مصادر مصرية لـ {الشرق الأوسط} : أي طرح بشأن استئناف العلاقات مع حماس قد يؤثر على المفاوضات الحالية

قيادي في الحركة: ندرك الدور التاريخي للقاهرة وحريصون على علاقتنا معها

مصادر مصرية لـ {الشرق الأوسط} : أي طرح بشأن استئناف العلاقات مع حماس قد يؤثر على المفاوضات الحالية
TT

مصادر مصرية لـ {الشرق الأوسط} : أي طرح بشأن استئناف العلاقات مع حماس قد يؤثر على المفاوضات الحالية

مصادر مصرية لـ {الشرق الأوسط} : أي طرح بشأن استئناف العلاقات مع حماس قد يؤثر على المفاوضات الحالية

طرح موضوع استقبال مصر وفدا من حركة حماس، ضمن وفد فلسطيني مشترك يضم السلطة الفلسطينية وحركة الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى، لبحث وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة ضمن المبادرة المصرية، التساؤلات بشأن إمكانية استئناف العلاقات مجددا بين القاهرة وحماس التي كانت انقطعت بعد ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013 وخلع الرئيس المصري السابق محمد مرسي.
وبعد قطيعة طويلة عقد قبل أيام أول لقاء مباشر بين الوسطاء المصريين والوفد الفلسطيني الذي يضم قياديين من حماس، في مبنى المخابرات المصرية لبحث التهدئة في غزة.
وحسب مصادر إسرائيلية، فإن من مصلحة حماس، التي كانت رفضت في بادئ الأمر الوساطة المصرية، «إعادة تأهيل علاقتها مع مصر، ليس فقط لأن مصر تسيطر على معبر رفح الذي تحتاج حماس إلى إعادة فتحه بشدة، وإنما أيضا لأن مصر تستطيع أن تكون مصدرا لحشد الدعم السياسي العربي لحماس».
غير أن مصادر مصرية مطلعة عدّت أنه من المبكر جدا التطرق إلى هذا الموضوع. وقالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن طرح أي مناقشات بشأن إعادة العلاقات مع حماس «ربما تؤثر على سير المفاوضات الجارية حاليا في القاهرة من أجل التهدئة في قطاع غزة». لكن تلك المصادر لم تستبعد أي خيارات «مستقبلا»، قائلة إن «كل شيء في حينه».
ويبدو أن الحركة لم تجد خيارا آخر سوى العودة إلى مصر بعد أربعة أسابيع من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وذلك بهدف البحث عن مخرج يضمن وقف هذه الحرب إلى جانب رفع الحصار عن القطاع.
ورفضت حماس بداية التعامل مع المبادرة المصرية التي طرحت في 14 يوليو (تموز) الماضي. وأكد فوزي برهوم، الناطق باسم الحركة، لـ«الشرق الأوسط» في تصريحات سابقة أنه «لا يمكن إلقاء مبادرات عبر وسائل الإعلام، ومن ثم يطلبون منا أن نقبلها. يجب الحديث إلينا». وأضاف: «نحن نرفض الأسلوب والمضمون».
ورغبت حماس في إعطاء دور لحليفيها المركزيين في المنطقة؛ قطر وتركيا، وجربت وانتظرتهم طويلا حتى عقد اجتماع باريس في 26 يوليو (تموز) الماضي بحضور أميركا وقطر وتركيا وباريس وفي غياب اللاعبين الأساسيين؛ السلطة الفلسطينية وحماس ومصر، مما أدى إلى انتهائه إلى الفشل الذريع، فلم يترك أمامها خيارا سوى العودة إلى المبادرة المصرية.
وقالت مصادر فلسطينية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» أمس: «حاولت أميركا مساعدة الإخوان المسلمين وحلفائهم ضد مصر. هذا ما حدث، لكن تلك الجهود اصطدمت برفض الأطراف الرئيسية، مصر والسلطة وإسرائيل». وأَضاف: «لم يقبل أحد أن نبيع قرارنا لقطر وتركيا». وتابعت: «فهمت حماس أخيرا أنه ليس أمامها سوى العودة إلى مصر». وأضافت: «لم تكن حماس بحاجة هذه اللفة الطويلة، لأن الجميع مهما كان وزنه، كان سيعود لمصر التي تتحكم في بوابة غزة وعلى طول حدودها».
ووافقت حماس على المبادرة المصرية دون أن تجري مصر أي تعديلات عليها، وتحت مظلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال مصدر في حماس لـ«الشرق الأوسط»: «منذ البداية لم تكن حماس تعمل ضد مصر مطلقا، نحن لم نستهدف مصر ولم تكن هناك أي مبادرات أخرى.. نحن ندرك الدور التاريخي لمصر، لكننا كنا نريد تعديل المبادرة المصرية».
ورفض المصدر التعليق على فشل الدور التركي - القطري، لكنه قال إن «حماس كانت ترحب بكل جهد ممكن من أجل إنهاء العدوان»، «مثمنا» الدور القطري والتركي في هذا الاتجاه.
ورحب المصدر بـ«عودة العلاقات مع مصر»، قائلا إن «حماس كانت حريصة عليها على الدوام، وما زالت كذلك».
ومثل حماس؛ تدرك إسرائيل أهمية مصر منذ البداية، بل تسعى إلى دور مصري مهم على حدود غزة، وتعد القاهرة جزءا مهما من أي اتفاق.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ الأميركيين مرارا بأنه لن يناقش سوى المبادرة المصرية.
وكتب عاموس هرئيل محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، أن «إسرائيل تعتزم الاعتماد على التنسيق الأمني مع مصر لمنع تسلح فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ولتشديد الرقابة على دخول المواد التي يمكن أن تستخدم لأغراض عسكرية». وأضاف: «تمسك إسرائيل بالوساطة المصرية أثبت نجاحها، فالولايات المتحدة تخلت عن المبادرة القطرية، فيما منعت المواجهة التي حصلت بين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي جون كيري فرض إملاءات أميركية على إسرائيل».
ورأت «هآرتس» أن إعلان مصر بنفسها وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في غزة صباح الثلاثاء الماضي، يؤكد حجم المسؤولية التي ستتحملها، ورأت أن مصر قبلت بذلك أن تكون ليس فقط وسيطا وإنما أيضا «ضامنا» لتصرفات حماس.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.