صادقت لجنة التنظيم في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، أمس الأربعاء، على انشقاق «القائمة المشتركة»، التي تجمع الأحزاب العربية الوطنية تحت سقف واحد، لتصبح كتلتين، وذلك بناء على طلب النائب أحمد الطيبي، رئيس «الحركة العربية للتغيير». وآثار هذا الطلب ردود فعل غاضبة لدى هذه الأحزاب، التي اتهمت الطيبي بشق صفوف المواطنين العرب. إلا إن الطيبي رفض هذه الاتهامات، قائلا إن هذه الخطوة جاءت لأن قيادات «القائمة المشتركة» رفضت إحداث التغيير الذي ينشده المواطنون.
وأضاف الطيبي مفسرا خطوته بأنه طالب قيادات «القائمة المشتركة» بإجراء استطلاع شعبي لتحديد مدى شعبية كل من الأحزاب المشاركة في القائمة بغية ترتيب قائمة المرشحين للكنيست بشكل عادل، لكنهم رفضوا هذا الطلب. وقالت مصادر مقربة منه إنه ينوي التحالف مع رئيس بلدية الناصرة، علي سلام، ومع الرئيس السابق لبلدية سخنين، مازن غنايم.
وفي أعقاب ذلك، وجه رئيس «القائمة المشتركة»، النائب أيمن عودة، دعوة للنائب الطيبي إلى العدول عن فكرة الانفصال عن «القائمة المشتركة» والبقاء في صفوفها من أجل الحفاظ على مصلحة المواطنين العرب ولمواجهة التحديات. وقال عودة إن عملية توزيع وتحديد مواقع الأعضاء ضمن «القائمة المشتركة» تتم عبر الحوار والمناقشات، وإنه ينبغي تغليب المصلحة العامة للجماهير العربية على المصالح الشخصية الضيقة. وأعرب عودة عن استعداده للقاء الطيبي للتباحث حول مختلف القضايا والسعي من أجل الحفاظ على وحدة وسلامة «القائمة المشتركة».
وقالت «اللجنة المركزية العربية للتغيير»، في بيان نشرته بعد قرار الكنيست بإقرار الانشقاق: «منذ الإعلان عن حل الكنيست العشرين والخروج للانتخابات طلبنا من الأحزاب الثلاثة معنا في (القائمة المشتركة)؛ (الجبهة والتجمع والحركة الإسلامية الجنوبية)، منح الجمهور إمكانية الشراكة في تركيب (القائمة المشتركة) وخطاب القائمة وتوجهاتها، واقترحنا الكثير من الآليات والطرق لذلك، إلا إن مطلبنا في (العربية للتغيير) قوبل بالرفض من البعض، رغم شرعية هذا المطلب وإعلاننا عن موافقتنا المسبقة على أي نتيجة، وذهب البعض لاشتراط مفتاح هو انتخابات عام 2013». وأضاف البيان: «(المشتركة) تعاني من زعزعة ثقتها في الشارع العربي، وتحتاج إلى تجديد خطابها وإعادة هيبتها في الشارع. نواب (العربية للتغيير) أثبتوا كفاءتهم وجدارتهم في خدمة الناس وتمثيلهم بشموخ. كان على الأحزاب التعامل بإيجابية مع التأييد الكبير لـ(العربية للتغيير) وخطابها الاجتماعي الوطني لتعزيز (المشتركة) وليس محاربة هذا الدعم الجماهيري».
لكن حزب التجمع الوطني عدّ تصرف الطيبي «ابتزازيا لضرب قائمة الوحدة المشتركة، ليس بدافع مبدئي أو عقائدي، بل بسبب حسابات ومحاصصات شخصية ضيقة حول الكراسي أو حساب المقاعد». وقال سكرتير عام الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، منصور دهامشة، إن حزبه لم يفاجأ بتصرف الطيبي «لأنه في كل معركة يفتش عن المناصب تحت غلاف الوحدة». وقال: «الطيبي عضو في الكنيست منذ 20 سنة، لكنه لم يخض الانتخابات بحزبه لوحده. إنه لا يقدم على تجربة الامتحان الجماهيري، ولا يكترث للحقيقة. إن من يتلهف لرؤية العرب مشتتين هو أفيغدور ليبرمان وبنيامين نتنياهو».
وتحاول قوى مختلفة في صفوف «فلسطينيي 48» وقف هذا المسار والعودة إلى الوحدة، مؤكدين أن تجربة الوحدة أثارت آمالا عريضة في صفوف العرب وأنها تستحق منحها الفرص للنجاح.
أحمد الطيبي ينشق عن «القائمة العربية المشتركة»
لأن قياداتها رفضوا إجراء استطلاع شعبي للتأكد من شعبيتها
أحمد الطيبي ينشق عن «القائمة العربية المشتركة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة