تفجير في سوق شعبية غرب العراق

سيارة مفخخة أوقعت قتلى وجرحى في بلدة القائم الحدودية

محتجون ضد البطالة وسوء الخدمات يتظاهرون أمام مبنى محافظة البصرة أمس (أ.ب)
محتجون ضد البطالة وسوء الخدمات يتظاهرون أمام مبنى محافظة البصرة أمس (أ.ب)
TT

تفجير في سوق شعبية غرب العراق

محتجون ضد البطالة وسوء الخدمات يتظاهرون أمام مبنى محافظة البصرة أمس (أ.ب)
محتجون ضد البطالة وسوء الخدمات يتظاهرون أمام مبنى محافظة البصرة أمس (أ.ب)

أدى انفجار سيارة مفخخة في سوق شعبي بمدينة القائم الحدودية مع سوريا غربي العراق إلى مقتل 3 مدنيين وجرح أكثر من 20 بعد فترة هدوء نسبي شهدتها تلك المناطق عقب هزيمة تنظيم داعش عسكرياً أواخر عام 2017.
وقال كريم هلال الكربولي، عضو مجلس محافظة الأنبار عن قضاء القائم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: إن «السيارة التي انفجرت في سوق القائم الشعبية الرئيسية كانت على ما يبدو معدة للتفجير خلال الاحتفالات التي شهدها القضاء بمناسبة عيد الشرطة الأربعاء الماضي، لكن طبيعة الإجراءات الأمنية المحكمة حالت دون انفجارها لإفساد الفرحة بهذا العيد؛ مما جعلهم يفجرونها على هدف سهل وهو سوق شعبية عامة، حيث كانت السيارة مركونة على الطريق العامة».
ورداً على سؤال عما إذا كان هذا التفجير يحمل بصمة تنظيم داعش، يقول عضو مجلس المحافظة: إن «خلايا (داعش) النائمة لا تزال موجودة هنا وهناك، حيث إن القائم، فضلاً عن كونها مدينة حدودية مع سوريا والدواعش لا يزالون موجودين في الجانب السوري، فإنهم يمكن أن يتحركوا في غفلة من بعض الإجراءات الأمنية التي تشهد تراخياً، فإنها محاطة بالصحراء من كل جوانبها؛ الأمر الذي يجعل إمكانية التسلل هي الأخرى ممكنة». وأوضح الكربولي، أن «هناك خللاً في الجانب الاستخباري، وهو ما يستوجب أخذه بعين الاعتبار، علماً بأنه لا يمكن دخول قضاء القائم الا بعد تدقيق أمني».
من جانبه، أكد محمد الكربولي، عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي لـ«الشرق الأوسط»، أن «عودة التفجيرات الإرهابية إلى المناطق المحررة مؤشر خطير ويتوجب الحذر منه واتخاذ كل الإجراءات الممكنة للتعامل معه». وأضاف الكربولي: إنه «بعد تحقيق الانتصار على تنظيم داعش وما ترتب عليه من سقوط ضحايا بعشرات الآلاف، فضلاً عن تدمير المدن والمحافظات كانت الأنظار اتجهت نحو إعادة الإعمار وما يتطلبه ذلك من استثمارات وتوفير بيئة آمنة بيد أن حصول عمليات تفجير يعني أن تلك المناطق تحتاج إلى تعزيز أمني واستخباري فضلا عن تأهيل أفراد الشرطة المحلية في تلك المحافظات، ولا سيما على صعيد مسك الأرض وكيفية التعامل مع أبناء المجتمع المحلي». وأوضح الكربولي، أن «ما حصل في القائم ليس منفصلاً عما سبقه من عمليات تفجير سواء تلك التي حصلت في الموصل أو كركوك أو تكريت والآن في الأنبار».
وكان رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، عدّ من جانبه ما حصل من تفجير في القائم مؤشراً خطيراً ينبغي الحذر منه. وقال الحلبوسي في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: إن «من الضروري اتخاذ خطوات حقيقية وعاجلة لإيقاف الخروق المتكررة في المحافظات المحررة، من خلال مضاعفة الجهد الاستخباري، وزيادة إمكانات القوى الأمنية».
في السياق نفسه، دعا حسن الكعبي، النائب الأول لرئيس البرلمان، في بيان مماثل له «القوات الأمنية في عموم البلاد، وبخاصة المتمركزة داخل المدن المحررة إلى عدم التهاون مطلقاً مع الخلايا الإرهابية النائمة الموجودة، التي تحاول إعادة بث الرعب في نفوس العوائل وزعزعة الاستقرار والفوضى والدمار في المناطق». وشدد على «عدم السماح لعودة مسلسل الاغتيالات والعنف في بغداد والمحافظات». وجدد الكعبي «تأكيده على ضرورة أخذ الحيطة والحذر لعدم تكرار مثل هذه الهجمات مستقبلاً»، لافتاً إلى «أهمية الأخذ بعين الاعتبار معالجة مواطِن الخلل في المنظومة الأمنية بالسرعة الممكنة».



عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
TT

عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

استحوذت حرب غزة والقضية الفلسطينية والأزمات المختلفة في عدد من البلدان العربية على حيز واسع من مجريات اليوم الثالث من أعمال الدورة السنوية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؛ إذ صعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى منبرها للمطالبة بتجميد عضوية إسرائيل في المنظمة الدولية، ووقف تزويدها بالأسلحة، وإرغامها على تنفيذ التزاماتها وقرارات مجلس الأمن.

