علي الشوك... رحيل عاشق «الكتابة والحياة»

غلاف آخر كتبه
غلاف آخر كتبه
TT

علي الشوك... رحيل عاشق «الكتابة والحياة»

غلاف آخر كتبه
غلاف آخر كتبه

رحل مساء أمس في لندن عن 90 عاماً، الباحث والأديب العراقي علي الشوك، خاتماً «رحلته مع الأدب والحياة»، وهو عنوان مذكراته الأخيرة التي صدرت عام 2017، والتي شكا فيها من «التعب والإجهاد وانطفاء الحذوة وضمور الذاكرة، وهذه من اشتراطات الشيخوخة التي لن يفلت منها أحد». لكنه صرخ فيها أيضاً: «أيتها الأفكار... لا تخذليني. ويا صفاء الذهن؛ هلم إلي ولو بجزء من طاقتك».
وإلى جانب هذه السيرة الذاتية، ترك علي الشوك كثيراً من الأبحاث الفكرية، خصوصاً كتابه «الأطروحة الفنطازية»، الصادرة عام 1970، الذي أطلق شهرته في العراق والعالم العربي، وكتاب «كيمياء الكلمات وأسرار الموسيقى».
غير أنه اتجه في السنوات الأخيرة من حياته، إلى كتابة الرواية، فأصدر روايته «الأوبرا والكلب»، ورواية «مثلث متساوي الساقين» ورواية «فتاة من طراز خاص»، ورواية «فرس البراري»ـ هذا بالإضافة إلى مقالاته الصحافية الكثيرة.
ولد علي الشوك في كرادة مريم ببغداد عام 1929، وحين أكمل المرحلة الثانوية، ابتُعِث إلى الجامعة الأميركية ببيروت عام 1947 لدراسة الهندسة المعمارية التي لم يخترها بنفسه، وسوف يبدّل اختصاصه في بيركلي ليدرس الرياضيات. أفاد من بيروت، التي يعتبرها مدرسته الأولى، من التعامل مع اللغة والتاريخ والأسطورة بفضل البروفسور أنيس فريحة. أما بيركلي التي درس فيها الرياضيات، فقد فتحت شهيته على الموسيقى وأتاحت له مشاهدة معظم أوبرات فيردي، وفاغنر، وموتسارت وسواهم من كبار المبدعين الذين سيسهمون في تأسيس ذائقته الموسيقية.
كان الشوك ذا نزعة يسارية منذ أيام بيروت وبيركلي، وحينما عاد تلقفه «الرفاق»، فانتمى إلى الحزب الشيوعي وتقبّل ظروف العمل السري «عن غير قناعة فطرية»، لكنه تعرّض للتنكيل في أواخر عام 1956، لأنه لم يقدّم للوزارة أسماء الطلاب الذين تظاهروا مؤيدين تأميم قناة السويس.
غادر العراق إلى هنغاريا في الثمانينات وانتقل إلى بريطانيا أوائل التسعينات ضمن رحلة اللجوء العراقية إلى المنافي الأوروبية في تلك الفترة.
اختط الشوك، أسلوباً مختلفاً في الكتابة منذ أصدر عام 1970 كتابه «الأطروحة الفنطازية»، الذي أثار كأي نتاج مختلف آنذاك عاصفة من ردود الفعل. كان يعشق عالم اليوتوبيا واهتم بالميثولوجيا والأساطير. يسرد في مذكراته التي صدرت عن دار المدى العراقية تحت عنوان «الكتابة والحياة»، تفاصيل حياته الحافلة بالتحولات والمحطات.
وبموته تكون الثقافة العراقية والعربية قد خسرت واحداً من آخر من تبقى من رموزها الكبار. يقول الشوك عن نفسه: «‏أنا لم أولد صاحب موهبة في الكتابة، لكنني ولدت ولديَّ استعداد للقراءة! القراءة وليس الكتابة، كانت موهبتي».



