انسحاب {الاستقلال} من الحكومة وتطورات نزاع الصحراء والتوتر مع الجزائر.. أبرز أحداث 2013 في المغرب

وزارة ابن كيران نجحت في اجتياز ما بات يعرف بـ«الخريف العربي»

انسحاب {الاستقلال} من الحكومة وتطورات نزاع الصحراء والتوتر مع الجزائر.. أبرز أحداث 2013 في المغرب
TT

انسحاب {الاستقلال} من الحكومة وتطورات نزاع الصحراء والتوتر مع الجزائر.. أبرز أحداث 2013 في المغرب

انسحاب {الاستقلال} من الحكومة وتطورات نزاع الصحراء والتوتر مع الجزائر.. أبرز أحداث 2013 في المغرب

شكل قرار حزب الاستقلال الانسحاب من حكومة عبد الإله ابن كيران أبرز حدث سياسي عرفه المغرب خلال عام 2013 باعتباره أول أزمة سياسية تعيشها البلاد منذ وصول حزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية إلى رئاسة الحكومة بعد تصدره نتائج الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011. والتي جاءت بعد الحراك الاجتماعي الذي عرفته البلاد في سياق ما سمي «الربيع العربي».
وكان حزب الاستقلال حليفا رئيسيا في الحكومة، يتوفر على 60 مقعدا في مجلس النواب، بيد أنه في 11 مايو (أيار) الماضي اتخذ مجلسه الوطني (برلمان الحزب)، قرارا بالانسحاب من الحكومة بعدما وصلت الخلافات بين حميد شباط الأمين العام للحزب، وعبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة إلى نفق مسدود. وفي التاسع من يوليو (تموز) الماضي، قدم خمس وزراء استقلاليين من أصل ستة استقالاتهم من الحكومة.
وكان الحزب يشغل ست حقائب وزارية هي الاقتصاد والمالية، والتربية الوطنية، والطاقة والمعادن والماء والبيئة، والصناعة التقليدية، والجالية المغربية المقيمة بالخارج، والوزارة المنتدبة في وزارة الخارجية.
وبعد استقالة وزراء حزب الاستقلال لم يكن أمام ابن كيران سوى خيار واحد هو اللجوء إلى حزب التجمع الوطني للأحرار المعارض خصم الأمس، ليبدأ معه مشاورات الانضمام إلى الحكومة في غياب بديل آخر من الأحزاب المعارضة، سواء تلك التي كانت موجودة في المعارضة مثل الأصالة والمعاصرة أو تلك التي انتقلت إليها بعد تراجع نتائجها في الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها مثل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
وشكل تقلص دائرة الخيارات أمام ابن كيران فرصة ثمينة لصلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، لفرض شروطه على ابن كيران، وأبرزها إعادة هيكلة الحكومة، ووضع ميثاق جديد للغالبية، ومراجعة أولويات البرنامج الحكومي، وهو الأمر الذي يفسر المدة الطويلة التي استغرقتها المفاوضات.
ويرى متتبعون أن تحالف حزب العدالة والتنمية مع «التجمع» الذي يتوفر على 54 مقعدا، بعد أن كال لرئيسه اتهامات عدة عندما كان وزيرا للاقتصاد والمالية في الحكومة السابقة، سواء من قبل أحد نواب الحزب الذي اتهمه بتلقي تعويضات غير قانونية، أو من قبل ابن كيران نفسه الذي اتهمه داخل البرلمان بالتلاعب في أرقام الموازنة العامة، قد يؤدي «العدالة والتنمية» ثمنه غاليا من رصيده الانتخابي والسياسي، وقد تكلفه شعبيته التي بنى عليها مجده السياسي والتي ركزت أساسا على محاربة الفساد والاستبداد.
