سان جيرمان يخلد للراحة بعد تعزيز صدارته للدوري الفرنسي

لاعبو سان جيرمان يحتفلون بالانتصار على أميان (أ.ف.ب)
لاعبو سان جيرمان يحتفلون بالانتصار على أميان (أ.ف.ب)
TT

سان جيرمان يخلد للراحة بعد تعزيز صدارته للدوري الفرنسي

لاعبو سان جيرمان يحتفلون بالانتصار على أميان (أ.ف.ب)
لاعبو سان جيرمان يحتفلون بالانتصار على أميان (أ.ف.ب)

عاد باريس سان جيرمان إلى سكة الانتصارات بعد فقدان لقبه في كأس رابطة الأندية الفرنسية، بفوزه خارج ملعبه على أميان بثلاثية نظيفة في غياب نجمه البرازيلي نيمار الذي قرر مدربه إراحته في المرحلة 20 لبطولة الدوري الفرنسي لكرة القدم.
ورفع سان جيرمان رصيده إلى 50 نقطة من 18 مباراة وابتعد بفارق 13 نقطة في صدارة الترتيب عن منافسه المباشر ليل، علماً أنه يملك مباراتين مؤجلتين أيضاً. وإذا استمر في النسج على هذا المنوال، فإن سان جيرمان يستطيع أن يصبح أول فريق في تاريخ الدوري الفرنسي يحصد 100 نقطة في موسم واحد.
وارتأى مدرب سان جيرمان الألماني توماس توخيل اراحة النجم البرازيلي نيمار بعد أن لمح إلى ذلك خلال المؤتمر الصحافي الجمعة، عندما قال إن نيمار «متعب جداً جداً» بعد خوضه مباراتين على مدى 4 أيام، لكنه كشف بعد المباراة أن البرازيلي «يشعر بألم في ركبته وكان الأهم بالنسبة إلينا ألا يصاب».
وكان سان جيرمان خسر أمام غانغان على ملعب بارك دي برانس الأربعاء، في كأس الرابطة، ليفشل في سعيه في إحراز هذا اللقب للعام السادس توالياً.
لكن فريق العاصمة عاد إلى سكة الانتصارات ضد أميان وانتظر 57 دقيقة لكي يفتتح التسجيل عندما احتسب له الحكم ركلة جزاء إثر لمسة يد من أليكسيس بلين انبرى لها مهاجمه الأوروغوياني ادينسون كافاني مفتتحاً التسجيل رافعاً رصيده إلى 14 هدفاً في مختلف المسابقات. وازدادت مهمة أميان صعوبة بعد طرد مدافعه البينيني خالد أدنون في الدقيقة 66 إثر إعاقته كيليان مبابي ليكمل فريقه المباراة بـ10 لاعبين وتتلقى شباكه هدفين آخرين عن طريق مبابي في الدقيقة 70، رافعاً رصيده إلى 14 هدفاً هذا الموسم في الدوري المحلي، منفرداً بصدارة ترتيب الهدافين بفارق هدف واحد عن مهاجم ليل نيكولا بيبي، واختتم البرازيلي ماركوس كوريا بالثالث في الدقيقة 79. وسيتوجه فريق العاصمة الفرنسية إلى الدوحة لإقامة معسكر تدريبي له لبضعة أيام.
واعترف دراكسلر بصعوبة اللقاء ضد أميان بقوله: «لقد أغلقوا جميع المساحات، لكن كثيراً من الفرق في الدوري الفرنسي تلعب بهذه الطريقة ويتعين علينا إيجاد الحلول دائماً».
في المقابل، أعرب توخيل عن رضاه لرد فعل فريقه بعد الخروج أمام غانغان، وقال: «قدمنا عرضاً جيداً، واستحوذنا على الكرة بنسبة كبيرة، لكن ربما افتقدنا القتالية في الشوط الأول لكي نفتح ثغرات في دفاع الخصم».
يذكر أن قرعة الدور الثاني من دوري أبطال أوروبا أوقعت سان جيرمان في مواجهة مانشستر يونايتد الإنجليزي، حيث يلتقيان ذهاباً على ملعب أولد ترافورد في 12 فبراير (شباط)، قبل أن يستضيف الفريق الباريسي مباراة الإياب في 6 مارس.
وبعد تحقيقه المفاجأة على حساب سان جيرمان في كأس الرابطة، سقط غانغان على أرضه أمام سانت اتيان بهدف سجله الدولي التونسي وهبي الخزري في الدقيقة 6 رافعاً رصيده إلى 10 أهداف هذا الموسم.
ورفع سانت اتيان رصيده إلى 33 نقطة متساوياً مع جاره ليون الذي سقط في فخ التعادل على أرضه مع رينس 1 - 1 الجمعة، وذلك قبل لقاء الديربي بينهما على ملعب جوفري غيشار الأسبوع المقبل.
كذلك سقط بوردو خارج ملعبه أمام نيس بهدف أيضاً سجله آلان سانت ماكسيم في الدقيقة 16 من ركلة جزاء. والفوز هو الأول لنيس منذ 25 نوفمبر (تشرين الثاني) فصعد إلى المركز السادس.



