غزة: وفاة صبي فلسطيني متأثراً بإصابته في «مسيرات العودة»

مقتل شخص في هجوم مجهولين على مقر للشرطة الفلسطينية

والدة الصبي عبد الرؤوف صالحة مع نساء أخريات خلال مراسم دفنه في شمال قطاع غزة أمس (رويترز)
والدة الصبي عبد الرؤوف صالحة مع نساء أخريات خلال مراسم دفنه في شمال قطاع غزة أمس (رويترز)
TT

غزة: وفاة صبي فلسطيني متأثراً بإصابته في «مسيرات العودة»

والدة الصبي عبد الرؤوف صالحة مع نساء أخريات خلال مراسم دفنه في شمال قطاع غزة أمس (رويترز)
والدة الصبي عبد الرؤوف صالحة مع نساء أخريات خلال مراسم دفنه في شمال قطاع غزة أمس (رويترز)

توفي صبي فلسطيني، أمس (الإثنين)، متأثراً بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي في احتجاجات مسيرات العودة شرق قطاع غزة قبل ثلاثة أيام، حسبما أعلنت مصادر فلسطينية.
وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية، إن صبياً (14 عاماً) توفي متأثراً بإصابته الخطيرة خلال مواجهات يوم الجمعة الماضي على أطراف شمال قطاع غزة.
وأسفرت مواجهات يوم الجمعة، ضمن احتجاجات مسيرات العودة، عن مقتل سيدة وإصابة 25 فلسطينياً بالرصاص على أطراف شرق قطاع غزة.
وأول من أمس، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وفاة فلسطيني متأثراً بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي خلال نفس الاحتجاجات قبل أسابيع. واتهمت «الهيئة العليا لمسيرات العودة»، المشكّلة من فصائل وجهات أهلية وحقوقية فلسطينية، الجيش الإسرائيلي بتعمد قتل وإصابة المشاركين في المظاهرات، بما ينتهك قوانين حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، حسب الوكالة الألمانية. وانطلقت مسيرات العودة قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل في 30 مارس (آذار) الماضي، وقُتل فيها أكثر من 220 فلسطينياً وأصيب آلاف بجروح وحالات اختناق، حسب إحصائيات فلسطينية.
وتطالب الاحتجاجات برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007.
من جهة اخرى أعلنت الشرطة الفلسطينية فتح تحقيق مكثف حول الحادثة التي وقعت مساء أول من أمس (الأحد)، في حادث الاعتداء على مقر الشرطة في بلدة الرام بالضفة الغربية، لمعرفة أسبابه واعتقال المشبوهين.
وقال المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية لؤي إرزيقات، إن مجهولين يستقلون مركبة أطلقوا النار على مركز شرطة الرام، ما أدى إلى إصابة مواطن بجروح حرجة، نُقل على أثرها إلى مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله، وما لبث أن أعلن الأطباء وفاته متأثراً بإصابته. وأضاف أن «الشرطة ردت على مصادر النيران وباشرت التحقيق وتشديد إجراءاتها لملاحقة الجناة وإحضارهم»، وتابع إرزيقات أن قوات كبيرة من الأجهزة الأمنية توجهت إلى بلدة الرام لـ«حفظ الأمن».
وأفادت مصادر الشرطة بأن مجهولين هاجموا مركزاً للشرطة بالأسلحة الرشاشة، حيث تم اعتقال 4 وإصابة آخر برصاصة في الصدر. ولم تُعرف بعد خلفية الحادث.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.