وحمل كثيرون ابن كيران مسؤولية انفراط عقد غالبيته بعد أقل من عام ونصف العام من تشكيلها، لأنه لم يتعامل بجدية مع مطالب شباط الأمين العام الجديد لحزب الاستقلال الذي تسلم قيادة الحزب خلفا لعباس الفاسي، الذي كان قد قاد مفاوضات تشكيل الحكومة مع ابن كيران، ووجه شباط الذي أحدث انتخابه على رأس «الاستقلال» ثورة داخل هذا الحزب اليميني المحافظ، الذي يرى البعض أنه ظل لسنوات طويلة عبارة عن ناد عائلي مغلق، مذكرتين إلى ابن كيران تلخص مطالب حزبه الجديدة، بيد أن ابن كيران تجاهلها كليا، كما يقول الاستقلاليون، وواصل على أثر ذلك شباط حرب التصريحات ضد ابن كيران وحزبه، وانخرط فيها أيضا نواب وأعضاء من الحزبين معا. وانشغل الرأي العام المغربي مدة طويلة بتصريحات الغريمين السياسيين، وهدد شباط حينها أكثر من مرة بالانسحاب من الحكومة. وفي المقابل هناك من رأى أن انتخاب شباط أمينا عاما لحزب الاستقلال في 23 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، كان الهدف منه هو الحد من شعبية ابن كيران والسعي لإفشال تجربته الحكومية.
ولم يكن ابن كيران وحده من استخف بتهديدات شباط بالانسحاب من الحكومة، بل إن معظم التحليلات السياسية حينها كانت تذهب إلى أن «الاستقلال» حزب أنشئ ليكون في الحكومة، ومن المستبعد أن ينفذ تهديده وينتقل إلى المعارضة، بيد أن ذلك ما حدث بالفعل، ولا يعرف إن كان شباط نفسه توقع أن تسوء الأمور بينه وبين ابن كيران إلى درجة أن يجد نفسه في المعارضة بعد 15 عاما متتالية في الحكم، وقبلها شارك في مختلف الحكومات المتعاقبة منذ الستينات والسبعينات والثمانينات.
ورأى كثيرون أن خروج «الاستقلال» من الحكومة كان هدفه إضعاف تجربة «الإسلاميين» الأولى في الحكم بالمغرب، والذي ينظر إليها على أنها تجربة استثنائية في العالم العربي، والتي تزامنت مع تغير الظروف الإقليمية، لا سيما في مصر بعد عزل الرئيس محمد مرسي وتنحية جماعة الإخوان المسلمين من الحكم ومن المشهد السياسي بشكل كامل.
لكن المغرب نجح في اجتياز ما بات يعرف بـ«الخريف العربي»، وبعد مشاورات طويلة انضم حزب التجمع الوطني للأحرار إلى الحكومة وأعلن عن النسخة الثانية من حكومة ابن كيران المتكونة من 39 وزيرا، وتخلي حزب العدالة والتنمية عن حقيبة وزارة الخارجية، التي أصبح يتولاها صلاح الدين مزوار رئيس «التجمع»، كما عرفت الحكومة انضمام خمس وزيرات إليها بعدما كانت تضم امرأة واحدة فقط.
وعلى صعيد آخر، كان أبرز حدث هز البلاد خلال عام 2013 هو مشروع مقترح أميركي قدم في أبريل (نيسان) الماضي لمجلس الأمن يقضي بتوسيع مهام بعثة «مينورسو» في الصحراء لتشمل حقوق الإنسان، وكان لهذا الحدث وقع المفاجأة على الطبقة السياسية والشعبية في المغرب، بالنظر إلى المكانة التي تحتلها قضية الصحراء في الوجدان المغربي، والمخاطر التي قد تنجم عن أي تغيير في طبيعة مهمة «مينورسو».
وبعد تحرك دبلوماسي دولي غير مسبوق قاده الملك محمد السادس، تراجعت الولايات المتحدة قبل يومين فقط من إقرار المشروع في مجلس الأمن عن مشروع القرار الذي قدمته وقتها مندوبتها الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، السفيرة سوزان رايس، وأبقى مجلس الأمن، في 25 أبريل على مهام بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو) وأنشطتها كما هي، وتنفس بعدها المغاربة الصعداء.
وفي التاسع من مايو الماضي أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما مكالمة هاتفية مع العاهل المغربي الملك محمد السادس، وكانت تتويجا لمراسلات تبادلها قائدا البلدين أفضت إلى سحب واشنطن لمشروع القرار المذكور. وبعد قرابة ثمانية أشهر من هذا الحدث سيقوم العاهل المغربي بزيارة إلى الولايات المتحدة، وتحديدا في 19 نوفمبر الماضي، سيلتقي خلالها بالرئيس الأميركي براك أوباما، وكانت تلك الزيارة من بين أبرز الأحداث أيضا التي عرفها المغرب خلال عام 2013.
