ابن كيران: قضية حامي الدين فضيحة قانونية للمغرب

هاجم خصوم «العدالة والتنمية» وحذر من «خطر اليسار المتطرف»

TT

ابن كيران: قضية حامي الدين فضيحة قانونية للمغرب

دخل رئيس الحكومة المغربية السابق عبد الإله ابن كيران، على خط قضية إعادة فتح ملف اتهام القيادي في حزب «العدالة والتنمية»، الذي كان يتزعمه، عبد العالي حامي الدين، بقتل طالب يساري في 1993، معتبراً أن الخطوة «كيدية... وفضيحة قانونية للمغرب».
وقال ابن كيران في تصريحات خلال استقباله أعضاء من حزبه في الخارج في بيته بالرباط، مساء أول من أمس، إن إعادة فتح قضية حامي الدين «أمر كيدي وليس له أساس قانوني، بل يهدد مبدأ أساسياً في القانون»، مشيراً إلى أن القيادي المتهم «حُوكم بسبب ما عُرف عام 1993 بأنه شجار أدى إلى وفاة، وخرج من السجن وانتهت جميع درجات التقاضي». واستنكر اعتبار مساندته لعبد العالي «تأثيراً على القضاء».
وهاجم «اليسار المتطرف» الذي وصفه بأنه «خصم شرس». وأضاف: «بيننا وبينهم مشكلات كثيرة جداً... وهؤلاء خطيرون، حتى على الدولة، فهم يبتزون ويهددون وقد يتآمرون». واتهم خصوم «العدالة والتنمية» بأنهم «يستفيدون من أموال الريع والامتيازات غير المشروعة».
وعاد إلى توجيه انتقادات شديدة إلى وزير الشباب والرياضة المنتمي إلى «التجمع الوطني للأحرار»، رشيد الطالبي العلمي، بسبب تصريحات سابقة اتهم فيها «العدالة والتنمية» بأن لديه «مشروعاً لتخريب البلاد». وقال ابن كيران إن العلمي «ليست لديه أي مصداقية ولا أحد يهتم به»، معتبراً أنه كان على رئيس الوزراء الأمين العام لحزبه سعد الدين العثماني «أن يذهب في رده على تلك التصريحات حتى النهاية، بيد أنه لم يفعل. وهو ما عبته عليه». وأضاف أن الوزير العلمي «لم يتراجع، وما زال يردد الكلام نفسه، حتى يفهم أن هؤلاء لن يتراجعوا لأن لديهم أجندة لتصفية (العدالة والتنمية)، فليحاولوا كما حاول الذين سبقوهم وسيرون النتيجة».
وانتقد ابن كيران تصريحات سابقة للقيادي في حزب «الاتحاد الاشتراكي» الوزير السابق محمد آليازغي، الذي حمل «العدالة والتنمية» المسؤولية «المعنوية» عن أحداث الدار البيضاء الإرهابية في 2003، ورأى أنه «كان يدعو إلى حل الحزب، والنتيجة أن حزبه لم يستفد أي شيء من هذا الموقف وتراجع منذ ذلك الوقت، وما زال ماضياً في الاتجاه نفسه، عندما تحالف مع أربعة أحزاب للدخول عنوة إلى الحكومة، وهو ما رفضته»، في إشارة إلى معارضته مشاركة «الاتحاد الاشتراكي» في الحكومة، وهو الموقف الذي كان أحد أسباب إعفائه من تشكيلها.
واعتبر أن الحملة التي تعرضت لها النائبة آمنة ماء العينين بعد نشر صور لها في باريس من دون غطاء رأس «استهدافاً لشابة لامعة». وقال: «إذا افترضنا أن الصور صحيحة، فهو استهداف لشابة لامعة، وهي ألمع سيدة في السياسة بالمغرب لا توازيها سوى نبيلة منيب» الأمين العام للحزب «الاشتراكي الموحد». وأضاف أن «لباس المرأة لم تترتب عليه مساءلة شرعية، وارتداؤه يبقى حرية شخصية... من صوروها مغرضون، ولو كان الشرع يطبق لكان ينبغي البحث عنهم ومعاقبتهم لأنهم تجسسوا».
في السياق نفسه، أعلن المجلس الوطني لـ«العدالة والتنمية» عقب انتهاء أعمال دورته العادية عن «إدانته لحملات التشويش والتبخيس والتدليس والتشهير والاستهداف كافة التي يتعرض لها الحزب وقياداته ومناضلوه بالموازاة مع تحقير دور المؤسسات المنتخبة وتبخيس أدائها».
وأكد في بيان أمس «عزم مؤسسات الحزب على الاستمرار في النضال ضد الفساد والاستبداد، وصمود أعضائه في مواصلة أداء مهامهم السياسية والتمثيلية على أفضل الوجوه الممكنة، والتعاطي الجاد والمسؤول مع الانتظارات والمطالب الاجتماعية».
ودعا أعضاءه ومنتخبيه ووزراءه إلى «مواصلة الإنصات لنبض الشارع والتجاوب المستمر مع قضايا المواطنين والمواطنات ومطالبهم المشروعة، والتفاعل مع الأحداث والوقائع وفق مبادرات استباقية على مستوى الحكومة والبرلمان» والبلديات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».