من 268 ألف فرد في 38285 عائلة حتى الشهر الماضي، وفقاً لتقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وتسببت الأمطار الغزيرة، التي من المتوقع استمرارها هذا الشهر، في تدمير واسع النطاق للمنازل والأراضي الزراعية والبنية التحتية.

وقيَّدت الأمطار والفيضانات - وفق بيان اللجنة - من إمكانية الوصول إلى الغذاء، وهي قضية يعاني منها بالفعل أكثر من 17 مليون يمني بسبب الصراع والتدهور الاقتصادي وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وكلها تفاقمت بسبب أزمة المناخ.

توقعات باستمرار الأمطار الغزيرة في اليمن رغم انتهاء موسمها برحيل فصل الصيف (رويترز)

وبينت المنظمة أن محافظة تعز (جنوب غرب) شهدت وحدها تدمير ما يقدّر بنحو 70 إلى 100 في المائة من الأراضي الزراعية جراء الأمطار.

ودعت المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى تقديم المزيد من الدعم للحد من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن جراء الفيضانات المدمرة الأخيرة التي ضربت البلاد، والتفشي المتسارع لوباء الكوليرا، مشددة على زيادة الدعم المالي واللوجيستي لتلبية الاحتياجات الفورية والطويلة الأجل للمتضررين من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن.

ونوهت اللجنة إلى أن الكارثة الإنسانية في اليمن تتضاعف «مدفوعة بالتأثيرات المدمرة للفيضانات الأخيرة والتفشي المتسارع لوباء الكوليرا في معظم أنحاء البلاد»، مرجحة أنه، و«من دون اتخاذ إجراءات في الوقت المناسب، سيستمر الوضع في التدهور؛ مما يعرض المزيد من الأرواح للخطر».

انتشار سريع للكوليرا

قال إيزايا أوجولا، القائم بأعمال مدير لجنة الإنقاذ الدولية في اليمن، إن البلاد «تواجه أزمة على جبهات متعددة» بدءاً من الصراع المستمر إلى الفيضانات الشديدة، والآن «تفشي وباء الكوليرا الذي انتشر بسرعة في الكثير من المحافظات».

وأضاف: «إن حياة الناس معرّضة للخطر بشكل مباشر، ومن المرجح أن يؤدي تدمير مرافق المياه والصرف الصحي إلى تفاقم انتشار المرض»، في حين أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عمليات طوارئ في المناطق الأكثر تضرراً في حجة، والحديدة، والمحويت وتعز، حيث قدمت مساعدات نقدية لنحو 2000 عائلة متضررة.

دمار هائل في البنية التحتية تسببت به الفيضانات الأخيرة في عدد من محافظات اليمن (أ.ب)

وأشار إلى أن المرحلة الأولية ركزت على تلبية الاحتياجات الفورية، مع التخطيط لمزيد من التقييمات لتوجيه التدخلات المحتملة في مجال المياه والصرف الصحي، مثل إنشاء نقاط المياه والمراحيض الطارئة.

وبيَّن أوجولا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وشركاءها أجروا تقييمات في المناطق المتضررة، وكشفوا عن نزوح ما يقرب من 9600 شخص بسبب الفيضانات في تعز، وحجة والحديدة، حيث تعرَّضت البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي والصحة لأضرار كبيرة؛ مما زاد من خطر تفشي الكوليرا في هذه المناطق.

وكان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وزَّع مساعدات إيوائية طارئة على المتضررين من السيول والفيضانات في مديرية موزع التابعة لمحافظة تعز، الثلاثاء الماضي.

وتضمنت المساعدات الطارئة 100 خيمة و370 حقيبة إيواء استفاد منها 2220 فرداً من المتضررين من السيول في المديرية.

ويأتي هذا التدخل بالتنسيق مع كتلة الإيواء ومكاتب مركز الملك سلمان للإغاثة في اليمن، وبالتنسيق مع السلطة المحلية ووحدة النازحين.