وتوجت الزيارة بصدور بيان مشترك بين البلدين منح العلاقات المغربية - الأميركية دفعة قوية، إذ أكد الرئيس باراك أوباما والملك محمد السادس «على الشراكة المتينة والمربحة للطرفين، والتحالف الاستراتيجي الذي يربط الولايات المتحدة الأميركية بالمملكة المغربية». كما أكد قائدا البلدين أن «هذه الزيارة الهامة تشكل مناسبة لرسم خارطة طريق جديدة وطموحة للشراكة الاستراتيجية، والتزما بالمضي قدما في تطوير أولوياتهما المشتركة من أجل مغرب عربي وأفريقيا وشرق أوسط، يسودها الآمن والاستقرار والازدهار. كما شدد القائدان على القيم المشتركة، والثقة المتبادلة، والمصالح المشتركة والصداقة العريقة، كما تعكسها مختلف مجالات الشراكة».
وأكد الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة تدعم المفاوضات التي تشرف عليها الأمم المتحدة، بما فيها عمل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس، وناشد الأطراف العمل من أجل إيجاد حل سياسي.
وتعهد الرئيس الأميركي بـ«مواصلة دعم الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي ودائم ومقبول من لدن الأطراف لقضية الصحراء». وأكدت الولايات المتحدة في البيان المشترك «على أن مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب هو مقترح جدي وواقعي وله مصداقية، ويمثل مقاربة ممكنة من شأنها تلبية تطلعات سكان الصحراء إلى تدبير شؤونها الخاصة في إطار من السلم والكرامة».
وخلال 2013 حدث تحول نوعي في تعامل الدولة المغربية بشأن نزاع الصحراء، عكسته خطب الملك محمد السادس، الذي دعا فيها الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني للتحرك من أجل دعم قضية الصحراء في المحافل الدولية، والكف عن عدها ملفا خاصا تشرف عليه المؤسسة الملكية فحسب، وللمرة الأولى يتهم الملك محمد السادس منظمات حقوقية دولية باستغلال أجواء الانفتاح للإساءة إلى بلده فيما يتعلق بوضعية حقوق الإنسان في الصحراء وتلقيها أموالا نظير ذلك.
أما على الصعيد الإقليمي، فشكلت عودة التوتر بين المغرب والجزائر حدثا سياسيا بارزا، إذ أعلنت المملكة المغربية، في 30 أكتوبر (تشرين الأول) استدعاء سفيرها في الجزائر للتشاور، وذلك بسبب تصريحات أدلى بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بشأن الصحراء وصفت بـ«الاستفزازية والعدائية».
وكان بوتفليقة قد دعا في خطاب وجهه إلى قمة عقدت في أبوجا بنيجيريا، تلاه وزير العدل الجزائري، إلى «بلورة آلية لمتابعة ومراقبة حقوق الإنسان في إقليم الصحراء، باعتبارها ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى».
وعلى أثر ذلك اتهمت الرباط الجزائر بـ«تسخير الآلة الدعائية ودبلوماسية المصالح لتقويض جهود المغرب وتركيعه»، وتبادل المسؤولون في البلدين الاتهامات، وانتقدت الجزائر في المقابل إنزال العلم الجزائري من فوق مبنى قنصليتها بالدار البيضاء الذي قام به أحد الشبان المغاربة المحتجين في الأول من نوفمبر الماضي، وعده رمضان العمامرة وزير الخارجية الجزائري حدثا «مفتعلا من قبل السلطات المغربية»، لا سيما أن الحادث تزامن مع احتفالات الجزائر بذكرى الاستقلال.



