لجنة تفتيش بدعم روسي تبدأ عملها في الجيش النظامي السوري

TT

لجنة تفتيش بدعم روسي تبدأ عملها في الجيش النظامي السوري

أبدت مصادرٌ تفاؤلها بلجنة شكلها النظام السوري مؤخراً بضغط من الروس، لمكافحة الفساد المتفاقم في صفوف جيشه، خصوصاً منه ظاهرة «التفييش» مقابل المال، في وقت توقع آخرون أن تفشل بمهمتها.
وقال عنصر في حرس الحدود على الحدود السورية - العراقية، «تفاءلنا خيراً عندما سمعنا عن تشكيلها، لكن زيارتهم صدمتنا، فالجميع في القطعة كان على علم بموعد الزيارة ما جعل قائدها يحضر لها مسبقاً، حيث قام باستدعاء (المفييشين) قبل أيام». ويضيف: «بعد أن جرى جمعنا في الساحة العامة، أخذوا يسألوننا أسئلة سخيفة عن عدد (قطع) صابون الغار الذي يوزع علينا؟ وعما إذا كنا نتناول وجبات منتظمة، ونحصل على كميات مناسبة من الوقود». وكانت قيادة الجيش شكلت لجنة عسكرية تضم سبعة ضباط من رتب عالية، ويرأسها ضابط برتبة «عميد» يشغل منصباً رفيعاً في أحد أجهزة الاستخبارات، ومهمتها مكافحة الفساد المتفاقم في صفوف جيشه، خصوصاً ظاهرة «التفييش».
ويتضمن عمل اللجنة، حسب معلومات «الشرق الأوسط»، القيام بجولات تفتيشية على قطع وتشكيلات الجيش، وعقد اجتماعات مع الضباط والجنود من أجل مكافحة الفساد الذي تفاقم بشكل كبير في صفوف الجيش، منذ بدء الحرب قبل أكثر من سبع سنوات.
يذكر مصدر مطلع على عمل اللجنة لـ«الشرق الأوسط»، أن «زيارات القطع تكون مفاجئة، حيث يقوم أعضاء اللجنة بالتأكد من أن وجود الجنود فيها دائماً، وأنهم لم يأتوا خوفاً من تفقد مفاجئ»، ويضيف: «تجري معاينة طول شعرهم ولون بشرتهم، ومن ثم طرح أسئلة على الجنود، من قبيل: ماذا فطرت أمس؟ وماذا كان غداؤك أول من أمس؟ وبعد ذلك يقارنون إجابات الجنود مع كشوف الطعام الخاصة بالقطعة». وظاهرة «التفييش» انتشرت في تشكيلات جيش النظام منذ سنوات ما قبل الحرب، وهي أن يعفي الضابط مع غض الطرف من قبل النظام، عدداً من الجنود ممن يقعون تحت إمرته من الدوام، مقابل مبلغ شهري يدفعه كل جندي له. ويلاحظ منذ عقود، ظهور معالم ثراء كبير على ضباط الجيش، خصوصاً منهم قادة القطع والتشكيلات، من قبيل امتلاكهم لـ«فلل» و«مزارع» و«سيارات فارهة»، جراء الأموال الطائلة التي يجمعونها من ظاهرة «التفييش».
وفي سنوات الحرب، ومع خوف الأهالي على أبنائهم من الموت على الجبهات، تزايدت ظاهرة «التفييش» بشكل كبير، وباتت المبالغ التي يتقاضاها الضابط عن كل جندي كبيرة جداً.
كما تزايدت خلال الحرب ظاهرة «تفييش» أولاد كبار الضباط والمسؤولين، ووجهت بانتقادات كثيفة في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
في المقابل، أحد المصادر المتحمسة لعمل اللجنة، وصف تشكيلها بأنها «سابقة من نوعها، لأن عملها يشمل جميع قطع الجيش بما في ذلك الحرس الجمهوري»، ويلفت لـ«الشرق الأوسط» إلى أن قادة وضباط الكثير من القطع والتشكيلات «جن جنونهم من تشكيل هذه اللجنة وعمليات التفتيش التي تجريها، وإرسالها عدداً من الضباط إلى السجن».
ويقول المصدر، بذلك «انقطعت عن قادة وضباط تلك القطع مبالغ مالية ضخمة كانوا يجمعونها من وراء عمليات التفييش».
وتشير تقارير إلى أن جيش النظام الذي كان تعداده 325 ألفاً قبل 2011، شهد انهياراً متزايداً في بنيته خلال السنوات الأولى للحرب، ليصل إجمالي عدده في أواخر عام 2014 إلى نحو 125 ألفاً فقط، وذلك بعد انشقاق أعداد كبيرة من ضباطه وعناصره. ولتعويض هذا الانهيار، لجأ النظام إلى استقدام العشرات من الميليشيات الأجنبية، إضافة إلى تشكيل ميليشيات محلية.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.