«فراغات الحوثيين» إخلال باتفاقية «الأسرى»... و5 مراحل للتنفيذ

رئيس الفريق الحكومي لـ «الشرق الأوسط»: الأردن يستضيف الأربعاء اجتماعات «اللجنة»

TT

«فراغات الحوثيين» إخلال باتفاقية «الأسرى»... و5 مراحل للتنفيذ

يحزم فريق الحكومة اليمنية المشارك في لجنة الإفراج عن الأسرى والمعتقلين أمتعته استعدادا للسفر إلى الأردن، حيث ينتظرهم يوم الأربعاء المقبل، اجتماع هام للدفع بعجلة الاتفاقية التي نجمت عن مشاورات السويد الشهر الماضي.
ويعتقد مسؤولون تحدثت معهم «الشرق الأوسط» أن «فراغات الحوثيين» التي تركت عند تقديمهم ملاحظات على آلاف المعتقلين الواردة أسماؤهم في قائمة الحكومة اليمنية تعد إخلالا بالاتفاقية.
وتوقفت مراحل اتفاقية الأسرى والمعتقلين عند مناورة حوثية حول 232 اسما رفض التعليق على حالتهم، في الوقت الذي تمر فيه الاتفاقية بخمس مراحل متسلسلة، تبدأ بتبادل القوائم، ثم إفادات حول القوائم، فالملاحظات على الإفادات، ويليها الرد على الملاحظات، وأخيرا الترتيبات اللوجيستية لإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين.
وشدد هادي هيج رئيس فريق الحكومة اليمنية في اللجنة على أن «الملف متوقف عند المرحلة الثالثة»، واعتبر امتناع الحوثيين عن تزويد الحكومة اليمنية بملاحظات حول 232 اسما من ضمنهم المشمولون بالقرار الأممي 2216 محمد قحطان وفيصل رجب يعد إخلالا بالاتفاقية.
ويعتقد حمزة الكمالي وكيل وزارة الشباب والرياضة اليمني أن ملف الأسرى «لو تم التعامل معه بشفافية ووضوح فسيتقدم». ويقول: «أما المراوغة الحوثية وإخفاء مصائر البعض والتهديد ضد محمد قحطان وغيرها من المناورات فغير مقبولة، أو أنها تشي بأن الحوثي لا يريد كشف وجود من مات تحت التعذيب في السجون».
وواجه الفريق الحكومي صعوبات مع الحوثيين في مسألة القوائم لكنه أبدى مرونة في ذلك. يقول هادي هيج في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن الحوثيين قسموا القوائم التي قدمتها الحكومة إلى مجموعات، إحداها قالوا إنهم ليسوا معتقلين رغم أننا نملك أدلة على أنهم معتقلون، ومعروف كل شخص في أي سجن يحتجزهم الحوثي وهم بالمئات، لكننا تجاوزنا ذلك. وقسم آخر قالوا إنه جرى إطلاق سراحهم، وعندنا تأكيد أن مئات موجودون ما زالوا قيد الاعتقال، ولكننا تجاوزنا ذلك أيضا.
يكمل هيج بأن الميليشيات المدعومة من إيران «قالت عن مجموعة ثالثة إنهم وهميون أو أن أسماءهم غير مكتملة، ومع ذلك قلنا ربما التبس عليهم الأمر، وتجاوزنا ذلك أيضا».
هنا بدأ صوت هيج يعلو، فقال: «المجموعة الرابعة لم يعلقوا أبدا على وضعهم، لا سلبا ولا إيجابا، ومن دون أي ملاحظة عنهم... هذا مخل بالاتفاقية، سيما وأن من هؤلاء الذين لم يعلق على وضعهم الحوثيون في القوائم المشمولين بالقرار الأممي 2216. وهما فيصل رجب ومحمد قحطان».
وأضاف هيج أن الفريق الحكومي اعترض على هذا. «هذا استهتار بالناس، رفعنا على إثره مذكرة احتجاج لمندوب الأمم المتحدة وقلنا إننا سنتوقف عن تسليمهم الملاحظات على القوائم حتى تعبأ هذه الفراغات لعدد 232 اسما».
وأوضح رئيس الفريق الحكومي في اللجنة أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي «وجه بأن أي أمر يتعلق بالأسرى يجب أن يتم التعامل معه بتفاعل، وقال لنا إذا وجد أي خلل فاعتبروه في صالح الأسرى ليس خللا».
من ناحيته، يقول وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية ماجد فضايل لـ«الشرق الأوسط»: «إن الأمم المتحدة تضغط على الجانب الرسمي لكن الميليشيات لا تتم ممارسة أي ضغوطات عليها بنفس الشكل»، مشددا على ضرورة التفاعل الحوثي مع ملف الأسرى حتى يتم إنجاحه.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.