سنوات السينما

المخرجة الراحلة جوسلين صعب وراء كاميرتها
المخرجة الراحلة جوسلين صعب وراء كاميرتها
TT

سنوات السينما

المخرجة الراحلة جوسلين صعب وراء كاميرتها
المخرجة الراحلة جوسلين صعب وراء كاميرتها

غزل البنات (1985)
تحية لجوسلين صعب عبر فيلمها الأول

‫لم تجد المخرجة اللبنانية الراحلة جوسلين صعب التقدير الكافي من المحيط النقدي والسينمائي، بل مرّت أفلامها الطويلة التي حققتها بإعجاب كبير من البعض‬ وتغاضي الفريق الأكبر من النقاد. وما لبث فيلمها الروائي الأخير «دنيا»، ذلك الذي حققته سنة 2005 من تفعيل هجوم نقدي حاد عليها من قِبل نقاد وإعلاميين لم يثرهم فن الفيلم ولا كفاءة مخرجته وقضيتها بل ما إذا كانت تدخلت في موضوع لا علاقة لها بها (ختان المرأة في مصر) أو لا.
«غزل البنات» هو فيلم جوسلين صعب الروائي الطويل الأول لها بعد أفلام تسجيلية وإخبارية قامت بها. في تلك الأفلام أجادت ‫نقل الصورة بكثير من النشاط والحس العفوي بالمكان والموضوع على حد سواء. لبنانية نيرة وشغوفة دوماً بعملها وذكية كذلك في تعاملها الصناعي والاقتصادي مع أفلامها. ‬
‬تبدأ الأحداث من سنة 1976 وتمتد لفترة زمنية محدودة. بطلة الفيلم، واسمها سمر، فتاة ‫بنت غَدها على ما تحبه أن يكون عليه، وهو غير الغد الذي كان بانتظارها. هي في عمر ينكسر بفعل الحرب التي اشتعلت وتحطم الآمال والأحلام. تهرب سمراء من الواقع إلى الخيال ثم من الخيال إلى خيال آخر. تهرب من الحرب القائمة والظروف المعيشية القاتمة ووضعها الذي تمردت عليه إلى فنان لبناني محكوم بدوره بوضع مماثل يحاربه بالعزلة. تسرح بين جدران الدمار في المدينة وتلتقي بنماذج أخرى من الناس الذين خسروا حاضرهم تحت عناوين أو مبادئ مختلفة. تلتقي بفتاة أخرى، وكلتاهما تتبادلان نوعاً آخر من الحلم قائماً على ترديد حوارات الأفلام العاطفية المصرية. إشارة واقعية لا إلى تأثير السينما المصرية على غير المصريين فقط، بل إلى مزج واضح بين خيال سمراء وخيال تلك الأفلام، وكلاهما ليسا واقعيين‬.
«‫غزل البنات» هو عن المجال الضيق الفاصل بين الحب والحرب في بيروت آنذاك. فيه نجحت جوسلين صعب في فتح العين على حالة بطلتها وتصورها بكل ما قد يعجبك فيها وما قد تكرهه، ولو أن الكره هو آخر المطلوب في سلسلة من الرغبات التي في ذات المخرجة. ‬
صورت جوسلين صعب الفيلم (وفي ظروف إنتاجية وأمنية صعبة) على الصورة التي أرادتها. أسلوبها يحمل في طياته قدرة عينها على الملاحظة والإلمام بالتفاصيل وإخراجها يعكس فهماً أكيداً بالتقنيات غير متوفر عند الكثير من أترابها العرب الآخرين. يكفي للتدليل تلك المشاهد الأخيرة التي تدور في صالة سينما تحولت إلى خراب يعيش فيه أحد المحاربين. لاحظ الزوايا والأحجام التي اختارتها للقطات الداخلية. لاحظ ما طلبت من ممثليها (سمراء والمحارب) القيام به من حركة وفي أي موقع وأمام أي خلفية، لتتأكد من أن جوسلين صعب ليست فقط صانعة أجواء أولى، بل مهندسة تقنية بارعة. ‬
الفيلم يمكن مشاهدته اليوم كشهادة للزمن وللمكان وللأفراد. ليس أن صعب قدمت نماذج اجتماعية وليس أنها نشدت تقديم واقع ودرس، بل عمدت لتقديم حكاية فتاتين تتحركان بنعومتهما أمام خلفية الحرب الهادرة والخشنة.‬
في الفيلم مشكلة سيناريو (كتبه الفرنسي جيرار براش) لا يستطيع التحرك بحرية في المسألة اللبنانية لأنه يجهلها، لكنه وفّر، على أي حال، وجدانيات شخصياته ولامس ما تعنيه الحرب (أي حرب) من أثر على الناس العاديين. تعوض جوسلين بعض هذا النقص بحسن معالجتها وحسن إدارتها لبطلتها الأولى هالة بسّام التي، على الأرجح، لم تظهر في أي فيلم لاحق حتى اليوم. ‬

