تحرص شركات التقنية على استعراض ما بجعبتها من الابتكارات التي ستطلقها خلال العام، وذلك في معرض إلكترونيات المستهلكين Consumer Electronics Show CES 2019 الذي دارت فعالياته هذا العام في الفترة الممتدة بين 8 و11 يناير (كانون الثاني) في مدينة لاس فيغاس الأميركية.
وكان من اللافت وجود نزعة نحو إضافة المساعدات الشخصية الذكية إلى كل شيء، سواء كانت التلفزيونات الذكية أم الكومبيوترات المحمولة، مع تطويرها لتصبح أكثر ذكاء وتستطيع الترجمة بين اللغات وإضافة علامات الترقيم إلى الرسائل، بالإضافة إلى تطوير قطاع الكومبيوترات المحمولة بالكثير من الأجهزة والتقنيات المبتكرة.
وحصلت التلفزيونات الذكية على حصة الأسد في هذا المعرض، حيث عرضت الكثير من الشركات تلفزيونات تعرض الصورة بالدقة الخارقة 8K وشاشات بقطر كبير جدا.
التلفزيونات الذكية
وقد عرضت «سامسونغ» تقنية «مايكرو إل إي دي» MicroLED للتلفزيونات فائقة الدقة 4K، وهي تقنية ثورية في عالم التلفزيونات تسمح باستخدام وحدات عرض مصغرة دون إطار ووضعها إلى جانب بعضها البعض، لتتعرف الوحدات القديمة على الجديدة التي أضيفت إليها، وتعرض الصورة عليها. وتدعم هذه التقنية الدقة الفائقة 4K والخارقة 8K والمجال العالي الديناميكي HDR وأي نسبة عرض، وبجودة عرض تضاهي تلك التي تقدمها تقنية OLED، مع عملها لفترات أطول. وقدمت «سامسونغ» تلفزيون «الجدار» The Wall بقطر 219 بوصة بعد أن كشفت عن الإصدار السابق منه في العام الماضي بقطر 146 بوصة. كما كشفت الشركة أنها ستضيف تقنيات الذكاء الصناعي إلى تلفزيوناتها في عام 2019 لتطوير جودة الصورة والصوتيات والتفاعل مع المستخدم والمنازل الذكية.
وتحالفت «آبل» مع «سامسونغ» لإطلاق تطبيق «آيتونز» على تلفزيونات «سامسونغ» الجديدة لتقديم عروض الفيديو والمسلسلات الموجودة في «آيتونز» على تلفزيونات «سامسونغ». ورغم أن تلفزيونات «سامسونغ» الجديدة ستحصل على «آيتونز»، إلا أنها لن تحصل على دعم لتقنية AirPlay 2 وHomeKit من «آبل»، بل ستحصل عليها شركات أخرى مثل «إل جي» و«سوني» وفيزيو». ويستطيع مستخدمون «هومكيت» التفاعل مع الملحقات الذكية في منزلهم من خلال هذه التقنية، بينما تسمح تقنية «إيربلاي 2» بنقل الصوتيات إلى سماعات موجودة في عدة غرف.
وكشفت «باناسونيك» عن تلفزيون يحتوي على نظام «دولبي آتموس» لتجسيم الصوتيات داخله، من طراز GZ2000 الذي يدعم عرض الصورة بالدقة الفائقة 4K والمجال العالي الديناميكي HDR10+، بالإضافة إلى دعم مساعدي «أليكسا» و«غوغل أسيستانت» للتفاعل مع المستخدم صوتيا. وعرضت «سوني» تلفزيوني Z9G بقطري 85 و98 بوصة، وA9G بأقطار 55 و65 و77 بوصة، وهي تلفزيونات متقدمة تدعم عرض الصورة بالدقة الخارقة 8K. كما عرضت شركة Tablo جهاز تسجيل عروض التلفزيون ومعاودة مشاهدتها في وقت لاحق يتميز عن غيره بأنه يستطيع التعرف على الإعلانات التي تظهر خلال التسجيل، وينتقل بالعرض إلى ما بعد انتهاء الإعلان، ومن تلقاء نفسه.
