«أطباء بلا حدود»: ثلث ضحايا الألغام في اليمن أطفال

TT

«أطباء بلا حدود»: ثلث ضحايا الألغام في اليمن أطفال

تواصل الميليشيات الحوثية زراعة الألغام في مختلف المناطق التي ما زالت خاضعة لسيطرتها، وسط سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، بينهم الأطفال.
وقالت منظمة «أطباء بلا حدود»، إنه «بهدف منع تقدم قوات التحالف البرية فقد تم زرع آلاف الألغام والعبوات المتفجرة يدوية الصنع بين الطرقات والحقول في المنطقة. إلا أن الضحايا الرئيسيين الذين طالتهم هذه الأخطار القاتلة لم يكونوا سوى المدنيين الذين تعرضوا للقتل أو فقدان الأطراف أو التشوهات التي ستبقى تلازمهم مدى الحياة».
وأشارت إلى أن «فرق (أطباء بلا حدود) بدأت بتوفير المساعدات في مدينة المخا التابعة لمحافظة تعز منذ أغسطس (آب) 2018، حيث تجري الطواقم عمليات جراحية طارئة على الجرحى المصابين بالألغام، وأن المصابين ثلثهم أطفال». ودعت المنظمة «السلطات وكذلك المنظمات المتخصصة لتعزيز عمليات نزع الألغام لخفض عدد الضحايا في المناطق المدنية».
وأفاد المركز الإعلامي لـ«ألوية العمالقة» بجبهة الساحل الغربي، بأن قواتها «تصدت لهجوم شنته عناصر من ميليشيات الحوثي غرب مدينة التحيتا بمحافظة الحديدة»، وأن «مجاميع مسلحة من ميليشيات الحوثي شنّت هجوماً مسلحاً على مواقع تابعة لقوات (ألوية العمالقة) بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والقذائف المدفعية، غير أن (ألوية العمالقة) في التحيتا تمكنوا من التصدي لتلك المجاميع الحوثية وكسروا هجوم الميليشيات، وأوقعوا في صفوفهم قتلى وجرحى، وألحقوا بهم خسائر في المعدات».
وأكدت «العمالقة»، في بيان مقتضب لها، أن «هذا الهجوم الحوثي على مواقع (ألوية العمالقة) ليس الأول من نوعه، بل سبق وقامت الميليشيات بالهجوم على مواقع (العمالقة) في مناطق مختلفة من الحديدة، وتم التصدي لها وكسرها، فيما تواصل الميليشيات عمليات قصف واستهداف المواقع العسكرية لـ(ألوية العمالقة) بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وبقذائف (الآر بي جي) و(الهاون) استمراراً لخرق الهدنة، في ظل صمت أممي على جرائم الميليشيات الحوثية، ما سمح لها بالتمادي على جميع القرارات الأممية والاتفاقات التي وقعتها الميليشيا في السويد لوقف إطلاق النار وإيقاف العمليات العسكرية في الحديدة، ويقابلها التزام تام بالهدنة الأممية من قبل قوات (ألوية العمالقة) والقوات المشتركة ورصد شامل للانتهاكات والخروقات الحوثية المتواصلة».
إلى ذلك، أعلنت قوات الجيش الوطني، مساء السبت، إسقاط طائرة مسيرة تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران في جبهة مران غرب محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لميليشيات الحوثي الواقعة شمال البلاد، حيث تعد الطائرة هي الثالثة منذ الأسبوع الماضي، وكانت تحمل متفجرات، في محاولة منها لاستهداف مواقع الجيش الوطني، في الوقت الذي سقط قتلى وجرحى من الانقلابيين في معارك عنيفة شهدتها جبهة مريس في دمت شمال الضالع، الواقعة جنوب البلاد. ووفقاً لموقع الجيش الوطني الرسمي، فقد «أسقطت (ألوية العروبة)، الأسبوع الماضي، طائرتين مسيرتين تابعتين للميليشيات في الجبهة ذاتها»، وأنه «بعد فحص حطام الطائرات التي كانت تحمل متفجرات تبين أنها إيرانية الصنع، وكانت تستهدف مواقع الجيش في الجبهة».
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه قوات الجيش الوطني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، تقدمها في جبهة مران والجبهات الأخرى في صعدة وسط تهاوٍ مستمر في صفوف الانقلابيين.
على صعيد متصل، قال العقيد عبد الباسط البحر، نائب ركن التوجيه المعنوي بمحور تعز العسكري، إن «قيادة محور تعز العسكري أصدرت توجيهاتها لجميع القوات التابعة لها بالتعامل مع أي وسائل هجوم جوية مسيرة، والتعامل معها كهدف معادٍ، وأن أمر إطلاق النار مستدام، وأمر وقف إطلاق النار يأتي في حينه».
وفي دمت بمحافظة الضالع، التي تشهد معارك عنيفة منذ أيام وسط تقدم قوات الجيش الوطني، أفاد مصدر عسكري بمقتل قيادي حوثي إضافة إلى سقوط نحو 20 انقلابياً بين قتيل وجريح في مواجهات عنيفة، في وقت متأخر من مساء السبت واستمرت حتى صباح الأحد، بين الجيش الوطني والميلشيات الانقلابية في جبهة مريس.
وأوضح أن «المعارك اشتدت حدتها عقب تصدي قوات الجيش الوطني لهجوم شنته ميليشيات الانقلاب على مواقع الجيش في محيط جبل جل الحريوه وكذا جعلمم وذا الأنسر، جنوب مديرية دمت، فيما تكبدت الميليشيات الانقلابية الخسائر البشرية»، مؤكداً مقتل القيادي الحوثي المدعو أبو كرار، الذي يعد قائد ما يسمى بـ«كتيبة الصماد» في صفوف الانقلابيين.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».