عراقي فقد بصره يحقّق حلمه بتأسيس أول فريق كرة قدم للمكفوفين (صور)

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
TT

عراقي فقد بصره يحقّق حلمه بتأسيس أول فريق كرة قدم للمكفوفين (صور)

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
أعضاء الفريق (أ.ف.ب)

قبل 16 عاماً، فقد عثمان الكناني بصره فألمّ به خوف من فقدان صلته بكرة القدم التي يهواها منذ صغره. لكن إصراره على عدم الاستسلام دفعه إلى توظيف شغفه في تأسيس أوّل فريق للمكفوفين في العراق وإدارة شؤونه.

ويقول الرجل الذي يبلغ حالياً 51 عاماً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «عندما فقدت بصري، عشت سنة قاسية، نسيت فيها حتى كيفية المشي، وأصبحت أعتمد في كل شيء على السمع».

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)

في عام 2008، فقد المدير السابق لمكتبة لبيع الكتب واللوازم المدرسية، البصر نتيجة استعمال خاطئ للأدوية لعلاج حساسية موسمية في العين، ما أدّى إلى إصابته بمرض الغلوكوما (تلف في أنسجة العصب البصري).

ويضيف: «ما زاد من المصاعب كان ابتعادي عن كرة القدم». ودام بُعده عن رياضته المفضّلة 8 أعوام.

شكّل الكناني فريقاً لكرة الهدف حيث يستخدم اللاعبون المكفوفون أيديهم لإرسال الكرة إلى الهدف (أ.ف.ب)

لكن بدعم «مؤسسة السراج الإنسانية» التي شارك في تأسيسها لرعاية المكفوفين في مدينته كربلاء (وسط) في 2016، شكّل الكناني فريقاً لكرة الهدف، حيث يستخدم اللاعبون المكفوفون أيديهم لإرسال الكرة إلى الهدف.

وظلّ يلعب مع هذا الفريق حتى شكّل في عام 2018 فريقاً لكرة القدم للمكفوفين وتفرّغ لإدارة شؤونه.

ويتابع: «أصبحت كرة القدم كل حياتي».

واعتمد خصوصاً على ابنته البكر لتأمين المراسلات الخارجية حتى تَواصلَ مع مؤسسة «آي بي إف فاونديشن (IBF Foundation)» المعنيّة بكرة القدم للمكفوفين حول العالم.

يتّخذ الفريق من ملعب مخصّص للعبة خماسي كرة القدم في بغداد مكاناً لتدريباته 3 مرات أسبوعياً (أ.ف.ب)

وكانت «الفرحة لا توصف» حين منحته المؤسسة في عام 2022 دعماً ومعدات من أقنعة تعتيم للعيون وكُرات خاصة.

ويوضح: «هكذا انطلق الحلم الرائع».

ويؤكّد أن تأسيس الفريق أتاح له «إعادة الاندماج مع الأصدقاء والحياة»، قائلاً: «بعد أن انعزلت، خرجت فجأة من بين الركام».

4 مكفوفين... وحارس مبصر

وانطلق الفريق بشكل رسمي مطلع العام الحالي بعدما تأسّس الاتحاد العراقي لكرة القدم للمكفوفين في نهاية 2023، وتشكّل من 20 لاعباً من محافظات كربلاء وديالى، وبغداد.

ويستعد اليوم لأوّل مشاركة خارجية له، وذلك في بطولة ودية في المغرب مقرّرة في نهاية يونيو (حزيران).

ويتّخذ الفريق من ملعب مخصّص للعبة خماسي كرة القدم في بغداد، مكاناً لتدريباته 3 مرات أسبوعياً. ومن بين اللاعبين 10 يأتون من خارج العاصمة للمشاركة في التمارين.

يصيح اللاعبون بكلمة «فوي» («أنا أذهب» بالإسبانية) بغية تحديد أماكن وجودهم في الملعب (أ.ف.ب)

ومدّة الشوط الواحد 20 دقيقة، وعدد اللاعبين في المباراة 5، منهم 4 مكفوفون بالكامل بينما الحارس مبصر.

وخلال تمارين الإحماء، يركض اللاعبون في مجموعات من 4 ممسكين بأذرع بعضهم مع أقنعة على أعينهم.

