«بودكاست غذاء ودواء»... جهد حكومي سعودي لرفد المكتبة السمعية بمواد علمية

الـ«بودكاست» يتحدث  عن التداخلات الدوائية  والتسمم الغذائي وسلامة منتجات التجميل
الـ«بودكاست» يتحدث عن التداخلات الدوائية والتسمم الغذائي وسلامة منتجات التجميل
TT

«بودكاست غذاء ودواء»... جهد حكومي سعودي لرفد المكتبة السمعية بمواد علمية

الـ«بودكاست» يتحدث  عن التداخلات الدوائية  والتسمم الغذائي وسلامة منتجات التجميل
الـ«بودكاست» يتحدث عن التداخلات الدوائية والتسمم الغذائي وسلامة منتجات التجميل

في ظل ثورة المعلومات وسهولة تداول الأخبار التي لا يمكن التأكد من مصدرها ومدى صحتها، أطلقت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية وسيلة أخرى لرفد المتابع السعودي والعربي بمعلومات موثوقة عن أهم الموضوعات ذات الصلة بحياته اليومية كالغذاء والدواء والأجهزة الطبية والمبيدات ومنتجات التجميل وغيرها، وذلك عبر إطلاق البرنامج الإذاعي: «بودكاست غذاء ودواء»، الذي يقدم معلومات توعوية في قالب إذاعي حواري.
ما يميز الـ«بودكاست» عن غيره أنه يتضمن معلومات علمية من جهة حكومية تثري المكتبة العربية بمواد إذاعية تفيد المهتمين، ويمكن الاستماع إليها وتحمليها في أي وقت ومن أي مكان من خلال زيارة الصفحة الإلكترونية للبرنامج.
وعن هذه التجربة الحكومية قال المدير التنفيذي للتواصل والتوعية بالهيئة العامة للغذاء والدواء عبد الرحمن السلطان: «الـ(بودكاست) أو التسجيل الإذاعي بات اليوم منصة لتوصيل المعلومات والآراء لفئة مهمة من المجتمع، خصوصاً مع انتشار وسائل التقنية بين الناس خلال الفترة الأخيرة، حيث رأت الهيئة أن من المناسب الاستفادة منه في التوعية والتثقيف، وإثراء المكتبة العربية بمواد إذاعية تفيد المجتمع».
وأضاف السلطان لـ«الشرق الأوسط» أن البرنامج يستهدف جميع أفراد المجتمع، إذ يناقش موضوعات ويقدم معلومات علمية تعزز وعي المجتمع بسلامة ومأمونية الغذاء والدواء والأجهزة الطبية، عبر مقاطع صوتية تُعد بطريقة الحوار مع الضيف لتسهيل وصول الفكرة إلى المستمع، ويتم نشرها عن طريق كثير من منصات نشر الـ«بودكاست» العالمية المشهورة مثل «ساوند كلاود»، و«آيتونز بودكاست»، و«يوتيوب».
وتستند الهيئة إلى مجموعة من الأسس في اختيار موضوعات الحلقات. وعن ذلك أوضح السلطان: «الأساس الأول الذي نستند إليه هو مدى أهمية الموضوع بالنسبة للمتلقي، ولذلك تم اختيار موضوعات في مجالات الغذاء والدواء والأجهزة الطبية تهم شريحة واسعة من الجمهور، ستبث تباعاً».
إعداد المواد العلمية وسيناريوهات الحلقات كان بجهود منسوبي الهيئة، إذ تم تشكيل لجان لإعداد المادة العلمية والمتابعة والتنقيح وإعداد الأسئلة وتسجيل الحلقات مع الضيوف، حتى خرجت حلقات الموسم الأول التي تبلغ 20 حلقة تهدف إلى التعريف بسلامة الأغذية لدى المستهلكين وإبراز بعض الموضوعات المهمة في الغذاء مثل: السعرات الحرارية والاحتياج اليومي وكيفية التقليل منها، ومحتويات مياه الشرب المعبأة، والتعريف بالأدوية وكيفية استخدامها بالشكل الصحيح، وشرح التداخلات الدوائية وكيفية تفاديها وإبراز أهمية اللقاحات وأهم المفاهيم الخاطئة عنها، والأجهزة والمنتجات الطبية ومعرفة طريقة استخدامها، والتسمم الغذائي، واللقاحات، وبقايا المبيدات، وسلامة منتجات التجميل، إضافة إلى الادعاءات الصحية والتغذوية.
يذكر أن الـ«بودكاست» أو «البث الصوتي» أو «التدوين الصوتي» عبارة عن برامج إذاعية متنوعة تبث عن طريق الإنترنت تستطيع تحميلها والاستماع لها في أي وقت.
ظهرت التقنية في عام 2004 ويقال إن أول من أطلق تسمية «بودكاست» عليها كان الصحافي البريطاني بين هامرسلي. لكن المقدرة على نشر وتوزيع الملفات الصوتية والمرئية كانت موجودة قبل الإنترنت.
تختلف مواضيع الـ«بودكاست» وتتنوع حسب اختلاف وتنوع شخصيات واهتمامات المدونين، فهناك نوع من الـ«بودكاست» تعنى بالسياسة أو الدين وأخرى بأخبار التقنية، وغيرها لتعلم لغة جديدة، أو للتحليل الاقتصادي، هناك «بودكاست» يتابع ألعاب الكومبيوتر، الطب، أو يهتم بالتصوير والفنون المختلفة، أو الأفلام وجديد الكتب، أو الأدب والرحلات حول العالم، أو حتى مذكرات شخصية، أو فقط للتسلية وتبادل النكت أو غيرها.
ولـ«بودكاست» شعبية كبيرة في الدول الغربية، وتجد له جماهير ومتابعين كثر، إما لانشغال الناس عن التلفاز أو لوجود محتوى أكبر قيمة وأكثر حرية على الإنترنت يقدمها متخصصون أو هواة.
ولم تكن هناك برامج للاشتراك بهذه الحلقات المسجلة حتى عام 2005 عندما قامت شركة «أبل» العملاقة بدعم هذه التقنية ببرنامجها «آي تيونز» مما زاد من شهرتها وأدى إلى زيادة ظهور برامج الـ«بودكاست».


