أحمد الطيبي ينشق عن «القائمة العربية المشتركة»

لأن قياداتها رفضوا إجراء استطلاع شعبي للتأكد من شعبيتها

احمد الطيبي
احمد الطيبي
TT

أحمد الطيبي ينشق عن «القائمة العربية المشتركة»

احمد الطيبي
احمد الطيبي

صادقت لجنة التنظيم في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، أمس الأربعاء، على انشقاق «القائمة المشتركة»، التي تجمع الأحزاب العربية الوطنية تحت سقف واحد، لتصبح كتلتين، وذلك بناء على طلب النائب أحمد الطيبي، رئيس «الحركة العربية للتغيير». وآثار هذا الطلب ردود فعل غاضبة لدى هذه الأحزاب، التي اتهمت الطيبي بشق صفوف المواطنين العرب. إلا إن الطيبي رفض هذه الاتهامات، قائلا إن هذه الخطوة جاءت لأن قيادات «القائمة المشتركة» رفضت إحداث التغيير الذي ينشده المواطنون.
وأضاف الطيبي مفسرا خطوته بأنه طالب قيادات «القائمة المشتركة» بإجراء استطلاع شعبي لتحديد مدى شعبية كل من الأحزاب المشاركة في القائمة بغية ترتيب قائمة المرشحين للكنيست بشكل عادل، لكنهم رفضوا هذا الطلب. وقالت مصادر مقربة منه إنه ينوي التحالف مع رئيس بلدية الناصرة، علي سلام، ومع الرئيس السابق لبلدية سخنين، مازن غنايم.
وفي أعقاب ذلك، وجه رئيس «القائمة المشتركة»، النائب أيمن عودة، دعوة للنائب الطيبي إلى العدول عن فكرة الانفصال عن «القائمة المشتركة» والبقاء في صفوفها من أجل الحفاظ على مصلحة المواطنين العرب ولمواجهة التحديات. وقال عودة إن عملية توزيع وتحديد مواقع الأعضاء ضمن «القائمة المشتركة» تتم عبر الحوار والمناقشات، وإنه ينبغي تغليب المصلحة العامة للجماهير العربية على المصالح الشخصية الضيقة. وأعرب عودة عن استعداده للقاء الطيبي للتباحث حول مختلف القضايا والسعي من أجل الحفاظ على وحدة وسلامة «القائمة المشتركة».
وقالت «اللجنة المركزية العربية للتغيير»، في بيان نشرته بعد قرار الكنيست بإقرار الانشقاق: «منذ الإعلان عن حل الكنيست العشرين والخروج للانتخابات طلبنا من الأحزاب الثلاثة معنا في (القائمة المشتركة)؛ (الجبهة والتجمع والحركة الإسلامية الجنوبية)، منح الجمهور إمكانية الشراكة في تركيب (القائمة المشتركة) وخطاب القائمة وتوجهاتها، واقترحنا الكثير من الآليات والطرق لذلك، إلا إن مطلبنا في (العربية للتغيير) قوبل بالرفض من البعض، رغم شرعية هذا المطلب وإعلاننا عن موافقتنا المسبقة على أي نتيجة، وذهب البعض لاشتراط مفتاح هو انتخابات عام 2013». وأضاف البيان: «(المشتركة) تعاني من زعزعة ثقتها في الشارع العربي، وتحتاج إلى تجديد خطابها وإعادة هيبتها في الشارع. نواب (العربية للتغيير) أثبتوا كفاءتهم وجدارتهم في خدمة الناس وتمثيلهم بشموخ. كان على الأحزاب التعامل بإيجابية مع التأييد الكبير لـ(العربية للتغيير) وخطابها الاجتماعي الوطني لتعزيز (المشتركة) وليس محاربة هذا الدعم الجماهيري».
لكن حزب التجمع الوطني عدّ تصرف الطيبي «ابتزازيا لضرب قائمة الوحدة المشتركة، ليس بدافع مبدئي أو عقائدي، بل بسبب حسابات ومحاصصات شخصية ضيقة حول الكراسي أو حساب المقاعد». وقال سكرتير عام الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، منصور دهامشة، إن حزبه لم يفاجأ بتصرف الطيبي «لأنه في كل معركة يفتش عن المناصب تحت غلاف الوحدة». وقال: «الطيبي عضو في الكنيست منذ 20 سنة، لكنه لم يخض الانتخابات بحزبه لوحده. إنه لا يقدم على تجربة الامتحان الجماهيري، ولا يكترث للحقيقة. إن من يتلهف لرؤية العرب مشتتين هو أفيغدور ليبرمان وبنيامين نتنياهو».
وتحاول قوى مختلفة في صفوف «فلسطينيي 48» وقف هذا المسار والعودة إلى الوحدة، مؤكدين أن تجربة الوحدة أثارت آمالا عريضة في صفوف العرب وأنها تستحق منحها الفرص للنجاح.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.