كومبيوترات محمولة ومعالجات
وقررت «هواوي» استهداف كومبيوتر «ماكبوك إير» من «آبل» بإطلاق إصدار مميزة من كومبيوترها MateBook 13 الذي يقدم تصميما أنيقا بمواصفات تقنية تناسب معظم احتياجات المستخدمين، وبسعر معتدل. ويبلغ قطر الشاشة 13.9 بوصة وتبلغ سماكة الجهاز 14.9 مليمتر ومعالج الجيل الثامن من «إنتل كور آي 7» و512 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة و8 غيغابايت من الذاكرة وبطاقة رسومات مدمجة من طراز nVidia MX150 ومنافذ «يو إس بي تايب - سي» ومستشعر بصمة إصبع المستخدم داخل زر التشغيل. وستطلق الشركة هذا الكومبيوتر في 29 يناير الحالي بأسعار تبدأ من 999 دولارا، وفقا للمواصفات المرغوبة.
وكشفت شركة «إنفيديا» عن تطويرها تقنية بطاقة الرسومات RTX 2080 لوضعها داخل أكثر من 40 كومبيوترا محمولا للحصول على قدرات متقدمة جدا في معالجة الرسومات لمهندسين ومحرري العروض فائقة الدقة واللاعبين. وتسمح هذه التقنية بمتابعة مسارات الإضاءة وتعديل شدتها وفقا لانعكاسها من على الأسطح المختلفة أو مرورها عبر الطبقات شبه الشفافة، ومحاكاة أثر ذلك داخل الصورة. وتؤكد الشركة أن هذه البطاقة ستقدم ضعف قدرات جهاز الألعاب «بلايستيشن 4 برو»، وستطلق الشركة هذه البطاقة في 29 يناير الحالي في كومبيوترات شركات Acer وAsus وDell وGigabyte وHP وLenovo Legion وMSI وRazer وSamsung. كما أعلنت الشركة بأنها ستطلق بطاقة الرسومات RTX 2060 التي تقدم مستويات أداء عالية للاعبين من خلال 6 غيغابايت من الذاكرة بتقنية GDDR6 وباستخدام 240 نواة وبسعر معتدل يبلغ 349 دولارا.
وكشفت «إتش بي» عن كومبيوتر Spectre x360 الذي يقدم شاشة بقطر 15 بوصة تدعم تقنية OLED والمجال العالي الديناميكي HDR وبمعالج «كور آي 7» من الجيل الثامن وبـ16 غيغابايت من الذاكرة و512 غيغابايت من السعة التخزينية SSD. وعرضت «أسوس» كومبيوترا محمولا من طراز ZenBook S13 يضع الكاميرا في منطقة أعلى الشاشة للسماح بتطوير شاشات منخفضة السماكة أكثر من السابق، وعرض المزيد من الصورة على الشاشة بنسبة تبلغ 97 في المائة.
واستعرضت «إنتل» تقنية Foveros 3D لتطوير المعالجات التي تستطيع وضع الدارات الإلكترونية فوق بعضها البعض داخل الشريحة، وبالتالي الحصول على لوحة رئيسية للكومبيوتر بمساحة أصغر بكثير مقارنة باللوحات الحالية، الأمر الذي يعني تقديم أجهزة صغيرة تتمتع بقدرات الكومبيوترات المكتبية المتقدمة، وبوزن منخفض. وعلى صعيد تطوير تقنيات الكومبيوترات، كشفت «إنتل» أيضا عما سمته «مشروع أثينا» الذي يهدف إلى إضافة تقنيات الذكاء الصناعي والاتصال بالإنترنت عبر شبكات الجيل الخامس إلى الكومبيوترات المحمولة. وستدعم الكثير من الشركات هذا المعيار، مثل Acer وAsus وDell وGoogle وHP وInnolux وLenovo وMicrosoft وSamsung وSharp، ويتوقع إطلاق أولى أجهزته خلال النصف الثاني من هذا العام. وكشفت الشركة كذلك عن أول جيل من معالجاتها الذي تمت صناعته بدقة 10 نانومتر باسم «آيس ليك» Ice Lake، بالإضافة إلى الكشف عن بطاقات رسوماتها المقبلة التي ستتنافس من خلالها مع شركتي «إنفيديا» و«إيه تي آي».
