وفاء القنيبط تطمح إلى تطويع النحت بمجسمات للمدن

لم يكن حلم السعودية وفاء القنيبط مثل باقي قريناتها خلال فترة الدراسة ما قبل الجامعية. كانت تتطلع إلى أن تصبح نحَّاتة، وهو ما توجته بالحصول على شهادة أكاديمية من الولايات المتحدة الأميركية.
بدأت وفاء القنيبط مشوارها الفني بسبر أغوار فن النحت، ونجحت في تعزيز موهبتها بحصولها على درجة الماجستير في مجال النحت والمجسمات من أميركا، رغبة منها في أن يضمن لها هذا التخصص عند عودتها إلى أرض الوطن، ألا تكون فنانة تقليدية مثل غيرها.
وأقامت معارض في ثلاث ولايات أميركية، أشهرها معرض بعنوان «المرأة تحت الغطاء»، شرحت فيه الإمكانات والقدرات الكامنة للمرأة المسلمة.
وتعرض القنيبط منحوتاتها في المعرض التشكيلي النحتي «عهد الوفاء» وذلك بصالة «رؤى الفن» بـ«مركز سلمى للفنون» في مدينة جدة، الذي أقامت النسخة الأولى منه في المتحف الوطني بالعاصمة، وافتتحه الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، إضافة إلى مشاركاتها في عدد من المعارض بمصر ودبي وسوق عكاظ والولايات المتحدة الأميركية.
وذكرت الفنانة وفاء القنيبط لـ«الشرق الأوسط» أن معرضها الحالي يقدم 52 عملاً فنياً، في 4 مجموعات، هي: الصيد «القنص»، والمساواة، وأمي، وأسماء الله «لفظ الجلالة»، الذي تحاول من خلاله إثارة استفسار المشاهد للقطعة. وقالت: «أعمد إلى تطويع المنحوتة، سواء بشكلها أو أعداد قطعها التي ترمز إلى أعداد 2 أو 3 أو 4، وهي عدد ركعات فروض الصلاة، حتى أعمل على تفسيرها وشرحها للمتذوقين غير المسلمين، بهدف خدمة الدين الإسلامي، وأسعى إلى ترجمة سماحة الإسلام في صورة منحوتات مجسمة، يستشعر معناها كل من يراها».
وأضافت القنيبط أنها تستخدم المواد بإعادة هيكلتها وتصنيعها، وبقايا المواد المستخدمة من المواد الطبيعية من أحجار وحديد ونحاس وزجاج وأخشاب، إضافة إلى التدخل التكنولوجي بـقصها وتشكيلها وإذابتها، وما يلزم من نحتها وجعلها قطعة فنية فريدة؛ لأن هدفها الأول هو ألا تبقى هذه القطع حبيسة المعارض والأماكن المغلقة؛ بل تعمل جاهدة لإخراجها للحياة مزينةً شوارع المدن، وتتطلع للعمل مع بعض البلديات على جعل هذه القطع في الشوارع، ولكن هناك بعض الإجراءات التي يحتاج إليها عمل كهذا.
وتطرقت القنيبط إلى أن «كثيرين يحاولون إبراز صعوبات فن النحت بأنه عمل يخص الرجال، ونادراً ما يرون سيدة تتجه لهذا النوع من الفنون، وذلك لصعوبته، وحاجته للصبر، وندرة بعض المواد، وثقل القطع المستخدمة، ولكن إن ظهرت هذه القطع بأشكال صغيرة داخل المعارض على أنها أجزاء صغيرة لأفكار كبيرة، فسيكون حلمي دائماً إخراجها للعالم الخارجي».