قيمة تاريخية | قيمة فنية:


مقالات ذات صلة

السينما المستقلة تسطع في ليلة الأوسكار

يوميات الشرق شون بيكر يحمل أربع جوائز أوسكار نالها شخصيا عن فيلمه "أنورا" (أ.ب)

السينما المستقلة تسطع في ليلة الأوسكار

سطعت السينما المستقلة في ليلة الأوسكار بهوليوود وخرج «أنورا» بجائزة أفضل فيلم، تاركاً الأفلام التسعة الأخرى، من بينها منافِسه الأشد «ذَا بروتاليست»، في حسرة.

محمد رُضا (هوليوود)
يوميات الشرق باسل ويوفال في مشهد من الفيلم (مهرجان برلين)

«لا أرض أخرى» يجدد الجدل حول «التطبيع الفني»

جدد فوز الفيلم الوثائقي الفلسطيني «لا أرض أخرى» بجائزة «الأوسكار» لأفضل فيلم وثائقي طويل الجدل حول «التطبيع الفني» لمشاركة مخرج فلسطيني وآخر إسرائيلي فيه.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق ملصق فيلم «لا أرض أخرى» الحائز على أوسكار أفضل وثائقي (إنستغرام)

«لا أرض أخرى»... الفيلم الفلسطيني - الإسرائيلي الذي خرق جدار الأوسكار

مَن يوفال إبراهام وباسل عدرا مخرجا فيلم «لا أرض أخرى»؟ وكيف اجتمع الشابّان على الشراكة الفنية والصداقة الإنسانية رغم عداوة شعبَيهما؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق فريق فيلم Anora الحائز على 5 جوائز أوسكار (أ.ب) وأوسكار أفضل وثائقي للفيلم الفلسطيني الإسرائيلي No Other Land  (أ.ف.ب)

أوسكار 2025: 5 نجوم للسينما المستقلّة ونَصرٌ فلسطيني إسرائيلي مشترك

مفاجأتان في ليلة الأوسكار. الأولى عنوانها «أنورا»، الفيلم الذي حقق انتصاراً للسينما المستقلّة. والثانية فوزٌ فلسطيني إسرائيلي مشترك لفيلم «لا أرض أخرى».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق تماثيل الأوسكار خلف الكواليس في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ97 (د.ب.أ)

السينما المستقلة خطفت نتائج الأوسكار

خطف فيلم شون بيكر جوائز أفضل مخرج، وأفضل سيناريو أصلي، وأفضل توليف (مونتاج) وكان المخرج قد كتب السيناريو وولّفه، وشارك في إنتاج الفيلم، مما جعل فوزه رُباعياً.