وقدمت Alienware أقل كومبيوتر في العالم وزنا وسماكة في فئة الشاشات بقطر 17 بوصة من طراز m17. حيث تبلغ سماكته 23 مليمترا ويبلغ وزنه 2.6 كيلوغرام. ويقدم الكومبيوتر معالجات الجيل الثامن من «إنتل كور آي9» المتفوقة ومعالج الرسومات RTX 2080 Max - Q و32 غيغابايت من الذاكرة وشاشة تعرض الصورة بالدقة الفائقة 4K بقطر 17.3 بوصة. وتبدأ أسعار الكومبيوتر من 1649 دولارا، وفقا للمواصفات المرغوبة، وسيطلق في 29 يناير الحالي.
شاشة مبتكرة
وإن كنت تبحث عن كومبيوتر محمول متحول 2 - في - 1 للألعاب الإلكترونية يقدم شاشة مبتكرة، فسيعجبك جهاز Acer Predator Triton 900 الذي يقدم شاشة بقطر 17 بوصة تدعم الدقة الفائقة 4K وترتكز على مفصلين جانبيين لتدور حول منصفها وفقا للزاوية التي تناسب المستخدم. كما يمكن «طي» الشاشة فوق لوحة المفاتيح بعد تدويرها إلى العكس ليتحول الكومبيوتر إلى جهاز لوحي. ويقدم الجهاز الجيل الثامن من معالجات «إنتل كور آي 7» و32 غيغابايت من الذاكرة وبطاقة الرسومات المتقدمة RTX 2080 مع دعم لاستخدام أداة التحكم اللاسلكية الخاصة بجهاز «إكس بوكس وان». وتبدأ أسعار الكومبيوتر من 4000 دولار، وفقا للمواصفات المرغوبة.
وشاركت «سامسونغ» مواصفات كومبيوترها المحمول المقبل Notebook Odyssey الذي يعتبر أقوى كومبيوتر ألعاب للشركة إلى الآن، حيث يستخدم الجيل الثامن من معالجات «إنتل كور آي 7» و16 غيغابايت من الذاكرة وبطاقة الرسومات المتقدمة RTX 2080 و256 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة بتقنية NVMe SSD فائقة السرعة وقرص صلب إضافي بسعة 1 تيرابايت. وستطلق الشركة هذا الكومبيوتر في الربع الأول من العام الحالي.
وأعلنت «أسوس» عن عزمها إطلاق مجموعة شاشات كومبيوتر تدعم تقنية المجال العالي الديناميكي HDR تستهدف اللاعبين بقطر 32 بوصة، و43 بوصة تدعم الدقة الفائقة 4K، وأخرى فائقة العرض بقطر 49 بوصة وأخيرا شاشة بقطر 31.5 بوصة. أما شركة Razer، فكشفت عن شاشة خاصة بها بقطر 27 بوصة بتصميم أنيق يستهدف اللاعبين بشريط ضوئي أسفلها مع إخفاء الأسلاك الخلفية. وشاركت «إل جي» هذه النزعة بالكشف عن شاشة كومبيوتر بقطر 27 بوصة يمكن حملها بسهولة، وتحصل على الصورة والطاقة من منفذ «يو إس بي تايب - سي» واحد. وأخيرا كشفت «إنفيديا» عن أول شاشة بقطر 65 بوصة تدعم عروض الصورة بالدقة الفائقة 4K والمجال العالي الديناميكي HDR، والتي تستهدف اللاعبين. وتحتوي هذه الشاشة على تقنية «إنفيديا شيلد» لعرض المحتوى من الإنترنت إلى جانب «مساعد غوغل». وستطلق هذه الشاشة في فبراير (شباط) المقبل بسعر 4999 دولارا.