مقالات ذات صلة

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

المشرق العربي المسؤول الإعلامي في «حزب الله» محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب) play-circle 00:40

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

باغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف تكون إسرائيل انتقلت من اغتيال القادة العسكريين في الحزب إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.

بولا أسطيح (بيروت)
يوميات الشرق «SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر مهرجان «أثر» للإبداع بـ6 جوائز مرموقة

حصدت «SRMG Labs»، ذراع الابتكار في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، 6 جوائز مرموقة عن جميع الفئات التي رُشّحت لها في مهرجان «أثر» للإبداع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم سيارة عليها كلمة «صحافة» بالإنجليزية بعد تعرض فندق يقيم فيه صحافيون في حاصبيا بجنوب لبنان لغارة إسرائيلية في 25 أكتوبر (رويترز)

اليونيسكو: مقتل 162 صحافياً خلال تأديتهم عملهم في 2022 و2023

«في العامين 2022 و2023، قُتل صحافي كل أربعة أيام لمجرد تأديته عمله الأساسي في البحث عن الحقيقة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي صحافيون من مختلف وسائل إعلام يتشاركون موقعاً لتغطية الغارات الإسرائيلية على مدينة صور (أ.ب)

حرب لبنان تشعل معركة إعلامية داخلية واتهامات بـ«التخوين»

أشعلت التغطية الإعلامية للحرب بلبنان سجالات طالت وسائل الإعلام وتطورت إلى انتقادات للإعلام واتهامات لا تخلو من التخوين، نالت فيها قناة «إم تي في» الحصة الأكبر.

حنان مرهج (بيروت)

كيف يؤثر «غوغل ديسكوفر» في زيادة تصفح مواقع الأخبار؟

شعار شركة «غوغل» عند مدخل أحد مبانيها في كاليفورنيا (رويترز)
شعار شركة «غوغل» عند مدخل أحد مبانيها في كاليفورنيا (رويترز)
TT

كيف يؤثر «غوغل ديسكوفر» في زيادة تصفح مواقع الأخبار؟

شعار شركة «غوغل» عند مدخل أحد مبانيها في كاليفورنيا (رويترز)
شعار شركة «غوغل» عند مدخل أحد مبانيها في كاليفورنيا (رويترز)

أوردت تقارير، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أن ناشري الأخبار كثّفوا ظهورهم على «غوغل ديسكوفر» بهدف زيادة حركات المرور على مواقعهم، وهذا بعدما تراجعت وسائل التواصل الاجتماعي عن دعم ظهور الأخبار منذ مطلع العام. إذ اتجهت «غوغل» إلى نموذج الملخّصات المعزّز بالذكاء الاصطناعي بديلاً عن ترشيح روابط الأخبار من مصادرها، ما أدى إلى تراجع الزيارات تدريجياً. غير أن خبراء ناقشوا الأمر مع «الشرق الأوسط» عدُّوا هذا الاتجاه «رهاناً محفوفاً بالمخاطر، وقد لا يحقق نموذج عمل مستداماً». أبحاث أجرتها «نيوز داش»، وهي أداة متخصصة في تحسين محركات البحث (SEO) موجهة للناشرين والمواقع الإخبارية، أظهرت أن «غوغل ديسكوفر» بات يمثل في المتوسط 55 في المائة من إجمالي حركة المرور الآتية من «غوغل» للناشرين، مقارنة بـ41 في المائة، في دراسة سابقة، ما يعني أن «ديسكوفر» أضحى القناة الكبرى التي تجلب الزيارات إلى مواقع الأخبار.