احتفاء واسع في مصر بكسر عبلة كامل عزلتها الطويلة

الفنانة المصرية عبلة كامل (قناة النهار)
الفنانة المصرية عبلة كامل (قناة النهار)
TT

احتفاء واسع في مصر بكسر عبلة كامل عزلتها الطويلة

الفنانة المصرية عبلة كامل (قناة النهار)
الفنانة المصرية عبلة كامل (قناة النهار)

احتفى مصريون برسالة الفنانة عبلة كامل التي كسرت من خلاها عزلتها الطويلة التي أثارت الكثير من التكهنات والتساؤلات حول حياتها الخاصة واعتزالها الفن.

وأطلت كامل من خلال رسالة صوتية وُصفت بـ«النادرة» لبرنامج «الصورة»، الذي تقدمه المذيعة لميس الحديدي، وأعربت عن شكرها وامتنانها للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على قراره علاج كبار الفنانين على نفقة الدولة، واصفةً القرار بأنه «لفتة كريمة وحنونة».

عمليات جراحية

وأكدت عبلة كامل في رسالتها «أنها فوجئت بالقرار الذي أسعدها»، كما طمأنت محبيها على صحتها، معلنة «عن خضوعها لعمليات جراحية على نفقتها الخاصة خلال ابتعادها عن الأضواء».

وعاتبت عبلة كامل بعض الذين انتقدوا قرار علاجها على نفقة الدولة، مؤكدةً «أنها سامحتهم»، وفي نهاية رسالتها نفت بشكل قاطع «وجود صفحات سوشيالية تخصها».

وخلال الأيام الماضية تصدر اسم عبلة كامل «التريند» على بعض مواقع التواصل في مصر، بعد الإعلان عن اسمها ضمن قائمة الفنانين الذين شملهم القرار، وذلك عقب بيان أصدره نقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي، شكر خلاله الرئيس المصري، تقديراً لتوجيهاته برعاية كبار الفنانين أصحاب التاريخ الفني الحافل، وتكفل الدولة بعلاجهم عرفاناً بما قدموه من إبداع وإثراء للوجدان على مدار عقود.

الفنانة عبلة كامل في صورة من أحد أعمالها قبيل الابتعاد عن الأضواء (يوتيوب)

إلى جانب عبلة كامل، شمل قرار العلاج أسماء أخرى لفنانين، من بينهم ضياء الميرغني، وعبد الله مشرف، ونجوى فؤاد. وفي السياق، أكد أشرف زكي خلال مداخلة لبرنامج «كلمة أخيرة» على قناة «ON» مع المذيع أحمد سالم، أن الدولة لا تتأخر عن تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية لكبار الفنانين، موضحاً في حديثه «أن عبلة كامل بخير وفي منزلها، وليست بالمستشفى كما يقال، وأن غيابها ليست له علاقة بالمرض، بل قرارها الشخصي».

وأعرب فنانون ومتابعون ونقاد عن سعادتهم بكسر كامل لعزلتها الطويلة، وكتبت الفنانة مي كساب عبر حسابها على «إكس» قائلة: «الفنانة والإنسانة العظيمة عبلة كامل بنحبك وبنحترمك وبنقدرك ربنا يحفظك من كل شر ويبارك في عمرك ويسعدك زي ما أسعدتينا طول عمرك بفنك واحترامك وإنسانيتك هتعيشي وتعيشي تعلمينا دروس في الفن وفي الحياة بنحبك».

وفي تعليقها على احتفاء الناس برسالة عبلة كامل، أكدت الكاتبة والناقدة الفنية المصرية فايزة هنداوي أن «مظاهرة الحب التي صاحبت سماع صوتها يرجع لكونها شخصية محبوبة، ولها جمهور كبير لتلقائيتها، وعدم مبالغتها طوال مسيرتها في ظهورها، فهي تشبههم وكأنها فرد من أفراد الأسرة».

رسالة تطمين

وفق هنداوي، «فإن عبلة كامل قدمت الكثير من الأعمال الفنية الناجحة، وتشوق الناس لأي كلمة أو خبر عنها، يبرر لهفتهم وسعادتهم عقب سماع صوتها، وأنها بصحة جيدة بعد أخبار مرضها».

وفسرت الكاتبة المصرية كسر كامل لعزلتها الطويلة، بأنها رسالة تطمين لجمهورها، أو لنفي فكرة العلاج على نفقة الدولة، برغم عدم الهجوم عليها بشكل كبير بالمقارنة مع أسماء أخرى.

وعن عدم تطرقها لفكرة العودة الفنية مجدداً في رسالتها بعد ابتعاد دام نحو 7 سنوات، أشارت هنداوي إلى أن «عبلة كامل بنسبة كبيرة لن تعود للتمثيل، وهذا الأمر أعلنه بعض المقربين منها، من بينهم زوجها السابق، ووالد ابنتيها الفنان أحمد كمال بحكم علاقتهما الطيبة».

