شاشة الناقد

كرستيان بايل وآمي أدامز في «نائب»
كرستيان بايل وآمي أدامز في «نائب»
TT

شاشة الناقد

كرستيان بايل وآمي أدامز في «نائب»
كرستيان بايل وآمي أدامز في «نائب»

VICE
‫> إخراج: أدام ماكاي.‬
> تمثيل: كرستيان بايل، ستيف كارل، سام روكوَل، إيدي مارسان
> دراما سياسية | الولايات المتحدة - 2019-8
> تقييم: ★ ★ ★ ★
عند المخرج أدام ماكاي لا يوجد داع لإخفاء مشاعره ضد الطاقم الذي حكم البيت الأبيض خلال فترة الغزو الأميركي للعراق. وبل كون المخرج كتب بنفسه سيناريو يتمحور حول شخص معيّـن من ذلك الطاقم، هو شخص نائب الرئيس دك تشايني، فإنه لا يمانع مطلقاً من توجيه سهامه كلها لتصيب جسد شخصيته تلك، بدءاً من المشهد الأول في الفيلم عندما يوقف شرطي، سنة 1963، الشاب تشايني وهو يقود سيارته مخموراً.
زوجته لين (آمي أدامز) تخرجه من الزنزانة وترفض اعتذاره فهي ليست المرّة الأولى التي ارتكب بها مثل هذه الفعلة. لكنها هذه المرّة ستعطيه إنذاراً واضحاً، إما أن يتغير أن تتركه وشأنه. يقول لها إنه يحبها ويعدها بأنه سيتغير.
ينتقل «نائب» (إنتاج مشترك مع شركة Plan B لصاحبها براد بت) بعد ذلك إلى كارثة 2001، نرى دك تشايني (كرستيان بايل) يتابعها على شاشة التلفزيون مع أركان السلطة. ينساب صوت لا نعرف مصدره، في بادئ الأمر، متسائلا عما كان تشايني يفكر فيه لحظة ارتطام طائرة أولى ثم ثانية بذلك البرج ثم دماره. يقترح الصوت أن تشايني كان يفكر في كيف يوظف الحادث لمصلحته الخاصة. أو على الأقل كيف يوجه ما حدث لدخول حروب جديدة. وكيف، في مشاهد لاحقة، دفع بقوة باتجاه غزو العراق ضمن مبررات كشفت السنوات اللاحقة من أنها لم تكن صحيحة.
يمارس المخرج الانتقال من فترة إلى أخرى، وهو بعد مشاهد تلك الكارثة يعود مجدداً إلى البدايات. ها هو تشايني، سنة 1968 موظف في واشنطن تحت إدارة سياسي آت من الخلفية العسكرية اسمه دونالد رمسفيلد (ستيف كارل). من ذلك التاريخ يصعد دك تشايني سلالم الوظائف بكتاب مفتوح من المبادئ السياسية والرغبة في الوصول إلى سدة القرار. يتجاوز الفيلم ودك تشايني مرحلة الرئيس رتشارد نيكسون الصعبة. الرئيس يسقط ودك تشايني يوالي صعوده تحت إدارة الرئيس رونالد ريغان. بعد ذلك تشايني إلى ابتعاد عن المحيط السياسي إلى أن يطلبه جورج و. بوش الابن (سام روكوَل) ليسند إليه منصب نائب الرئيس. المنصب الذي يقبل به تشايني بشرط أن يُمنح صلاحيات تتجاوز تلك التقليدية التي يتمتع بها نائب الرئيس عادة. بوش يوافق والفيلم يعارض. كيف يمكن لنائب رئيس أن يحكم فعلياً ويُمنح حق إصدار القرارات من دون الرجوع إلى رئيس الجمهورية إذا ما أراد. ما يشير إليه الفيلم بوضوح أن تشايني استطاع بلوغ مرتبة عليا من الإدارة وأن جورج و. بوش استمع إليه وتبنى قرارات نائبه لأنه كان أضعف من أن يدير البلاد وحروبها.
يسرد أدام ماكاي سيرة حياة شخصية يكن لها قدراً عالياً من المعاداة. لكن الفيلم ليس رسالة سياسية فحسب بل معالجة ذكية ومنفتحة على تنوع المعالجات. لمسات تسجيلية داخل المعالجة الروائية الجادة. يمكن، بالكاد، اعتباره فيلماً كوميدياً وإذا كان لا بد من ذلك فإنه كوميديا سوداء من تلك التي تهزأ وتسخر ولا تضحك. ما يرتفع فوق السطح، كذلك الممثلون الذين تم إسناد البطولة إليهم ممعنون في التجسيد، لدرجة أنك تنساهم كممثلين وتتعامل وإياهم حسب شخصياتهم.


مقالات ذات صلة

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

شاشة الناقد: أفلام على اختلافها لم تأتِ جيدة جداً

«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)
«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)
TT

شاشة الناقد: أفلام على اختلافها لم تأتِ جيدة جداً

«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)
«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)

معطراً بالنعناع ★★☆

رسائل شفهية في عتمة الأماكن

فيلم محمد حمدي الأول مختلف جداً عن أي فيلم مصري (أو عربي) حٌقّق في تاريخ السينما العربية. الاختلاف بحد ذاته لا يمنح الفيلم درجة التقييم. من الممكن أن يكون مختلفاً وبديعاً أو مختلفاً ورديئاً وهو أقرب إلى التصنيف الثاني. فيلم داكن في الصورة وفي الذوات البشرية التي تسكنه. يجد المخرج لها مبررات مناسبة. هذا لأن أبطاله يتقدمهم دكتور محبط (علاء الدين حمادة)، يعيشون حالات من الكآبة المطلقة تزداد عبثاً مع تناولهم الحشيشة طوال الوقت. أي نحو 90 دقيقة من مدة عرض الفيلم (التي تبلغ 113 دقيقة). وعوض استمتاعهم بهذه «السلطنة» تبقى أدمغتهم واعية وقادرة على الحديث في مسائل وجودية وسياسية (على الخفيف) مع قليل من الشّعر وكثير من الذكريات التي تتشابك بحيث لا تتضح لها زاوية فعلية تنطلق منها أو تعود إليها.