«الصندوق الثقافي» يموِّل تمكين القطاعات الثقافية بـ95 مليون ريال

نُظِّم «لقاء التمويل الثقافي» في متحف «تيم لاب - بلا حدود» (الصندوق الثقافي)
نُظِّم «لقاء التمويل الثقافي» في متحف «تيم لاب - بلا حدود» (الصندوق الثقافي)
TT

«الصندوق الثقافي» يموِّل تمكين القطاعات الثقافية بـ95 مليون ريال

نُظِّم «لقاء التمويل الثقافي» في متحف «تيم لاب - بلا حدود» (الصندوق الثقافي)
نُظِّم «لقاء التمويل الثقافي» في متحف «تيم لاب - بلا حدود» (الصندوق الثقافي)

أعلن «الصندوق الثقافي» في السعودية تقديم تمويل يتجاوز 95 مليون ريال؛ لتمكين القطاعات الثقافية وتحفيز إبداعاتها، وخَلْق فرص وظيفية متنوّعة للسعوديين والسعوديات.

وعقد «الصندوق» «لقاء التمويل الثقافي» في جدة التاريخية، لبناء بيئة تواصلية مع المجتمع الثقافي؛ من مبدعين وروّاد أعمال وشركاء، على المستويين المحلّي والدولي، فشهد اللقاء توقيع 8 اتفاقات تسهيلات ائتمانية ضمن «التمويل الثقافي» لتمويل مشروعات مميّزة لشركات رائدة في 5 قطاعات ثقافية، تشمل المتاحف، والموسيقى، والمهرجانات والفعاليات الثقافية، وفنون الطهي، والأفلام. وتمثل دفعةً أخرى من تسهيلات «التمويل الثقافي» منذ إطلاقه بداية سبتمبر (أيلول) الماضي.

وتهدف هذه المشروعات النوعية إلى زيادة إسهام القطاعات لـ5 في الاقتصاد الوطني ورفع جودة حياة المجتمع مع بقية القطاعات الثقافية الـ16 التي يدعمها «الصندوق»؛ بما يروّج للثقافة السعودية محلّياً وعالمياً، ويرفع قدرات العاملين في القطاع الثقافي.

تهدف المشروعات إلى زيادة إسهام قطاعات الثقافة في الاقتصاد (الصندوق الثقافي)

جَرَت مراسم توقيع الاتفاقات، خلال «لقاء التمويل الثقافي» الذي نظَّمه «الصندوق» بالتعاون مع برنامج جدة التاريخية ومهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» في متحف «تيم لاب - بلا حدود».

وهَدَف اللقاء إلى التعريف بدور «التمويل الثقافي» في تعزيز نمو المشهد الثقافي بالمملكة وتحفيز إبداعاته وتعظيم أثره الاقتصادي والاجتماعي، عبر دعمه إطلاق أو توسُّع مشروعات القطاعات الثقافية الـ16، ضمن مزايا تنافسية للمنشآت متناهية الصغر، والصغيرة، والمتوسطة. كما استعرض «الصندوق» فرص القطاع الثقافي الواعدة للمستثمرين المحلّيين والدوليين، ودعا المبدعين وروّاد الأعمال والمنشآت للمُشاركة في قصة النجاح الثقافي بالمملكة، واغتنام الفرص الاستثنائية التي يُتيحها القطاع لتمكين إبداعاتهم وأعمالهم.

وضمن أجواء تفاعلية وترحيبية، كرَّم «استوديو SPT»؛ وهو أحد المشروعات المدعومة من «الصندوق»، 4 مُبدعين في صناعة الأفلام تحت خطّ الإنتاج تنوّعت اختصاصاتهم بين مُخرج، ومصمّم أزياء، ومدير تصوير وإضاءة، ومُساعد مُخرج.

وإذ يضيء هذا التكريم على الجهود الإبداعية المبذولة في مجال صناعة الأفلام والإنتاج السينمائي، أتاح «الصندوق» لضيوف اللقاء تجربةً ثقافية متنوّعة، بالتعاون مع فنانين سعوديين بارزين، تضمَّنت جولةً فنيةً في متحف «تيم لاب - بلا حدود»، وتجربة تذوُّق مُبتكرة قدّمتها نوال الخلاوي احتفت من خلالها بتنوّع تراث المملكة وتقاليدها، وذلك ضمن سلسلة التعاونات الفنّية لتحفيز صنّاع الثقافة ودعمهم.