وبدأت عبلة كامل مسيرتها الفنية في ثمانينات القرن الماضي، وشاركت في بدايتها بالكثير من الأعمال، وقدمت شخصيات اجتماعية وكوميدية وصعيدية، وجسدت دور الأم والأخت، والابنة والزوجة والصديقة، ببساطة وتلقائية مما جعلها قريبة من الناس بشكل لافت. وفق نقاد.

من بين أعمال عبلة كامل مسلسلات «ليالي الحلمية»، و«ضمير أبلة حكمت»، و«المال والبنون»، و«أبناء ولكن»، و«لن أعيش في جلباب أبي»، و«هوانم جاردن سيتي»، و«امرأة من زمن الحب»، و«حديث الصباح والمساء»، و«أين قلبي»، و«عيش أيامك»، و«ريا وسكينة»، و«العندليب».

وأفلام، «سيداتي آنساتي»، و«الستات»، و«مرسيدس»، و«سواق الهانم»، و«قشر البندق»، و«اللمبي»، و«اللي بالي بالك»، و«خالتي فرنسا»، و«سيد العاطفي»، و«عودة الندلة»، و«بلطية العايمة»، بينما شهد الجزء الـ5 من مسلسل «سلسال الدم»، قبل 7 سنوات على آخر ظهور فني لها، وعقب ذلك فضلت عبلة كامل الابتعاد كلياً عن الأضواء، رغم عدم إعلانها اعتزال الفن.


مصر تُعيد تركيب تمثالين ضخمين بمعبد «ملايين السنين» بالأقصر

فريق عمل المشروع في صورة جماعية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
فريق عمل المشروع في صورة جماعية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تُعيد تركيب تمثالين ضخمين بمعبد «ملايين السنين» بالأقصر

فريق عمل المشروع في صورة جماعية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
فريق عمل المشروع في صورة جماعية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد مرور نحو عقدين على بدء العمل بالمشروع، أزاحت مصر الستار الأحد عن تمثالين ضخمين من الألبستر للملك أمنحتب الثالث، بموقعهما الأصلي بالصرح الثالث بالمعبد الجنائزي للملك والمعروف بـ«معبد ملايين السنين»، في البر الغربي بالأقصر (جنوب مصر).

وجاء هذا العمل ضمن أعمال مشروع الحفاظ على تمثالي ميمون ومعبد الملك أمنحتب الثالث الذي بدأ عام 1998 بالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار والمعهد الألماني للآثار بالقاهرة الذي دعم مبادرة المشروع، وبرنامج «World Monuments Watch» و«World Monuments Fund» اللذين أتاحا تصور مشروع الحفاظ على الموقع عام 1998 والشروع في تنفيذه، وجامعة يوهانس غوتنبرج في ماينتس، بهدف حماية ما تبقى من المعبد وإعادته إلى شكله الأصلي قدر الإمكان.

«إنجاز كبير»

وقد أسفرت الأعمال وفق وزارة السياحة والآثار عن اكتشاف وترميم وتوثيق وإعادة تركيب ورفع العديد من التماثيل التي كانت موجودة بالمعبد بالإضافة إلى بعض عناصره المعمارية.

ووصف شريف فتحي، وزير السياحة والآثار المصري، الانتهاء من المشروع بـ«الإنجاز الكبير والعمل المتميز الذي يستهدف الحفاظ على وإحياء أحد أهم معالم الحضارة المصرية العريقة، بما يسهم في تعزيز مكانة الأقصر كأحد أهم المقاصد السياحية والثقافية على مستوى العالم».

وأشار إلى أن «التعاون المصري - الألماني الممتد لسنوات طويلة، يمثل نموذجاً ناجحاً للتعاون الدولي المثمر، معرباً عن تطلعه إلى استمرار هذا التعاون البنّاء لسنوات عديدة قادمة بما يخدم أهداف الحفاظ على التراث الإنساني».

شريف فتحي خلال إزاحته الستار عن التمثالين الضخمين (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وكرّم الوزير مديرة المشروع الدكتورة هوريج سوروزيان، تقديراً لـ«جهودها المتواصلة وعطائها المتميز على مدار السنوات الماضية في إحياء المعبد الجنائزي للملك أمنحتب الثالث»، إلى جانب إهدائها مستنسخاً لأحد تماثيل الإلهة سخمت (إلهة الحماية)، التي تم الكشف عن عدد كبير من تماثيلها بالموقع خلال فترة إشرافها على المشروع.

ووفق الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فإن تنفيذ أعمال ترميم وتوثيق وإعادة تركيب ورفع هذين التمثالين الضخمين، التي استمرت قرابة عقدين من الزمن، تمت وفق أحدث الأساليب العلمية والمعايير الدولية المعتمدة في مجال الترميم الأثري، بما يضمن الحفاظ على أصالتهما وقيمتهما التاريخية، وإعادتهما إلى موضعهما الأصلي داخل المعبد الجنائزي للملك أمنحتب الثالث بالبر الغربي في الأقصر.

تطوير البر الغربي

وأشار إسماعيل في مؤتمر صحافي، الأحد، بالموقع الأثري، إلى أن أعمال الترميم شملت دراسات علمية دقيقة، وتوثيقاً شاملاً لحالة التمثالين، واستخدام مواد متوافقة مع طبيعة الحجر الأثري، بما يضمن استدامتهما على المدى الطويل، مع مراعاة الظروف البيئية والمناخية المحيطة بالموقع.

ووصف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ما تم من أعمال بـ«الخطوة المهمة ضمن خطة متكاملة لإحياء وتطوير المواقع الأثرية في البر الغربي بالأقصر، وتعزيز تجربة الزائرين، مع الحفاظ الكامل على القيمة الأثرية والتاريخية للموقع».

وكشف عن إجراء أعمال توثيق وترميم الصرح الأول لمعبد الرامسيوم، بجانب قرب الانتهاء من الدراسات اللازمة لتحديد حالة حفظ مقبرة الملكة نفرتاري لإمكانية إعادة فتحها للجمهور.

بينما وصف الدكتور ديترش راو، مدير المعهد الألماني للآثار بالقاهرة، المشروع بأنه أحد أكبر وأهم المشروعات الأثرية المشتركة، موضحاً أن المشروع شهد تنفيذ العديد من الأعمال المعقدة، في إطار تعاون وثيق ومثمر.

أحد التمثالين الضخمين (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وواجه المشروع تحديات عدة خلال العقدين الماضيين، من أبرزها تغير منسوب المياه الجوفية بالموقع، وهو ما تطلّب حلولاً هندسية وفنية دقيقة للحفاظ على استقرار الموقع الأثري، وفق الدكتورة نايري هابيكيان، مهندسة الموقع.

كوادر مصرية

وأشارت هابيكيان إلى أن المشروع مثّل فرصة حقيقية لبناء كوادر مصرية مؤهلة، حيث تم تدريب وتأهيل أكثر من 30 مُرمماً مصرياً، إلى جانب استقطاب نحو 10 مهندسين معماريين للعمل في مجال الآثار، وذلك في إطار شراكة فعالة وتكاملية بين الخبرات المصرية والدولية.

وكانت البعثة الأثرية قد عثرت على مدار سنوات عملها بالمشروع على أجزاء من التمثالين الضخمين بصورة متفرقة بالموقع، ولكنها كانت في حالة سيئة من الحفظ حيث غمرها الطمي والمياه المالحة، كما تم استعادة بعض كتل الجرانيت المكونة لقاعدة التمثالين، من المتحف المفتوح بمعابد الكرنك، حسب الدكتورة هوريج سوروزيان.

وأضافت سوروزيان أنه في عام 2006 بدأ فريق عمل المشروع في تنظيف التمثالين وترميمهما وإجراء أعمال المسح الثلاثي الأبعاد، وإعادة تركيب الكتل المتفرقة المكونة لهما حتى تم إعادة تركيبهما ورفعهما في عام 2025 في مكان عرضهما الأصلي بالمعبد. ويتراوح ارتفاع هذين التمثالين ما بين 13.6 و14.5 متر.

«الملك جالساً»

ويصور التمثالان الملك أمنحتب الثالث جالساً، ويديه مستقرّتين على فخذيه، مرتدياً غطاء الرأس «النمس» يعلوه التاج المزدوج والنقبة الملكية ذات الطيات، وتزين ذقنه لحية احتفالية، بينما يكتمل زيه بذيل الثور التقليدي، كما يصاحب التمثالين عدد من تماثيل الملكات، تتقدمهن الزوجة الملكية العظمى «تي»، إلى جانب تماثيل للأميرة «إيزيس» والملكة الأم «موت إم ويا»، كما تزيّنت جوانب العرش بمنظر «السماتاوي» الذي يرمز إلى توحيد مصر العليا والسفلى، مع بقايا ألوان أصلية ما زالت ظاهرة على بعض العناصر الزخرفية. وفق محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية.