في دقائقه الـ10 الأولى يؤسّس أسلوب عمله من حالات شخصية وتصوير (قام به بنفسه) وإيقاع. هذا الإيقاع خافت باستمرار والمُشاهد عليه أن يفتح أذنيه جيداً ليتمكّن من التقاط الكلمات المتبادلة. هذا لأن الإيقاع الخافت يشمل كذلك الأداء والتلقين وتشخيص الحالات. الدكتور وأصحابه (من ثلاثة لأربعة حسب المشاهد) يركضون في الظلمة مثل جرذان هاربة من مطاردين (لا نعرفهم) ويأوون دوماً إلى خرابات تضمّهم بعتمتها أو إلى شِقق هي بدورها تبدو كخرابات كلّ شيء فيها قديم وباهت. حتى في ساعات النهار فإن النور مبتسر تأكيداً أو ترميزاً للحالة التي يمر بها أشخاص الفيلم.

الصورة، على الرغم من سوداويتها، هي أهم وأفضل من الموضوع المطروح. صحيح أن رجال الفيلم يتعاطون، لجانب الحشيش، مسائل تهمّهم، لكن ليس كل ما يهم شخصية ما في فيلم ما يهم المشاهدين. بالضرورة. لذا تنحصر الحسنات في الصورة. بينما تمرّ المَشاهد بإيقاع خافت ورتيب، مما يحدّ كثيراً من قدرة الفيلم على التواصل مع مشاهديه.

* عروض حالياً في مهرجان مراكش

Maria ★★★

العمق العاطفي لماريا كالاس

«ماريا» هو ثالث فيلم بيوغرافي ينجزه المخرج التشيلي بابلو لاراين (حسب اللفظ الأسباني) بعد (Jackie) «جاكي»، 2016 و(Spencer) «سبنسر»2021. مثل سابقيه هو فيلم عن امرأة ومثلهما هو عن شخصية حقيقية هي مغنية الأوبرا ماريا كالاس (هناك حفنة أفلام عنها أهمها «Maria By Callas» لتوم وولف، 2017) إلى جانب فيلم إيطالي آخر في التحضير بعنوان «Maria‪/‬Callas» لروبرت دورنهلم.

«ماريا» (ذِ أبارتمنت)

معالجة لاراين تختلف كونها متّصلة بالكيفية التي يحاول فيها تقديم رؤيته لشخصياته فهو يسعى دائماً إلى التقاط العمق العاطفي أكثر مما يهتم لسرد السيرة حكائياً. على ذلك، «ماريا» كما يقدّمه هنا يبقى على السطح أكثر من الدخول في عمق شخصيّته. ما يشغله في سرد الأيام الأخيرة من حياة بطلته هو التصاميم الفنية والديكوراتية وتحريك الكاميرا عبرها وهذا جيد لولا إنه يأتي على حساب تحديدٍ أفضل لمن هي ماريا كالاس.

يسرد الفيلم أحداثها الأخيرة وبعض مواقفها الشخصية والفنية لكن الحكاية يمكن لها أن تكون عن أي شخصية لمغنية وإن كانت خيالية. بطبيعة الحال، وكما بات مألوفاً، يعمد المخرج إلى مشاهد استرجاعية (الفلاشباك) بالأبيض والأسود لكن أهم عنصر في هذه الدراما هي محاولة ماريا التغلّب على ذكرياتها مع أرسطو أوناسيس (الذي تركها للزواج من جاكي كينيدي، شخصية فيلم لوراين السابق).

* عروض حالياً في مهرجان البحر الأحمر

TROIS AMIES ★⭐︎

حوارات ومشاهد تُراوح مكانها

لا يبتعد المخرج موريه في فيلمه «ثلاث صديقات» عن التيمة التي اختارها سابقاً لمعظم ما حقّقه من أفلام مثل «تغيير عنوان» (Changement d'adresse) 2007، و«هل نُقبّل» (Shall We Kiss) 2007، و«الأشياء التي نقولها، الأشياء التي نفعلها» (Les Choses qu'on dit, les Choses qu'on fait) 2020. التيمة المذكورة لا تخرج عن نطاق تداول وتناول العلاقات المتأرجحة ما بين الحب والجنس، أو الحب من دون جنس أو العكس.

«ثلاث صديقات» (موبي دَك فيلمز)

القصّة في عنوانها: 3 صديقات جوان (إنديا هير)، ريبيكا (سارا فورستييه) وأليس (كامل كوتان) والعديد من الحكايات السابقة (تشعر جوان إنها مسؤولة عن موت حبيبها السابق إريك لأنها تركته)، وفي الحكايات الحاضرة يتداولن التجارب التي مررن بها مع آخرين. لا الأحداث مهمّة ولا الحوار (يمتد بلا نهاية) يعني كثيراً. كل ذلك يَرِد مثل قراءة صفحة واحدة من مجلة إشاعات ومن دون لمسات فنية تذكر. بدورها كل لقطة تشبه، تأسيساً وإدارة. ما يسبقها وما يليها.

* عروض: حالياً في صالات فرنسية

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز