الادعاء البلجيكي: نموش زار المتحف اليهودي في بروكسل قبل تنفيذ الهجوم بيوم

الاجراءات الامنية المشددة المفروضة على مقر مجمع المحاكم في بروكسل حيث تجرى جلسات محاكمة نموش (تصوير: عبدالله مصطفى )
الاجراءات الامنية المشددة المفروضة على مقر مجمع المحاكم في بروكسل حيث تجرى جلسات محاكمة نموش (تصوير: عبدالله مصطفى )
TT

الادعاء البلجيكي: نموش زار المتحف اليهودي في بروكسل قبل تنفيذ الهجوم بيوم

الاجراءات الامنية المشددة المفروضة على مقر مجمع المحاكم في بروكسل حيث تجرى جلسات محاكمة نموش (تصوير: عبدالله مصطفى )
الاجراءات الامنية المشددة المفروضة على مقر مجمع المحاكم في بروكسل حيث تجرى جلسات محاكمة نموش (تصوير: عبدالله مصطفى )

قام مهدي نموش، المتهم الرئيسي في حادث الاعتداء على المتحف اليهودي في بروكسل، بزيارة المتحف في اليوم السابق لتنفيذ الهجوم، في 24 مايو (أيار) 2014، وقد أظهرت كاميرات المراقبة زيارة نموش للمتحف، بحسب ما جاء في مذكرة الاتهام التي تلاها الادعاء العام على مدى يومي الخميس والجمعة، في جلسات الاستماع بهذه القضية التي يُحاكم فيها نموش وشخص آخر يُدعى نصير بندرار.
وحسبما جاء في مذكرة الاتهام، يوم الجمعة، فقد أشارت كاميرات المراقبة إلى أن نموش زار المتحف في الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر في اليوم الذي سبق الهجوم، وهو يوم 23 مايو، وكان ناصر يرتدي بدلة داكنة اللون وقميصا فاتح اللون ورابطة عنق بألوان فاتحه وغامقة، وقد تحدّث نموش لوقت قصير مع أحد الموظفين في المتحف، وهو ألكسندر، الذي لقي حتفه في اليوم التالي أثناء الهجوم.
وأظهرت الكاميرا أن نموش غادر مباشرة بعد التحدث لفترة قصيرة مع الموظف في المتحف، وجاء في مذكرة الاتهام أنه بعد إجراء الفحص والتحليل للصور التي التقطتها كاميرات المراقبة قبل الحادث بيوم، وأيضاً يوم الحادث، وأيضاً ملابسات وظروف أخرى، ظهر أن الشخص الذي زار المتحف قبل الهجوم بيوم واحد، هو نفسه الشخص الذي نفّذ الهجوم. كما أن الملابس التي كان يرتديها الشخص الذي زار المتحف قبل الهجوم بيوم، هي الملابس ذاتها التي كان يرتديها مهدي نموش وقت اعتقاله في مرسيليا، في طريق عودته من بروكسل، وعُثِر بحوزته على السلاح المستخدم في الهجوم، كما كان يرتدي أيضاً الحذاء نفسه الذي استخدمه منفذ الهجوم».
كما أشار تقرير تحليلي لإحدى الجهات المتخصصة، إلى أن الصور التي التقطت لمنفذ الحادث تتشابه مع صور مهدى نموش، وتتشابه أيضاً معه الشخص الذي زار المتحف قبل الهجوم بيوم، ومع صور الشخص الذي اعتُقِل في مرسيليا الفرنسية». هذا ومن المقرر أن تنطلق جلسات الاستماع للمتهمين في القضية، مهدى نموش ونصير بندرار، أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس المقبلة، وستكون فرصة للمتهم الرئيسي للتحدث لأول مرة، بعد أن التزم الصمت خلال السنوات الماضية أثناء التحقيق معه.
ويواجه المتهمان؛ مهدي نموش (33 عاماً) وناصر بندرار (30 عاماً) عقوبة السجن المؤبد بحسب تقارير إعلامية. وهزّ الاعتداء المجتمع الدولي قبل أربعة أعوام ونصف العام. وإذ أيدت محكمة الجنايات فرضية الادعاء، فإن عملية الاغتيال هذه تُعدّ أول هجوم يُرتكب في أوروبا من قبل مقاتل متطرف عائد من سوريا، قبل ثمانية عشر شهراً من الاعتداء الدموي الذي وقع في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، الذي أوقع 130 قتيلاً في باريس.
ووفقاً لتقارير إعلامية، ينفي نموش، وهو منحرف ولديه سوابق عدة وأصبح متشدداً في السجن، التهم المنسوبة إليه. وأكد محاميه سيباستيان كورتوي الاثنين لصحيفة «لا درنير أور» (الساعة الأخيرة): «أعتقد أن الدولة مذنبة بسبب إيداع بريءٍ السجنَ»، مشيراً إلى نصب «فخ» لموكله. وكان الادعاء العام بدأ قراءة مذكرة الاتهام في الجلسة الأولى التي انعقدت الخميس الماضي حيث جرت قراءة 80 ورقة فقط من بين 195 ورقة تتضمنها مذكرة الاتهام، وقد تعطل الادعاء في قراءة المذكرة صباح الخميس، بعد مشكلات صاحبت انطلاق الجلسة تسبب فيها الدفاع بحسب الإعلام البلجيكي الذي أشار إلى أن الدفاع دفع بوجود أخطاء في الإجراءات، ولكنَّ الجلسة استأنفت بعد ظهر الخميس. وبدأ الادعاء العام بشرح ما جاء في التحقيق بأكمله، بالإضافة إلى دور كل من نموش والشخص الذي قدم له المساعدة، وأيضاً أقوال وتحليلات الخبراء وأساتذة القانون.
وتضمنت جلسة الخميس قراءة الادعاء العام لمذكرة الاتهام مجموعة من الأرقام والبيانات، ومنها أن عملية الاعتداء استغرقت 82 ثانية، وأن عملية إطلاق النار عرفت إطلاق 13 رصاصة في 53 ثانية وجرى استعمال سلاحين مختلفين.
ولم يشاهد أحد الشخص الذي أطلق الرصاص وهو يدخل المتحف، ولكن شاهدوه وهو يخرج من المتحف، ووصفه بعض الشهود بأنه كان هادئاً للغاية، وقال البعض الآخر إنه تصرف في إطلاق الرصاص تصرفات جندي محترف. وانقسم الشهود ما بين رؤية المشتبه به وهو يرتدي نظارة شمسية، فهناك من قال إنه شاهد ذلك، والبعض الآخر قال إنه لم يلاحظ ذلك. كما جاء في المذكرة أيضاً أن اعترافات نموش الأولية أمام رجال لشرطة في مارسيليا عقب وصوله إليها في الحافلة المقبلة من بروكسل تضمنت اعترافاً بأن الكيس البلاستيك والحقيبة السوداء في الحافلة هما له، وكان فيهما سلاح وأشياء أخرى قال نموش إنه سرقه من سيارة بغرض بيعه للحصول على المال، وبعدها التزم الصمت في التحقيق معه أمام المحققين في فرنسا قبل تسليمه إلى بلجيكا.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.