كما تم العثور على 280 تمثالاً وأجزاء تماثيل للإلهة سخمت ذات رأس اللبؤة، وتوثيقها وترميمها، وهي حالياً في انتظار عرضها بفناء الأعمدة بالمعبد، كما تم اكتشاف وإنقاذ تمثالين من تماثيل أبو الهول من الحجر الجيري ويجري العمل على ترميمهما، بالإضافة إلى وضع خطة شاملة لإدارة الموقع وحمايته.

وزير السياحة والآثار خلال تكريمه مديرة المشروع (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وشُيِّد المعبد الجنائزي للملك أمنحتب الثالث، المعروف بمعبد «ملايين السنين»، خلال النصف الأول من القرن 14 قبل الميلاد على مدى 39 عاماً من فترة حكمه. ويُعد المعبد الأكبر بين المعابد الجنائزية وأكثرها ثراءً في عناصره المعمارية والتجهيزية. وقد تعرّض المعبد لانهيار نتيجة زلزال عنيف في عام 1200 قبل الميلاد، ثم استُخدمت بقاياه كمحجر في عصور لاحقة، قبل أن تتأثر أطلاله بالسيول التي غطت تدريجياً بطبقات الطمي النيلي عبر الزمن.

ولم يتبقَّ من معالم المعبد القائمة في مواضعها الأصلية سوى التمثالين العملاقين للملك أمنحتب الثالث عند مدخل حرم المعبد المدمَّر، المعروفين بتمثالي ممنون. أما باقي الآثار فكانت مدمرة وغارقة في المياه المالحة.


شباك التذاكر السعودي: «السلم والثعبان» يتصدر... وافتتاح قوي لـ«الست»

فيلم «الست» يحقق افتتاحاً قوياً بأكثر من مليون ريال في أسبوعه الأول (imdb)
فيلم «الست» يحقق افتتاحاً قوياً بأكثر من مليون ريال في أسبوعه الأول (imdb)
TT

شباك التذاكر السعودي: «السلم والثعبان» يتصدر... وافتتاح قوي لـ«الست»

فيلم «الست» يحقق افتتاحاً قوياً بأكثر من مليون ريال في أسبوعه الأول (imdb)
فيلم «الست» يحقق افتتاحاً قوياً بأكثر من مليون ريال في أسبوعه الأول (imdb)

واصل شباك التذاكر السعودي أداءه المستقر خلال الأسبوع الثاني من ديسمبر (كانون الأول)، محققاً إيرادات تتجاوز 14 مليون ريال، مع بيع نحو 286 ألف تذكرة، في أسبوع شهد عرض أكثر من 40 فيلماً في دور السينما، وتوزَّعت فيه اختيارات الجمهور بين الإنتاجات العربية والأفلام الأجنبية، دون هيمنة مطلقة لعنوان واحد، وإن ظلت الصدارة محصورة في نطاق محدود من الأعمال الأكثر جماهيرية، حسبما يظهر التقرير الأسبوعي لهيئة الأفلام.

وتصدَّر فيلم «السلم والثعبان» قائمة إيرادات الأسبوع، محققاً أكثر من 3 ملايين ريال، مع بيع أكثر من 58 ألف تذكرة، ليواصل حضوره القوي في الصالات للأسبوع الخامس على التوالي. هذا الأداء يعكس قدرة الفيلم على الحفاظ على زخمه بعد مرحلة الافتتاح، مستفيداً من قاعدة جماهيرية واسعة، ومن تداول إيجابي أسهم في إطالة عمره التجاري داخل دور العرض. كما تجاوزت إيراداته التراكمية منذ بدء عرضه 26 مليون ريال، ما يجعله من أبرز عناوين الشهر من حيث الاستمرارية، لا الاندفاع المؤقت.