محمد رُضا (هوليوود)

ما أبرز الترشيحات لجوائز «الأوسكار» بنسختها السابعة والتسعين؟

تماثيل «الأوسكار» على السجادة الحمراء خلال الاستعدادات لحفل توزيع جوائز «الأوسكار» السنوي السابع والتسعين في لوس أنجليس (إ.ب.أ)
تماثيل «الأوسكار» على السجادة الحمراء خلال الاستعدادات لحفل توزيع جوائز «الأوسكار» السنوي السابع والتسعين في لوس أنجليس (إ.ب.أ)
TT

ما أبرز الترشيحات لجوائز «الأوسكار» بنسختها السابعة والتسعين؟

تماثيل «الأوسكار» على السجادة الحمراء خلال الاستعدادات لحفل توزيع جوائز «الأوسكار» السنوي السابع والتسعين في لوس أنجليس (إ.ب.أ)
تماثيل «الأوسكار» على السجادة الحمراء خلال الاستعدادات لحفل توزيع جوائز «الأوسكار» السنوي السابع والتسعين في لوس أنجليس (إ.ب.أ)

تصدر فيلم «إميليا بيريز» السباق نحو جوائز «الأوسكار» التي تقام حفلتها السابعة والتسعون الأحد في لوس أنجليس، بعدما حصد 13 ترشيحاً، في رقم قياسي من نوعه لعمل غير ناطق بالإنجليزية.

في ما يأتي قائمة بالمرشحين في الفئات الرئيسية لجوائز «الأوسكار» بدورتها المقبلة هذا العام:

أفضل فيلم

«أنورا»

«ذي بروتاليست»

«إيه كومبليت أنّون»

«كونكلايف»

«دون: بارت تو»

«إميليا بيريز»

«آيم ستيل هير»

«نيكل بويز»

«ذي سبستنس»

«ويكد»

أفضل مخرج

جاك أوديار عن «إميليا بيريز»

شون بيكر عن «أنورا»

برايدي كوربت عن «ذي بروتاليست»

جيمس مانغولد عن «إيه كومبليت أنّون»

كورالي فارجا عن «ذي سبستنس»

أفضل ممثل

دريان برودي (ذي بروتاليست)

تيموثي شالاميه (إيه كومبليت أنّون)

كولمان دومينغو (سينغ سينغ)

رالف فاينز (كونكلايف)

سيباستيان ستان (ذي أبرنتيس)

أفضل ممثلة

سينتيا إيريفو (ويكد)

كارلا صوفيا غاسكون (إميليا بيريز)

ميكي ماديسون (أنورا)

ديمي مور (ذي سبستنس)

فرناندا توريس (آيم ستيل هير)

أفضل ممثل في دور ثانوي

يورا بوريسوف عن «أنورا»

كيران كالكن عن «إيه ريل بين»

إدوارد نورتون عن «إيه كومبليت أنّون»

غي بيرس عن «ذي بروتاليست»

جيريمي سترونغ عن «ذي أبرنتيس»

أفضل ممثلة في دور ثانوي

مونيكا باربارو عن «إيه كومبليت أنّون»

أريانا غراندي عن «ويكد»

فيليسيتي جونز عن «ذي بروتاليست»

إيزابيلا روسيليني عن «كونكلايف»

زويه سالدانيا عن «إميليا بيريز»

أفضل فيلم دولي

«إميليا بيريز» (فرنسا)

«فلو» (لاتفيا)

«ذي غيرل ويذ ذي نيدل» (الدنمارك)

«آيم ستيل هير» (البرازيل)

«ذي سيد أوف ذي سايكرد فيغ» (ألمانيا)

أفضل فيلم رسوم متحركة

«فلو»

«إنسايد آوت 2»

«ميموار أوف إيه سنيل»

«والايس آند غروميت: فنجنس موست فول»

«ذي وايلد روبوت»

أفضل فيلم وثائقي طويل

«بلاك بوكس دياريز»

«نو آذر لاند»

«بورسلين وور»

«ساوندتراك تو إيه كو ديتا»

«شوغركين»