باهبري... من موهبة «محبطة» إلى اسم ساطع في كتيبة بيتزي

النجم الشاب عمل بنصيحة «عمانية» وبات أحد أهم الأسماء في الكرة السعودية

باهبري في مباراة الأخضر الأخيرة أمام لبنان (تصوير: سعد العنزي)
باهبري في مباراة الأخضر الأخيرة أمام لبنان (تصوير: سعد العنزي)
TT

باهبري... من موهبة «محبطة» إلى اسم ساطع في كتيبة بيتزي

باهبري في مباراة الأخضر الأخيرة أمام لبنان (تصوير: سعد العنزي)
باهبري في مباراة الأخضر الأخيرة أمام لبنان (تصوير: سعد العنزي)

كان هتان باهبري أحد المواهب المهددة بالذبول في سن مبكرة، وتحديداً بعمر الـ22، بعد أن راودته فكرة اعتزال الكرة، لقلة مشاركاته مع ناديه الأصلي الاتحاد، لكن عناده وموهبته وبحثه عن النجومية أوصلته بعد 4 سنوات ليكون من أبرز لاعبي منتخب السعودية، المتأهل إلى دور الـ16 من كأس آسيا 2019 في كرة القدم.
ويعيش باهبري أجمل أيامه الكروية في النهائيات المقامة في الإمارات، فسجل افتتاحاً في مرمى كوريا الشمالية هدفاً حمل الرقم ألف في تاريخ المنتخب، قبل تمريره كرة حاسمة لحسين المقهوي خلال الفوز على لبنان (2 - صفر)، ساهمت في منحه جائزة أفضل لاعب في المباراة.
وفنّد نجم المنتخب ونادي النصر السابق فهد الهريفي مواصفات باهبري بالقول: «نادراً ما ترى لاعباً في الثلث الهجومي بمقدوره اللعب بأي مركز، سواء أكان على الأجنحة أم رأس الحربة أم صناعة اللعب. إنه سريع وهداف يمتلك المهارات».
يضيف بطل كأس آسيا 1988: «لديه ميزة عن باقي اللاعبين، إذ يحب النجومية، يبحث عن الكرة دوماً، ويريد أن يكون قائداً، وهذا نادر. ليس لاعباً كسولاً ولا يكتفي بتنفيذ مهام المدرب كأنه آلة».
وبدأ اللاعب، المولود في جدة عام 1992، مشواره مع نادي الاتحاد، لكنه كشف في مايو (أيار) الماضي لموقع المنتخب السعودي عن منعطف كاد يغير مسار حياته: «في عام 2014 قلّت فرص مشاركتي في الفريق الأول، وبدأت أفكر في الدراسة والبحث عن وظيفة لتأمين مستقبلي». وأشار إلى أن لاعبَي فريق الاتحاد السابقَيْن، عبد المطلب الطريدي، والعماني أحمد حديد، «نصحاني بالاستمرار وعدم ترك الكرة، وأكدا لي أنني أمتلك كل المقومات التي تؤهلني لتمثيل المنتخب». وأعاد باهبري اكتشاف نفسه مع نادي الخليج قبل انتقاله إلى الشباب في 2016. وترددت أخبار في الآونة الأخيرة عن قرب تركه فريق العاصمة.
صاحب الهدف التاريخي في مرمى كوريا الشمالية، والذي وصفه النجم الدولي السابق يوسف الثنيان بـ«الفنان والمكافح»، غرّد بعد هدفه الأخير «فخور بأني سجلت الهدف رقم ألف للمنتخب».
وكان هتان في عداد المنتخب المشارك في مونديال روسيا 2018، ودخل بديلاً خلال الخسارة الافتتاحية القاسية ضد روسيا (صفر - 5)، قبل أن يلعب أساسياً ضد الأوروغواياني (صفر - 1) ومصر (2 - 1).
ودفع أداؤه في أول مباراتين في كأس آسيا الحالية مدربه الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي للتغني به بالقول: «يقوم بعمل جيد جداً برغم أنه كان غائباً عن أول معسكر بسبب الإصابة. أظهر تفانياً كبيراً، تركيزاً ومجهوداً». وتابع: «هو لاعب تحب أن يوجد في فريقك بسبب نوعيته. آمل في عدم توقفه عند هذا الحد. هو أحد أفضل لاعبي فريقنا».
وبيتزي الذي أشاد باهبري بتمديد عقده لأنه «يمنح المنتخب استقراراً فنياً... وبات أكثر دراية باللاعبين»، دفع بتشكيلة ضد كوريا الشمالية ولبنان من دون مهاجم صريح، وعوّل على القائد سالم الدوسري وفهد المولد وباهبري. ويضيف: «للمدرب طريقته التي تميزه في العمل الفني، عبر اللعب بمهاجم وهمي، لذلك يكون الاعتماد على لاعبي الوسط».
وعن نجوميته المتأخرة نسبياً، يشرح الحارس الدولي السابق جاسم الحربي: «لم يكتشفه أي مدرب بشكل صحيح إلا في الفترة الأخيرة. لديه الانضباط، عنصر السرعة، اللعب بالقدمين، يؤدي وظائفه التكتيكية بامتياز».
ويضيف: «هو متعاون يعمل على مساندة الوسط في حال فقدان الكرة هجومياً، ولا أنانية لديه بالتسجيل، كما يجيد العرضيات بشكل ممتاز، لكن ينقصه عامل استخدام الكرات الهوائية بالرأس».
وفضلاً عن موهبته الفنية، يمتلك باهبري شخصية قوية، فقد غرمته إدارة الشباب في سبتمبر (أيلول) الماضي لردّه على إداري في نادي الفيحاء توقع الفوز على فريقه: «قال سنفوز على الشباب، وأود أن أقول له إن الشباب ليس محطة عبور، واستطعنا اليوم أن نكسر خشمك». وفي مارس (آذار) الماضي، رفض ترك معسكر المنتخب بعد وضع زوجته مولوداً، وقال: «ولدي سأعود إليه. يجب أن أصل إلى كأس العالم، أن أحقق إنجازاً لنفسي وأسطر اسمي من ذهب».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».