مصر: طارق الزمر على قوائم الإرهاب للمرة الثالثة

طارق الزمر
طارق الزمر
TT

مصر: طارق الزمر على قوائم الإرهاب للمرة الثالثة

طارق الزمر
طارق الزمر

قضت محكمة النقض (أعلى هيئة قضائية في مصر) بتأييد إدراج طارق الزمر، الرئيس السابق لحزب «البناء والتنمية» الذراع السياسية للجماعة الإسلامية بمصر (هارب في تركيا)، و318 متهماً آخرين، على قوائم الإرهاب، اعتنقوا فكر «داعش» وقاموا بأعمال عنف. بعد رفض المحكمة أمس الطعن المقدم منهم على قرار محكمة الجنايات. وقالت مصادر قضائية إن «قرار إدراج المتهمين نهائي وبات، ولا يجوز الطعن عليه أمام أي جهة قضائية أخرى». و«الزمر» يحاكم غيابياً بمصر في قضية التجمهر المسلح لجماعة «الإخوان» التي تعتبرها السلطات تنظيماً إرهابياً بمنطقة رابعة العدوية (شرق القاهرة) وهي القضية التي تضم 739 متهماً يحاكمون أمام محكمة الجنايات.
ويعد الإدراج الجديد هو الثالث للزمر على قوائم الإرهاب، فهو مدرج على قوائم الإرهاب مع 164 متهماً من بينهم محمد شوقي الإسلامبولي (هارب في تركيا)، وعاصم عبد الماجد (هارب في قطر)، بعدما أدرجت محكمة الجنايات في نوفمبر (تشرين الثاني) الجماعة نفسها على قوائم الكيانات الإرهابية. فضلاً عن أن الزمر مدرج ضمن قائمة ضمت 59 إرهابياً أعلنت عنها 4 دول هي «المملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين» على خلفية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر لتمويل الجماعات الإرهابية.
وفي أول تعليق على إدراجه للمرة الثالثة على قوائم الإرهاب، قال الزمر على صفحته الشخصية بـ«فيسبوك» أمس: «ترقبوا ردي اليوم (الجمعة) على إدراجي للمرة الثالثة على قوائم الإرهاب، وأسباب الإدراج».
في مارس (آذار) الماضي، واجه الزمر اتهاماً بتمويل «ولاية سيناء» لتنفيذ عمليات مسلحة في مصر، ونسبت له السلطات «مسؤولية تقديم الدعم المالي من خارج مصر لكوادر (ولاية سيناء) الموالي لـ(داعش) بالداخل لتنفيذ المخططات العدائية».
وأعلن «أنصار بيت المقدس» مبايعة «داعش» عام 2014 وغير اسمه ليصبح «ولاية سيناء»... وتشن قوات الجيش والشرطة المصرية عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء منذ 9 فبراير (شباط) الماضي، لتطهير تلك المنطقة من العناصر المتطرفة وتعرف العملية باسم «المجابهة الشاملة (سيناء 2018)».
وقضت محكمة النقض أمس، برفض طعن 319 متهماً في القضية المعروفة إعلامياً باسم «ولاية سيناء الثانية»... وكانت محكمة الجنايات قضت بإدراج المتهمين على قوائم الكيانات الإرهابية.
وقالت المحكمة في حيثيات قرارها أمس، إن «المتهمين قاموا بالدعوة لصالح أفكار (داعش) الإرهابي، ومعاداة أجهزة الدولة، وتكفير الحاكم، وتبني أفكار متطرفة، والتحريض على التظاهر، وقلب نظام الحكم، وتكوين خلايا عنقودية تتبع (داعش) تستهدف قوات الشرطة والجيش، والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، واستباحة دمائهم ودماء المسيحيين واستحلال ممتلكاتهم ودور عبادتهم».
وأكدت المصادر القضائية نفسها أنه «يترتب على قرار إدراج المتهمين على قوائم الإرهاب، وفق تنظيم قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين الصادر في مصر عام 2015، المنع من السفر وترقب الوصول، وسحب جواز السفر أو إلغاؤه، وتجميد الأموال».
وكشفت التحقيقات، في القضية عن أن «المتهمين اعترفوا باعتناقهم معتقدات وأفكار (داعش)، وأنهم تم توزيعهم على خلايا عنقودية لتنفيذ مخططات عدائية، وتقسيمهم على مجموعة للرصد تضم 3 خلايا، ومجموعة للدعم اللوجيستي، ومجموعة للانتحاريين، ومجموعة للتنفيذ تضم 3 خلايا. الزمر وآخرون في القضية متهمون بقتل ضباط شرطة، واستهداف مدرعات تابعة للأمن، واستهداف مروحية تابعة للجيش، واستهداف كمائن للجيش والشرطة بالعريش، واختطاف مواطنين بزعم تعاونهم مع الأمن، وقتل آخرين للسبب ذاته».
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أوصت نيابة النقض في مصر برأيها القانوني في الطعن الذي قدمه المتهمون في القضية وعددهم 319. وجاء رأي النيابة الذي يعد استشارياً غير ملزم للمحكمة، برفض طعن المدرجين على القوائم، وتأييد قرار إدراجهم على قوائم الإرهاب.
وحزب الجماعة الإسلامية في مصر يواجه شبح الحل، وتنظر السلطات دعاوى قضائية لحله، وقال النائب أحمد رفعت، عضو مجلس النواب أمس، إنه «سوف يعد مشروع قانون بشطب الأحزاب غير الممثلة في البرلمان، وحل الأحزاب الدينية لمخالفتها الدستور»، مضيفاً: «لا بد أن تضم الأحزاب جميع الفئات دون تمييز؛ لكن هناك أحزاباً قامت على أساس ديني مثل حزب (النور)، و(البناء والتنمية)، و(الوسط) ما زالت قائمة، ويمكن أن تعيد ما حدث نفسه قبل حكم (الإخوان)».


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».