جدير بالذكر أن «غوغل ديسكوفر» هو موجز للمقالات يظهر على نظامي «أندرويد» و«آبل» عند فتح «غوغل» للتصفّح. ووفق محرّك البحث، فإن المقالات المُوصى بها تُحدَّد وفقاً لاهتمامات المستخدم وعمليات البحث السابقة، ومن ثم، فإن ما يظهر لدى المستخدم من ترشيحات هو موجز شخصي جداً، لذا يحقق مزيداً من الجذب.

محمد الكبيسي، الباحث ومدرب الإعلام الرقمي العراقي المقيم في فنلندا، أرجع تكثيف بعض المواقع الإخبارية وجودها على «غوغل ديسكوفر» إلى احتدام المنافسة الرقمية بين المنصّات للوصول إلى الجمهور. وأوضح: «منطقياً، تسعى مواقع الأخبار إلى الظهور على منصات متعدّدة، مما يعزز فرص الوصول والتفاعل مع الأخبار دون الحاجة للبحث المباشر».

وحدَّد الكبيسي معايير ظهور المقالات على «غوغل ديسكوفر» بـ«جودة المحتوى، والتحديث المستمر، وتوافق SEO، والملاءمة مع اهتمامات المستخدمين وسلوكهم السابق في استخدام وسائل الإنترنت، إضافة إلى الالتزام بمعايير الإعلام والصحافة المهنية».

ومن ثم، بعدما رأى الباحث العراقي تكثيف الاهتمام بأداة «غوغل ديسكوفر» حلاًّ مؤقتاً للمرحلة الحالية، شرح أنه «يمكن القول عموماً إن (غوغل ديسكوفر) قد يُسهم في زيادة معدلات الزيارات للعديد من المواقع الإخبارية، لكن ذلك يعتمد على أهمية المحتوى وملاءمته اهتمامات الجمهور». أما عن الحلول المستدامة فاقترح الكبيسي على صُناع الأخبار تحقيق المواءمة مع تطوّرات المنصات ومواكبة التحديثات؛ لتجنب التبِعات التي قد تؤدي إلى تقليل الظهور أو انخفاض معدلات الوصول».

من جهته، يقول الحسيني موسى، الصحافي المتخصص في الإعلام الرقمي بقناة الـ«سي إن إن» العربية، إن «غوغل ديسكوفر» لا يقبل أي مقالات؛ لأن لديه معايير صارمة تتعلق بجودة المحتوى ومصداقيته. وتابع أن «الظهور على (غوغل ديسكوفر) يشترط تقديم معلومات دقيقة تلبّي اهتمامات المستخدمين وتُثري معرفتهم، مع استخدام صور عالية الجودة لا تقل عن 1200 بيكسل عرضاً، وعناوين جذابة تعكس مضمون المقال بشكل شفاف بعيداً عن التضليل». ثم أضاف: «يجب أن تكون المواقع متوافقة مع أجهزة الهواتف الذكية؛ لضمان تجربة مستخدم سلسة وسريعة، مع الالتزام الكامل بسياسات (غوغل) للمحتوى».

وعلى الرغم من أن معايير «غوغل ديسكوفر» تبدو مهنية، عَدَّ موسى أن هذا «الاتجاه لن يحقق مستقبلاً الاستقرار للناشرين... وصحيح أن (غوغل ديسكوفر) يمكن أن يحقق زيارات ضخمة، لكن الاعتماد عليه فقط قد لا يكون واقعاً مستداماً».

ورأى، من ثم، أن الحل المستدام «لن يتحقق إلا بالتنوع والتكيف»، لافتاً إلى أنه «يُنصح بالتركيز على تقديم محتوى ذي قيمة عالية وتحويله إلى فيديوهات طولية (فيرتيكال) مدعومة على منصات التواصل الاجتماعي لجذب المزيد من المتابعين وبناء قاعدة جماهيرية وفية».