القاهرة ترحّل ألمانياًحاول الانضمام لـ«ولاية سيناء»

محمود عبد العزيز (الشرق الأوسط)
محمود عبد العزيز (الشرق الأوسط)
TT

القاهرة ترحّل ألمانياًحاول الانضمام لـ«ولاية سيناء»

محمود عبد العزيز (الشرق الأوسط)
محمود عبد العزيز (الشرق الأوسط)

قالت مصادر أمنية في مصر أمس، إن «السلطات رحلت شاباً ألمانياً من أصل مصري، يبلغ من العمر 24 عاماً، إلى خارج البلاد، عقب ضبطه حال وصوله إلى مصر عبر ميناء القاهرة الجوي». وأكدت المصادر أن «الشاب يدعى محمود عمرو محمد عزت عبد العزيز، تم ضبطه منذ عدة أيام حال وصوله إلى البلاد... وتوافرت معلومات بأنه يحاول الانضمام للعناصر الإرهابية الموجودة في سيناء، ضمن تنظيم ولاية سيناء»، الموالي لـ«داعش» الإرهابي.
وأشارت المصادر الأمنية إلى أنه نظراً لعدم ارتكابه إحدى الجرائم المنصوص عليها قانوناً، وتنازله عن الجنسية المصرية... قررت السلطات المصرية ترحيله إلى دولة الجنسية الخاصة به (ألمانيا)، وذلك بالتنسيق مع السفارة الألمانية.
وأعلن «أنصار بيت المقدس» مبايعة «داعش» عام 2014 وغير اسمه ليصبح «ولاية سيناء»، وتشن قوات الجيش والشرطة المصرية عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء منذ 9 فبراير (شباط) الماضي، لتطهير تلك المنطقة من العناصر المتطرفة وتعرف العملية باسم «المجابهة الشاملة (سيناء 2018)». في غضون ذلك، ذكرت المصادر الأمنية نفسها أن «السلطات المصرية ضبطت ألمانياً آخر من أصل مصري، ويدعى عيسى إبراهيم الصباغ (19 عاماً) قادماً من ألمانيا عبر مطار الأقصر الجوي (جنوب البلاد)، وعثر بحوزته على خرائط لمحافظة شمال سيناء». وأضافت السلطات الأمنية المصرية أنه «بفحص موقفه تبينت قناعته بمفاهيم تنظيم داعش الإرهابي في ألمانيا، وارتباطه إلكترونياً ببعض عناصره هناك، وقدومه إلى مصر بغرض الانضمام إلى صفوف العناصر الإرهابية في شمال سيناء».
في هذا الصدد، أشارت السلطات المصرية إلى أنه تم تقنين إجراءاته تمهيداً لترحيله إلى بلد الجنسية... ويذكر أن الصباغ سبق صدور قرار لوالده عام 2007 بالموافقة على اكتسابه الجنسية الألمانية مع عدم الاحتفاظ بالجنسية المصرية، وسريان ذلك عليه بالتبعية لوالده لكونه قاصراً.
وقبل أيام، ذكرت صحف ألمانية أن «السلطات الألمانية تحقق في واقعة اختفاء مواطنين ألمانيين في مصر أخيراً». قالت عنهما: «انقطعت أخبارهما خلال الأسابيع الأخيرة، ويحملان الجنسيتين الألمانية والمصرية». وبحسب ما ذكرته صحيفة «دي تسايت» الألمانية الاثنين الماضي، فإن المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، كريستوفر بورغر، أكد أن «السفارة الألمانية على اتصال بالسلطات المصرية، وتبذل قصارى جهدها لتوضيح ما حصل للمواطنين». في سياق آخر، قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أمس، إن «وحدة التحليل والمتابعة رصدت خلال الأسابيع القليلة الماضية نشاطاً إعلامياً تحريضياً للتنظيمات الإرهابية (القاعدة) و(داعش) ضد دول الخليج العربي».
وأكد المرصد في تقرير له أنه في أقل من شهر واحد خرج «القاعدة» و«داعش» بإصدارين مرئيين حملا الرسالة التحريضية نفسها ضد دول الخليج، رغبة منهما في تجنيد عناصر جديدة لهما من شبه الجزيرة العربية. وحذرت دار الإفتاء من أن خطاب تنظيم القاعدة الإرهابي بات يعتمد بشكل أساسي على طرح قضايا اجتماعية وسياسية، أكثر منها دينية أو دعوية، في تحريضه دول ضد الدول المسلمة، داعية إلى «ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية لمنع تجنيد عناصر جديدة أو تمويل جماعات إرهابية في المنطقة».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.