«أدلة جديدة» للشرطة الإسرائيلية في اتهامات الفساد ضد نتنياهو

TT

«أدلة جديدة» للشرطة الإسرائيلية في اتهامات الفساد ضد نتنياهو

كشفت مصادر مقربة من التحقيقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الشرطة حصلت على مزيد من المعلومات، التي تعزز الشبهات، وتزيد من احتمالات إدانة نتنياهو في اثنين من ملفات الفساد الثلاثة؛ وهما الملفان رقم 2000 و4000.
ففي الملف 4000، الذي يتهم فيه نتنياهو بإعطاء تسهيلات لصديقه ألولوبتش، صاحب شركتي «بيزك» و«واللا»، مقابل تحسين صورته في موقع «واللا»، حصلت الشرطة على معلومات تناقض ادعاءات نتنياهو، وتبين أنه كذب في التحقيق، حيث قال إن مسؤولي وزارة الاتصالات لم يعارضوا دمج شركتي «بيزك» و«واللا». لكن عدة مسؤولين في وزارة الاتصالات، بينهم غلعاد إردان، وزير الاتصال الأسبق (وزير الأمن الداخلي الحالي)، ومدير عام الوزارة المقال آفي بيرغر، وكل المسؤولين التقنيين في الوزارة الذين قدّموا إفاداتهم للشرطة في إطار التحقيقات، أكدوا أنهم عارضوا دمج الشركتين، واعتبروه «عملاً غير صحيح وغير صحي».
وأكدت مصادر مطّلعة على تفاصيل الإفادات أنّ كل المسؤولين ذوي الصلّة في الوزارة قدّموا رواية واحدة، مفادها أنهم لم يصادقوا على الصفقة دون فرض شروط على شركة «بيزك» للاتصالات. وقال المسؤولون في شهاداتهم إنّ التغيير في موقف الوزارة بدأ فقط بعد تعيين نتنياهو أحد المقرّبين منه، يدعى شلما فيلبر مديراً عاماً للوزارة، الذي تلقّى توجيهات مباشرة منه، وكانت بينهما اتصالات مباشرة وغير مباشرة حول دمج الشركتين، وفق الإفادات.
وبحسب مصادر مطّلعة على التحقيقات، فإن المستند الذي قدّمه نتنياهو للمحققين خلال إحدى جلسات التحقيق معه، والموقّع من قبل دانا نيوفيلد، المستشارة القضائيّة لوزارة الاتصالات، لا يتعلّق بالقضيّة. وبناءً على الشهادات، فقد توصّلت الشرطة إلى الاستنتاج بأنه لا يمكن تفسير تغيير موقف الوزارة إلى النقيض من موقفها الأول بوجود توجيهات من نتنياهو.
وأسفرت صفقة الدمج المشار إليها عن شراء شركة «بيزك»، التي يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي شاؤول ألوفيتش، لشركة «يس»، التي يملكها ألوفيتش نفسه، بالإضافة إلى قيام فيلبر برفض مشروعين إصلاحيين في الوزارة لمنع احتكار سوقي الهواتف الأرضيّة والبنى التحتية للإنترنت، التي تستحوذ عليهما «بيزك»، ما يعني أن نتنياهو حقّق لألوفيتش أرباحاً تقدّر بمليار شيقل (310 ملايين دولار)، مقابل تغطية داعمة لنتنياهو وزوجته في موقع «واللا».
أمّا في الملف 2000، الذي يتهم فيه نتنياهو بمحاولة عقد صفقة لتحسين صورته في الإعلام، فقد كشفت المصادر أن الشرطة الإسرائيليّة رغبت في إلقاء القبض على مالك صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أرنون موزيس، في بداية التحقيقات. إلا أنّ المستشار القضائي للحكومة الإسرائيليّة أفيحاي مندلبليت، حال دون ذلك، بهدف منع كشف التحقيقات، وهو ما يعني الإضرار فيها.
وتشتبه الشرطة الإسرائيليّة بأن نتنياهو تعهد لموزيس بتشريع قانون يحد من انتشار صحيفة «يسرائيل هيوم» المنافسة لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، التي تعهد مالكها موزيس لنتنياهو بإجراء تغييرات جوهرية في التغطية الصحافية لرئيس الحكومة، وإيقاف نهج النقد الدائم والمعادي، وتحويله لتغطية داعمة، التي من شأنها أن تضمن بقاء نتنياهو في منصبه لأطول وقت ممكن.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.