ليبيا: هجوم على الشرطة في الخمس... وإبطال حقيبة متفجرات في طرابلس

المجلس الأعلى للدولة ينفي إخلاء مقره بعد تلقي تهديدات إرهابية

السلطات الليبية تعيد أكثر من 160 مهاجراً إلى النيجر عبر مطار مصراتة أول من أمس (أ.ب)
السلطات الليبية تعيد أكثر من 160 مهاجراً إلى النيجر عبر مطار مصراتة أول من أمس (أ.ب)
TT

ليبيا: هجوم على الشرطة في الخمس... وإبطال حقيبة متفجرات في طرابلس

السلطات الليبية تعيد أكثر من 160 مهاجراً إلى النيجر عبر مطار مصراتة أول من أمس (أ.ب)
السلطات الليبية تعيد أكثر من 160 مهاجراً إلى النيجر عبر مطار مصراتة أول من أمس (أ.ب)

أعلنت السلطات الأمنية في العاصمة الليبية طرابلس، أمس، عن تفكيك حقيبة متفجرة شديدة الانفجار بالمدينة، وقبل ذلك بساعات تعرض مركز شرطة الخمس فجر أمس، إلى هجوم مُسلح من قبل مجهولين، بينما نفى المجلس الأعلى للدولة في ليبيا إخلاء مقره أول من أمس، رغم تأكيدات أمنية بأن مقر المجلس، بالإضافة إلى عدة مقرات رسمية أخرى، تعرضت للإخلاء على خلفية تهديدات بعمل إرهابي محتمل ستقوم به عناصر تنظيم داعش.
وقال جهاز الأمن العام والتمركزات الأمنية، التابع لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، إن عناصره نجحت بتعاون مع وحدة المتفجرات بجهاز الأمن الدبلوماسي في تفكيك حقيبة متفجرة شديدة الانفجار. وأوضح الجهاز في بيان له وزعه مكتبه الإعلامي، أنه بعد وصول بلاغ بوجود جسم غريب موجود في مزرعة مهجورة داخل منطقة غوط الشعال، تحركت وحدات أمنية إلى عين المكان، وتم وضع طوق أمني حفاظاً على سلامة السكان والمواطنين حتى تم تفكيك الحقيبة، مشيرا إلى أنه بدأ جمع المعلومات والتحقيق في الموضوع، وإحالته لجهات الاختصاص. ودعا الجهاز المواطنين إلى سرعة الإبلاغ عن أي أجسام، أو تحركات غريبة لأقرب مركز شرطة.
من جهة أخرى، تعرض مركز شرطة الخمس فجر أمس لهجوم مُسلح من قبل مجهولين، قاموا بإطلاق النار باتجاه نوافذ مقر المركز وأبوابه، قبل أن يلوذوا بالفرار.
وأكدت مصادر أمنية لوكالة الأنباء الموالية لحكومة السراج أن هذا الهجوم المسلح لم يُسفر عن سقوط ضحايا بين أفراد الشرطة الذين كانوا داخله.
بدوره، قال المجلس الأعلى للدولة إنه لا صحة للإشاعات المتداولة حول إخلاء مقره بفندق المهاري في طرابلس بسبب خطر أمني، مؤكدا أن لجانه مارست عملها الطبيعي داخل المقر حيث عقدت اللجنة المكلفة بإعداد تصور للمؤتمر الوطني الجامع اجتماعها بشكل اعتيادي.
وكانت الأجهزة الأمنية في طرابلس قد أعلنت إخلاء مقر مجلس الدولة، الذي يقع داخل أحد الفنادق الموجودة في المدينة بعد ورود «تهديدات أمنية» محتملة. وقال مصدر بوزارة الداخلية بحكومة السراج إن «قوة العمليات الخاصة، المكلفة بمهام حماية عدد من المقرات الحكومية، تلقت تهديدات أمنية باستهداف محتمل لمقر المجلس الأعلى للدولة وسط طرابلس، حيث طلب من كافة موظفي المجلس وأعضائه مغادرة الفندق الموجودين فيه».
ونقلت وكالة «شينخوا» الصينية للأنباء عن المصدر أن «التهديدات وردت بشأن احتمال تعرض المقر لخرق أمني كبير». كما تحدثت قوات العمليات الخاصة بوزارة الداخلية عن إخلاء مجمع حكومي آخر بسبب تهديد أمنير،
وتواجه أجهزة الأمن والشرطة التابعة لوزارة الداخلية ضعفا كبيرا في التسليح والإمكانيات، في ظل فوضى أمنية تمر بها ليبيا منذ إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي العام 2011.
إلى ذلك، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا عن عودة أكثر من 160 مهاجراً إلى النيجر، وذلك في أول عملية تنفذها خلال العام الجديد. وأوضحت المنظمة في بيان مقتضب مساء أول من أمس أن 164 مهاجراً تمت إعادتهم من ليبيا إلى النيجر بأمان عبر المطار الدولي لمدينة مصراتة، التي تبعد 200 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس، مشيرة إلى أن العملية نفذت بدعم الصندوق الائتماني للاتحاد الأوروبي، ضمن برنامج العودة الطوعية، الذي تنفذه بالتعاون مع السلطات الليبية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».