متاحف مصرية تبحث عن جمهور جديد عبر «السوشيال ميديا»

يتجه بعض مديري المتاحف المصرية في الفترة الحالية إلى استغلال منصات التواصل الاجتماعي الكبيرة، للترويج للقطع الأثرية والمقتنيات المختلفة بقاعات العرض الموجودة فيها. وتحولت الصفحات الرسمية للمتاحف إلى وسيلة جذب جديدة، بعدما حظيت بإقبال كبير من الجمهور خاصة فئة الشباب التي تبحث خلالها عن معلومات تخص القطع الأثرية المختلفة.
ويقوم فريق متخصص بإعداد منظومة متكاملة للترويج لمقتنيات المتحف المصري الكبير عبر «السوشيال ميديا» سيتم إطلاقها فور الإعلان عن موعد افتتاح المتحف.
في السنوات الأخيرة ارتبط تدشين صفحات المتاحف على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) بالسعي للترويج للفعاليات والمعارض المختلفة ونشر الأخبار المتعلقة بالمقتنيات الجديدة، غير أنه سرعان ما تحول إلى وسيلة تفاعل جماهيرية واسعة التأثير، خاصة مع انطلاق العديد من المبادرات التي تعتمد على مشاركة الجمهور، منها مبادرة «تحفة الشهر»، التي تنفذها معظم المتاحف المصرية، حيث يقترح كل متحف 4 قطع من بين مقتنياته، بينما يقوم المتفاعلون على صفحته بالتصويت لاختيار القطعة التي سيتم عرضها طوال الشهر.
وقال الدكتور ممدوح عثمان، مدير متحف الفن الإسلامي لـ«الشرق الأوسط»: «إن التأثير الواسع لاستخدام صفحات التواصل الاجتماعي في الترويج للقطع الأثرية ومقتنيات المتاحف لا يتوقف عند التأثير الداخلي، بل امتد إلى خارج مصر أيضا، إذ أن معظم المتاحف العالمية تتابع صفحتنا على موقع (فيسبوك) وقد تلقينا دعوات ومبادرات من متاحف عديدة منها اللوفر الفرنسي استندوا فيها إلى معلومات أو منشورات تضمنتها صفحتنا، كما نتلقى أيضا من هذه المتاحف أسئلة واستفسارات عن بعض القطع التي نشرنا معلومات عنها على الصفحة، إضافة إلى التفاعل والمشاركات التي يقوم بها جمهور من دول أخرى».
وأضاف عثمان: «التفاعل الواسع من جانب جمهور السوشيال ميديا مع مبادرة (تحفة الشهر) دفعنا إلى إطلاق العديد من المبادرات على صفحتنا، بينها مبادرة (أصل وفصل)، والتي نقوم فيها بالربط بين القطعة التي نعرض للجمهور معلومات عنها بالمزيد من المعلومات عن المكان الأثري الذي تعود إليه التحفة وتاريخه كي نقدم للجمهور خاصة الشباب كافة المعلومات عن المقتنيات والقطع التي يضمها المتحف».
ويرى عثمان أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لمقتنيات المتاحف يحقق رواجا كبيرا ويلقى اهتماما ملحوظا من جانب الجمهور، لأن معظم الناس يذهبون إلى المتاحف دون أن يكون لديهم أي فكرة عن المقتنيات، وهو أمر بدأ في التغير، حيث يسعى كثيرون إلى الحصول على أكبر قدر من المعلومات قبل زيارة المتحف، بل إنهم يتوجهون في بعض الأحيان لرؤية قطع بعينها شاهدوها على صفحتنا».
وبالتزامن مع الأعمال الهندسية التي تجري في المتحف المصري الكبير المتوقع افتتاحه عام 2020. يقوم فريق متخصص بإعداد منظومة متكاملة لاستخدام «السوشيال ميديا» في الترويج لمقتنيات المتحف وقطعه النادرة التي تم نقل العديد منها إلى مقر المتحف.
وقال الدكتور طارق توفيق، المشرف العام على المتحف المصري الكبير لـ«الشرق الأوسط» إن فريقا متخصصا يعكف في الوقت الراهن على تصميم وإعداد منظومة متكاملة لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في تعريف الجمهور بالمتحف ومقتنياته، وتصميم صفحة للمتحف على موقع (فيسبوك) ستتضمن رؤية جديدة في الترويج الإلكتروني للقطع الأثرية، إضافة إلى تصميم موقع إلكتروني خاص بالمتحف، ويقوم باحثون متخصصون بإعداد المادة العلمية التي سيتم نشرها، والتي تتضمن تصنيف القطع وفهرستها ومراجعة المعلومات التاريخية الخاصة بها، ويتوقع أن يتم إطلاق المنظومة الإلكترونية فور الإعلان عن موعد محدد لافتتاح المتحف.