روسيا «تهرب» بالاحتياطي الدولي من الدولار إلى اليورو واليوان والين

روسيا «تهرب» بالاحتياطي الدولي  من الدولار إلى اليورو واليوان والين
TT

روسيا «تهرب» بالاحتياطي الدولي من الدولار إلى اليورو واليوان والين

روسيا «تهرب» بالاحتياطي الدولي  من الدولار إلى اليورو واليوان والين

كشف البنك المركزي الروسي، عن مصير أصوله التي سحبها العام الماضي من السندات الأميركية، وذلك في تقرير نشره أمس على موقعه الرسمي بعنوان «إدارة الأصول بالعملات الصعبة والذهب».
ويعرض التقرير حركة تلك الأصول منذ يوليو (تموز) 2017 وحتى يونيو (حزيران) 2018، وأظهرت معطياته حرص «المركزي» على سياسة «تنوع طبيعة الأصول في الاحتياطي الدولي» بين الذهب والعملات الصعبة، وتقليص حجمها في أسواق الدول التي تتميز علاقاتها مع روسيا بمستويات خطيرة من التوتر؛ إذ تراجعت بشكل ملحوظ حصة الأصول الروسية في منطقة الدولار الأميركي والجنيه الإسترليني، لصالح زيادة حصتها في مناطق اليورو والين واليوان.
وجرت العادة أن ينشر «المركزي» تقاريره عن النشاط في مجال إدارة الأصول، بعد مضي ستة أشهر على آخر عمليات يجريها في هذا المجال، ويبرر ذلك بحرصه على استقرار السوق، آخذاً بالحسبان «الحساسية العالية في الأسواق المالية العالمية على تصرفات كبار المشاركين في السوق».
ويؤكد التقرير أن احتياطي روسيا بالذهب والعملات الصعبة نما منذ صيف عام 2017 وحتى صيف 2018 بنسبة 9.3 في المائة، وبلغت قيمته الإجمالية ما يعادل 458.1 مليار دولار أميركي. وبينما تراجعت حصة الدولار في القيمة السوقية لتلك الأصول من 43.7 حتى 21.9 في المائة، لُوحظ زيادتها باليورو من 22.2 حتى 32 في المائة، وباليوان الصيني من 5 حتى 14.7 في المائة. وتشير المعطيات إلى أن قيمة الأصول الروسية باليورو واليوان متساوية، وتعادل ما يزيد بقليل على 44 مليار دولار لكل واحدة من العملتين. إلا أنه من حيث النسبة يلاحظ زيادة الأصول الروسية في منطقة اليوان بثلاث مرات، بينما كانت الزيادة باليورو نحو 45 في المائة. كما زادت الأصول الروسية بالين الياباني بقدر 20 مليار دولار، بينما تراجع حجمها بالجنيه الإسترليني لتصبح أقل بنحو 7 مليارات دولار عن مستوياتها السابقة.
وتكشف الأرقام، عن أن قيمة الأصول التي نقلتها روسيا من «منطقة الدولار» إلى مناطق أخرى، تساوي تقريباً 100 مليار دولار، وهي قيمة الأصول التي «هربتها» العام الماضي من السندات الأميركية. وكان «المركزي الروسي» سرَّع منذ أبريل (نيسان) العام الماضي خطواته في تقليص حجم الاحتياطي الدولي في السندات الأميركية، على خلفية العقوبات التي فرضتها واشنطن حينها على أثرياء روس مقربين من الكرملين، يسيطرون على شركات كبرى، بينهم أوليغ ديريباسكا، المتحكم بشركة «روسال» الروسية العالمية للألمنيوم، وآخرون. وحينها قلصت روسيا حصتها في السندات الأميركية بداية من 96.1 حتى 48 مليار دولار. وفي مايو (أيار) تقلصت حتى 14.9 مليار دولار.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حينها: إن «المركزي» اضطر إلى تغيير هيكل الاحتياطي الدولي بسبب المخاطر السياسية. ومن جانبها، قالت إلفيرا نابيوليا، مديرة «المركزي الروسي»: إن تقليص حصة الاحتياطي الروسي بالسندات الأميركية يندرج في سياق سياسة «تنوع الاحتياطيات الدولية»، مع الأخذ بالاعتبار «المخاطر الاقتصادية والمالية الجيوسياسية»، في إشارة منها إلى العقوبات الأميركية، والمخاوف حينها من الحديث عن عقوبات قد تطال المصارف والسندات الفيدرالية الروسية، مع احتمال عزل روسيا عن منظومة «سويفت».
وعلى خلفية التوتر الجيوسياسي، تراجع حجم الاحتياطي الروسي في السندات الأميركية 11 مرة عما كان عليه في ذروته عام 2013، أي من 164.3 مليار دولار قبل الأزمة الأوكرانية، إلى 14.6 مليار دولار مطلع أكتوبر (تشرين الأول) 2018، وبشكل عام تراجع حجم الاحتياطي الروسي بالدولار من 201 إلى 100 مليار دولار. بالمقابل، ارتفع حجم الاحتياطي باليورو بما يعادل 44 مليار دولار (من 102 إلى 147 مليار دولار)، وباليوان الصيني ارتفع كذلك بما يعادل 44 مليار دولار (من 23 إلى 67 مليار دولار)، بينما ارتفع بالين الياباني من الصفر إلى ما يعادل 20.6 مليار دولار.



«ستاندرد آند بورز»: نمو قوي للإقراض في الإمارات بدعم من السياسة النقدية

منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
TT

«ستاندرد آند بورز»: نمو قوي للإقراض في الإمارات بدعم من السياسة النقدية

منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)

توقعت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال رايتنغز» في تقريرها عن توقعات القطاع المصرفي لدولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2025 تحت عنوان «توازن النمو والمخاطر في ظل التوسع الاقتصادي»، أن يستمر النمو القوي للإقراض في عام 2025، بدعم من استمرار تيسير السياسة النقدية والبيئة الاقتصادية الداعمة، مشيرة إلى أن البنوك شهدت زيادة ملحوظة في الودائع خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مما سيدعم زخم نموها القوي. ومع ذلك، فإن بعض الودائع خارجية وقد تكون عرضة للتقلبات بسبب جوانب الضعف الاقتصادية.

كما توقعت أن يظل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للإمارات قوياً في الفترة من 2025 إلى 2027 مع زيادة إنتاج النفط والغاز، بدعم من النشاط القوي في القطاع غير النفطي. وتعتقد أنه على الرغم من احتمال التعرض لتصعيد مفاجئ في التوترات الجيوسياسية الإقليمية ولانخفاضات كبيرة في أسعار النفط، فإن المخاطر الاقتصادية ستظل قابلة للإدارة بدعم من المرونة التي أظهرتها المنطقة خلال فترات انخفاض أسعار النفط وتفاقم عدم الاستقرار الجيوسياسي في الماضي.

استمرار تحسن جودة الأصول

بحسب الوكالة، من المتوقع أن تظل القروض المتعثرة وخسائر الائتمان في البنوك الإماراتية منخفضة، وذلك لأن الأداء القوي للقطاعات غير النفطية والخفض المتوقع الأسعار الفائدة سيساعدان في تحسين جودة الأصول الأساسية.

وعلى مدى العامين الماضيين، استخدمت البنوك ربحيتها العالية للاحتفاظ بمخصصات للقروض القديمة وقامت بشطبها، مما أدى إلى انخفاض قروض المرحلة الثالثة لأكبر 10 بنوك إلى 4 في المائة من إجمالي القروض كما في 30 سبتمبر (أيلول) منخفضة من أعلى مستوى لها في عام 2021 حين بلغ 6.1 في المائة.

بالإضافة إلى ذلك، أدى تحسن البيئة الاقتصادية إلى ارتفاع معدلات التحصيل من القروض المشطوبة، مما أسهم في خفض الخسائر الائتمانية الصافية.

كما تحسنت ربحية البنوك مع تشديد السياسة النقدية، حيث ساعد ارتفاع أسعار الفائدة في زيادة هوامش الأرباح. وتوقعت الوكالة أن تظل تكلفة المخاطر منخفضة، وبالتالي من المتوقع أن تظل ربحية البنوك مرتفعة، وإن بمستويات أقل من الذروة التي وصلت إليها في عام 2023.

الرسملة تظل عامل دعم

دَعَّمَ رأس المال القوي البنوك الإماراتية في السنوات الماضية، مع تعزيز هوامش رأس المال من خلال توليد رأس مال داخلي مدفوع بالربحية العالية ودعم المساهمين. كما تمتلك البنوك الإماراتية مركز أصول خارجية قوي، مما يخفف تأثير تقلبات أسواق رأس المال. وتمثل الودائع الأجنبية 29 في المائة من المطلوبات، فيما يشكل الاقتراض بين البنوك وتمويل السوق 20 في المائة. وعلى الرغم من المخاطر الجيوسياسية، تقدر الوكالة قدرة البنوك على تحمل الضغوط.

كما شهدت الإمارات ظهور البنوك الرقمية والتكنولوجيا المالية، مع زيادة في المنتجات الرقمية من البنوك التقليدية. وتمهد الموافقة على خطة تسجيل العملات المستقرة لإصدار العملات المدعومة بالدرهم الإماراتي. ومن المتوقع أن تكمل البنوك الجديدة وشركات التكنولوجيا المالية البنوك التقليدية، بينما يواصل مصرف الإمارات المركزي الحفاظ على استقرار النظام المصرفي وتشجيع التحول الرقمي.

ويمكن إدارة الإقراض المباشر من البنوك المحلية للقطاعات المعرضة لتحول الطاقة، حيث يمثل نحو 11 في المائة من إجمالي الإقراض في 2023، رغم التركيز العالي على النفط والغاز. كما أن التنويع الاقتصادي، والثروة العالية، والأصول السائلة الضخمة، وزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة، ستسهم في تقليل مخاطر الانتقال من المصادر الملوثة للكربون.

كما ارتفعت أسعار العقارات في الإمارات خلال الأربع سنوات الماضية، مع تسليم عدد كبير من الوحدات في الأشهر الـ12-24 المقبلة، مما قد يزيد من مخاطر فائض العرض. ومع ذلك، تظل المخاطر للبنوك محدودة لأن معظم المعاملات تتم نقداً، ويتم تمويل 30-40 في المائة من المبيعات الجاهزة عبر الرهن العقاري. كما انخفض انكشاف القطاع المصرفي على العقارات والبناء إلى 15 في المائة من إجمالي الإقراض في يونيو (حزيران) 2024، مقارنة بـ20 في المائة عام 2021.

التقييم لمخاطر القطاع المصرفي

ترى الوكالة اتجاهاً إيجابياً للمخاطر الاقتصادية في الإمارات بفضل الأداء القوي للاقتصاد غير النفطي، مما حسّن جودة الأصول المصرفية وقلل الخسائر الائتمانية. ويشير تصنيف الوكالة الائتماني للبنوك إلى استقرارها حتى عام 2025، مدعومة بنمو الإقراض والربحية المرتفعة، لكن هناك مخاطر من التوترات الجيوسياسية وتقلبات أسعار النفط.