وتتضمّن قواعد لعبة كرة القدم للمكفوفين كرات خاصة، ينبثق منها صوت جرس يتحسّس اللاعب عبره مكان الكرة للحاق بها.

ويقوم كلّ من المدرّب والحارس بتوجيه اللاعبين بصوت عالٍ.

يبلغ طول الملعب 40 متراً وعرضه 20 متراً (أ.ف.ب)

بعد ذلك، يأتي دور ما يُعرف بالمرشد أو الموجّه الذي يقف خلف مرمى الخصم، ماسكاً بجسم معدني يضرب به أطراف المرمى، لجلب انتباه اللاعب وتوجيهه حسب اتجاه الكرة.

ويصيح اللاعبون بكلمة «فوي» («أنا أذهب» بالإسبانية) بغية تحديد أماكن وجودهم في الملعب لئلّا يصطدموا ببعضهم.

وحين يمرّ بائع المرطبات في الشارع المحاذي للملعب مع مكبرات للصوت، تتوقف اللعبة لبضع دقائق لاستحالة التواصل سمعياً لمواصلة المباراة.

تمارين الإحماء لأعضاء الفريق (أ.ف.ب)

وبحسب قواعد ومعايير اللعبة، يبلغ طول الملعب 40 متراً وعرضه 20 متراً، بينما يبلغ ارتفاع المرمى 2.14 متر، وعرضه 3.66 متر (مقابل ارتفاع 2.44 متر، وعرض 7.32 متر في كرة القدم العادية).

لا تردّد... ولا خوف

وخصّصت اللجنة البارالمبية العراقية لألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة راتباً شهرياً للاعب قدره ما يعادل 230 دولاراً، وللمدرب ما يعادل تقريباً 380 دولاراً.

لكن منذ تأسيس الفريق، لم تصل التخصيصات المالية بعد، إذ لا تزال موازنة العام الحالي قيد الدراسة في مجلس النواب العراقي.

ويشيد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم للمكفوفين طارق الملا (60 عاماً) بالتزام اللاعبين بالحضور إلى التدريبات «على الرغم من الضائقة المالية التي يواجهونها».

اللاعبون يملكون روح الإصرار والتحدي (أ.ف.ب)

ويوضح: «البعض ليست لديه موارد مالية، لكن مع ذلك سيتحمّلون تكاليف تذاكر السفر والإقامة» في المغرب.

ويضيف: «أرى أن اللاعبين لديهم إمكانات خارقة لأنهم يعملون على مراوغة الكرة وتحقيق توافق عضلي عصبي، ويعتمدون على الصوت».

ويأمل الملّا في أن «تشهد اللعبة انتشاراً في بقية مدن البلاد في إطار التشجيع على ممارستها وتأسيس فرق جديدة أخرى».

ودخل الفريق معسكراً تدريبياً في إيران لمدة 10 أيام، إذ إن «المعسكر الداخلي في بغداد غير كافٍ، والفريق يحتاج إلى تهيئة أفضل» للبطولة في المغرب.

وعلى الرغم من صعوبة مهمته، يُظهر المدرّب علي عباس (46 عاماً) المتخصّص بكرة القدم الخماسية قدراً كبيراً من التفاؤل.

خلال تمارين الإحماء يركض اللاعبون في مجموعات من 4 ممسكين بأذرع بعضهم مع أقنعة على أعينهم (أ.ف.ب)

ويقول: «اللاعبون يملكون روح الإصرار والتحدي، وهذا ما يشجعني أيضاً».

ويشير عباس، الذي يكرس سيارته الخاصة لنقل لاعبين معه من كربلاء إلى بغداد، إلى أن أبرز صعوبات تدريب فريق مثل هذا تتمثل في «جعل اللاعبين متمرّسين بالمهارات الأساسية للعبة لأنها صعبة».

وخلال استراحة قصيرة بعد حصّة تدريبية شاقّة وسط أجواء حارّة، يعرب قائد الفريق حيدر البصير (36 عاماً) عن حماسه للمشاركة الخارجية المقبلة.

ويقول: «لطالما حظيت بمساندة أسرتي وزوجتي لتجاوز الصعوبات» أبرزها «حفظ الطريق للوصول من البيت إلى الملعب، وعدم توفر وسيلة نقل للاعبين، والمخاوف من التعرض لإصابات».

ويطالب البصير الذي يحمل شهادة في علم الاجتماع، المؤسّسات الرياضية العراقية الحكومية «بتأمين سيارات تنقل الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى أماكن التدريب للتخفيف من متاعبهم».

ويضيف: «لم تقف الصعوبات التي نمرّ بها حائلاً أمامنا، ولا مكان هنا للتردد، ولا للخوف».