تقنيات متنوعة
تقنيات السيارات. عرضت شركة «نيسان» للسيارات تقنية المساعد الافتراضي المسماة Invisible - to - visible I2V لعرض ما الذي سيحدث أمام المستخدم بعد بضع دقائق من سيره، وذلك بالاعتماد على منظومة متكاملة من المستشعرات والكاميرات التي تحيط بالسيارات من كافة الجهات، بالإضافة إلى تواصل لحظي مباشر مع سحابة إلكترونية تضم بيانات من كافة السيارات الذكية الأُخرى في محيط المدينة من خلال اتصال دائم بالإنترنت عبر شبكات الجيل الخامس. وسيستطيع السائق معرفة أن دراجة ما ستغير مسارها بعد دقيقتين وستتقاطع مع مسار السيارة (وفقا للوجهة في نظام الملاحة الجغرافية لقائد الدراجة)، وبالتالي يجب خفض السرعة قبل الوصول إلى تلك المنطقة. وتستطيع هذه التقنية اقتراح طرق بديلة في حال وجود ازدحام يبعد قليلا عن الموقع الحالي للسيارة. كما تستطيع السيارة استخدام تقنيات الذكاء الصناعي والواقع المعزز في عرض شخصية تخيلية لتعليم قيادة تلك السيارات الذكية، وحتى تسليته والتحدث معه أثناء السفر لمسافات طويلة.
وكشفت «هيونداي» عن سيارة «تمشي» على أرجلها وتتحول إلى سيارة عادية بعد ذلك سمتها «إيليفيت» Elevate، تهدف إلى مساعدة الناس في حالات الطوارئ والحوادث، وحتى لمن لديهم تحديات جسدية. ومن جهتها كشفت «تويوتا» عن نظام ذكاء صناعي في سياراتها المقبلة يتعرف على المخاطر وينبه المستخدم فورا، ويستطيع تولي زمام الأمور لإبعاد المستخدم عن الخطر عند الحاجة. وأطلقت شركة «آنكر» ملحقا خاصا للسيارات اسمه Roav Bolt يتصل بمنفذ إشعال السجائر في السيارات ويتفاعل مع المستخدم صوتيا من خلال مساعد «غوغل أسيستانت» للإجابة على أسئلة المستخدم وتقديم الإرشادات الصوتية أثناء القيادة وتشغيل الموسيقى.
> ساعات وأجهزة منزلية. ومن الملحقات اللافتة للنظر ساعة Matrix PowerWatch 2 التي لا تحتاج إلى شحنها، ذلك أنها تستمد الطاقة من حرارة ساعد المستخدم والضوء (الشمسي والصناعي). وتقدم الشاشة الملونة التي يبلغ قطرها 1.2 بوصة بيانات الصحة والموقع الجغرافي للمستخدم ومعدل نبضات قلبه وبوصلة رقمية. وتتميز الساعة كذلك بأنها مقاومة للخدوش والمياه.
ويتوقع بدء إطلاق هذه الساعة في يونيو (حزيران) المقبل. هذا، وكشفت شركة «سانديسك» عن نموذج لأكبر وحدة تخزين بتقنية «فلاش» في العالم بسعة 4 تيرابايت يمكن وصلها بالأجهزة عبر منفذ «يو إس بي تايب - سي». وكشفت «ويرلبول» عن فرن يستطيع مراقبة الطعام داخله ونقل الصورة إلى تطبيق في هاتف المستخدم، مع القدرة على تحديد مدة الطهي ودرجة الحرارة المرغوبة عن بُعد. ويستطيع الفرن خبز الأطعمة وتحميصها وتسخينها وتنشيفها وقليها بالهواء والمحافظة على حرارتها، وغيرها من الوظائف الأخرى. وأطلقت الشركة اسم Smart Countertop Oven عليه، وسيباع بسعر 799 دولارا. وعرضت «سامسونغ» ثلاجة ذكية سترسل لك رسالة إن لم يغلق المستخدم بابها بالكامل، بالإضافة إلى وجود شاشة كبيرة في الجهة الأمامية للثلاجة تسمح للمستخدم الاتصال بها أثناء وجوده في السوق لمعرفة إن كان لديه صنف غذائي ما أم لا.