في المركز الثاني، حلَّ فيلم «Zootropolis 2» (زوتوبيا 2)، محققاً إيرادات قاربت 3 ملايين ريال، مع بيع أكثر من 60 ألف تذكرة خلال الأسبوع. ورغم حلوله ثانياً في ترتيب الإيرادات، فإن الفيلم يتقدّم من حيث عدد التذاكر المبيعة مقارنة بالمتصدر، وهو ما يشير إلى جاذبيته الكبيرة لدى فئة العائلات، وإلى تنوُّع فئات التذاكر وأسعارها بين العروض المختلفة. ومع هذا الأسبوع، تجاوز إجمالي إيرادات الفيلم 9 ملايين ريال.

أما المركز الثالث فكان من نصيب فيلم «Five Nights at Freddy’s 2» (خمس ليالٍ في فريديز 2) الذي حقق أكثر من 2.5 مليون ريال، مع بيع نحو 52 ألف تذكرة في أسبوعه الثاني. ويُعد هذا الرقم دلالة على دخول قوي للفيلم في السوق السعودية، مستنداً إلى شعبية سابقة للجزء الأول، وإلى قاعدة جماهيرية من فئة الشباب، ما مكَّنه من تثبيت موقعه ضمن الثلاثة الأوائل بسرعة لافتة.

ويبرز عند قراءة الأرقام أن الأفلام الثلاثة الأولى استحوذت مجتمعة على نحو 60 في المائة من إجمالي إيرادات الأسبوع، وهي نسبة تعكس نمطاً مألوفاً في أسواق السينما؛ حيث تتركَّز الكتلة الكبرى من الإيرادات في عدد محدود من العناوين، بينما تتوزع بقية الإيرادات على أعمال متعددة ذات حضور أقل، ولكنها تساهم في تنويع المشهد السينمائي.

في المرتبة الرابعة، جاء فيلم «Now You See Me: Now You Don’t» (الآن تراني: الآن لا تراني) بإيرادات تجاوزت مليون ريال، مع بيع أكثر من 22 ألف تذكرة في أسبوعه الرابع، مواصلاً أداءً متماسكاً منذ بدء عرضه، مع إيرادات تراكمية قاربت 8 ملايين ريال. ويعكس هذا الأداء قدرة الفيلم على الصمود في شباك التذاكر، اعتماداً على اسمه المعروف وسلسلة ناجحة سابقاً.

أما المركز الخامس فكان من نصيب فيلم «الست» الذي يتناول سيرة المغنية أم كلثوم؛ وسجَّل حضوراً لافتاً في أسبوعه الأول، محققاً أكثر من مليون ريال، مع بيع نحو 17 ألف تذكرة. ويُعد هذا الافتتاح مؤشراً على اهتمام الجمهور بالأعمال ذات الطابع العربي والسِّيَر الذاتية؛ خصوصاً حين تتناول شخصيات ثقافية ذات حضور راسخ في الذاكرة الجمعية.

وخارج دائرة الخمسة الأوائل، واصلت أفلام عدة تحقيق إيرادات متوسطة تعكس ما يمكن وصفه بـ«الذيل الطويل» لشباك التذاكر؛ حيث جاء سادساً الفيلم المصري «ولنا في الخيال حب»، يليه سابعاً الفيلم الهندي «Kalamkaval». وفي المرتبة الثامنة فيلم «Wildcat» (وايلدكات) ثم في المرتبة التاسعة «Wicked: For Good» (ويكد: للأفضل)، وأخيراً في المرتبة العاشرة الفيلم المصري «السادة الأفاضل».

وتعكس نتائج الأسبوع الثاني من ديسمبر صورة واضحة عن نضج السوق السينمائية السعودية؛ حيث لم يعد الإقبال محكوماً بعناوين ضخمة فقط؛ بل بات الجمهور أكثر انتقائية، موزعاً اهتمامه بين الفيلم العربي والأجنبي، وبين الترفيه العائلي وأفلام الرعب أو الحركة. كما تشير الأرقام إلى استقرار متوسط العائد للتذكرة، ما يؤكد توازن العلاقة بين التسعير وحجم الإقبال.

ومع اقتراب نهاية العام، يبدو شباك التذاكر السعودي مهيأً لمواصلة هذا النسق المتوازن، في ظل جدول عروض متنوع، وجمهور بات أكثر خبرة في الاختيار، وأكثر استعداداً لمنح الأفلام ذات الجودة أو الجاذبية الجماهيرية فرصة أطول داخل الصالات.