ودعا الرئيس الفلسطيني، الخميس، المجتمع الدولي إلى وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة؛ لمنع إراقة الدماء في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

وقال عباس من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «أوقفوا هذه الجريمة، أوقفوها الآن، أوقفوا قتل الأطفال والنساء، أوقفوا حرب الإبادة، أوقفوا إرسال السلاح لإسرائيل».

وأضاف: «إسرائيل دمرت القطاع بالكامل تقريباً، ولم يعد صالحاً للحياة». وأوضح أمام الجمعية العامة التي تضم 193 عضواً: «لا يُمكن لهذا الجنون أن يستمر. إن العالم بأسره يتحمل المسؤولية إزاء ما يجري لشعبنا».

وعرض عباس رؤية لإنهاء الحرب في غزة؛ تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية بما في ذلك غزة. وطالب الرئيس الفلسطيني بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك على معبر رفح، بوصفه جزءاً من خطة شاملة.

كما قال عباس إن إسرائيل «غير جديرة» بعضوية الأمم المتحدة، مشدداً على أن الدولة العبرية تحدت قرارات المنظمة الدولية ذات الصلة بالصراع.

وأضاف من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «إسرائيل التي ترفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة غير جديرة بعضوية هذه المنظمة الدولية»، معرباً عن أسفه لأن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد إعطاء دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وتابع: «يؤسفنا أن الإدارة الأميركية عطّلت 3 مرات مشاريع قرارات لمجلس الأمن تطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار باستخدامها الفيتو، وفوق ذلك زوّدتها بالأسلحة الفتّاكة التي قتلت آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، وهو ما شجّع إسرائيل على مواصلة عدوانها». وخلص إلى القول «فلسطين سوف تتحرر».

وأعلنت إسرائيل، الخميس، الحصول على مساعدة عسكرية أميركية بقيمة 8.7 مليار دولار.

كذلك عرض الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رؤية لإنهاء الحرب في غزة، تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك غزة.

وطالب عباس بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك معبر رفح، بصفته جزءاً من خطة شاملة، فالفلسطينيون يرفضون إقامة مناطق عازلة إسرائيلية، مشدداً: «لن نسمح لإسرائيل بأخذ سنتيمتر واحد من غزة».

اليمن ووكلاء إيران

من جهته، تحدّث رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي، أولاً عن الوضع في بلاده، قائلاً: «إن تعافي اليمن ليس مجرد قضية وطنية، بل حاجة إقليمية وعالمية»، لأن «استقراره يعد أمراً حاسماً للحفاظ على السلام وأمن المنطقة، وطرق التجارة في البحرين الأحمر والعربي والممرات المائية المحيطة».

وأضاف: «أن الحكومة اليمنية تظل ملتزمة بنهج السلام الشامل والعادل، لكنه من الضروري في هذه الأثناء تعزيز موقفها لمواجهة أي خيارات أخرى، بالنظر إلى تصعيد الميليشيات الحوثية المتواصل على الصعيدين المحلي والإقليمي، وتهديد الملاحة الدولية، ولمنع تواصل توسع واستدامة هذا التصعيد».

ولفت إلى أن «هجمات الحوثيين المستمرة على حركة التجارة العالمية في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة تظهر أنها تُشكل تهديداً متزايداً ليس فقط للداخل اليمني، ولكن أيضاً لاستقرار المنطقة بأكملها».

وعن الوضع في بقية الشرق الأوسط، قال العليمي: «إن الحرب الإسرائيلية الوحشية على الشعب الفلسطيني يجب أن تتوقف على الفور، لأن ذلك هو مفتاح السلام المنشود، ومدخل لرفع الغطاء عن ذرائع إيران ووكلائها لتأزيم الأوضاع في المنطقة».

وتطرق إلى الوضع في لبنان، قائلاً: «إن السبيل الوحيدة لردع العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان ستكون بموقف حازم من المجتمع الدولي، ووحدة اللبنانيين أنفسهم واستقلال قرارهم وعدم التدخل في شؤون بلدهم الداخلية، واستعادة الدولة اللبنانية لقرار السلم والحرب».

ليبيا نحو الانتخابات

وسبقه إلى المنبر رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، الذي قال إن الليبيين هم الأقدر على تقرير مصيرهم من خلال «الاستفتاءات النزيهة وعقد انتخابات شاملة (...) لإنهاء أي انسداد سياسي»، مؤكداً أن «الحل السياسي الشامل في مساراته المالية والاقتصادية والأمنية، إضافة لمسار المصالحة الوطنية، هو السبيل الوحيدة لتوحيد المؤسسات وضمان الاستقرار وصولاً إلى الانتخابات، وتجديد الشرعية لجميع المؤسسات وتقرير الشعب الليبي لمصيره».

وشدد المنفي على أن ما يرتكبه «الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني واللبناني يُمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية».

وشدد على أن إبعاد «شبح نشوب حرب إقليمية» في المنطقة يكون من خلال معالجة الوضع في غزة، وإيقاف «الانتهاكات والاعتداءات الجسيمة» في فلسطين.