عنوان عريض تصدّر الصفحة الأولى من جريدة «الشرق الأوسط» في 10 يناير (كانون الثاني) 1991: «انهيار محادثات جنيف يُقرّب احتمال الحرب». وعناوين أخرى تتعلّق بالوجود العسكري العراقي في الكويت: «الملك فهد يتلقّى اتصالاً من الرئيس الأميركي» و«بيكر: العراق تصلب وأخطأ التقدير وعزيز رفض تسلم رسالة بوش».
بعد أكثر من ثلاث ساعات وثلاث جلسات جمعت بين وزير الخارجية الأميركي جيمس بيكر ونظيره العراقي طارق عزيز في جنيف، انتهى اللقاء بالفشل الذي ردّه بيكر إلى «تصلّب العراق وحساباته الخاطئة»، فيما قال عزيز إنّ اللائمة تقع على عدم تنظيم لقاءات سابقة ومبكّرة بين واشنطن وبغداد. موعد الإنذار الدّولي يقترب، وطبول الحرب قد تقرع؛ اتصال هاتفي يتلقاه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز من الرئيس جورج بوش، لاستعراض الأوضاع الرّاهنة في منطقة الخليج العربي.
وفي واشنطن عبّر بوش عن خيبة أمله بالمحادثات قائلاً: «إن العراق لم يقدّم أي تنازلات ورفض الرّسالة التي تطالبه بالانسحاب من الكويت قبل 15 يناير».
ردود فعل عالمية على الفشل، واستياء من الموقف العراقي واهتمام بالتحركات الأخيرة؛ الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران يصرّح: «إذا لم ينسحب العراق بحلول 15 يناير ستكون الحرب أكيدة». والمؤتمر الشّعبي الإسلامي يبدأ أعماله، مؤكداً على ضرورة الانسحاب من دولة الكويت، وعودة الشرعية لها بقيادة الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح. وعلى الصعيد الاقتصادي: «فشل المحادثات يرعب الأسواق» و«أسعار النّفط تقفز وداوجونز يتدهور».