واشنطن: وزارتا الخارجية والأمن تختلفان حول عبور إرهابيين حدود المكسيك

اختلفت وزارتا الخارجية والأمن الأميركيتان حول عدد الإرهابيين الذين عبروا حدود المكسيك سرا إلى داخل الولايات المتحدة، رغم أن هذه واحدة من حجج الرئيس دونالد ترمب لبناء حائط بين البلدين.
كرر ترمب ذلك عدة مرات خلال النقاش الحالي حول بناء، أو عدم بناء، سور على الحدود بين البلدين. يوم الاثنين، غرد في صفحته في موقع «تويتر»: «يظل الإرهابيون يغمرون الحدود مع المكسيك. يظلون يهددون أمننا الوطني». وقال نائب الرئيس، مايك بنس يوم الثلاثاء، إنه «يتم القبض على 10 إرهابيين معروفين، أو مشتبه بهم متشددين، كل يوم على الحدود الجنوبية». لكن، قال تلفزيون «إن بي سي»، اعتمادا على تقارير خبراء في الأمن والهجرة إن هذا الرقم غير صحيح. وإنه، حتى إذا كان صحيحا، لا بد أن يشمل الذين يتسللون عبر الحدود مع كندا أيضا، والذين يعتقلون عند وصولهم لمطارات أميركية.
وأضافت القناة التلفزيونية أن بيانات وزارة الخارجية عن هذا الموضوع لا تشير إلى أي أرقام، سواء عن طريق الحدود، أو المطارات، أو الموانئ المحيطية.
في الأسبوع الماضي، ظهر وزير الخارجية، مايك بومبيو، في تلفزيون «فوكس نيوز»، في برنامج يقدمه المذيع اليميني شون هانيتي. وامتنع الوزير عن تصحيح هانيتي عندما كرر هانيتي ما كان ترمب قد قال عن تسلسل الإرهابيين عبر حدود المكسيك.
يوم الأربعاء، تدخلت وزيرة الأمن الداخلي، كيرستين نيلسن، وقالت، في تغريدة في موقع «تويتر»، إن هذه «قضية حقيقية للغاية». وأضافت: «التهديد حقيقي. زاد عدد المدرجين على قائمة الإرهاب الذين اعتقلوا على الحدود الجنوبية خلال العامين الماضيين». وأضافت: لكن «الرقم الدقيق حساس. ونشر تفاصيل هذه الحالات حساس للغاية».
في تقريره عن الموضوع، قال تلفزيون «إن بي سي» إنه، في النصف الأول من عام 2018. اعتقل ستة أجانب عند الحدود مع المكسيك، وذلك لأن أسماءهم تطابق أسماء في قائمة الإرهابيين المعروفين، أو الذين يعتقد أنهم إرهابيون.
وقال التلفزيون: «حسب تصريحات خبراء في الهجرة وفي الأمن، هذه قائمة طويلة، وأكثر الأشخاص المحتجزين ليسوا إرهابيين فعليين معروفين». وإنه، خلال العام الماضي، أوقف 35 من مواطني الولايات المتحدة عند الحدود لأن أسماءهم مطابقة لأسماء في قائمة الإرهابيين. وأضافت القناة التلفزيونية أن عدد المدرجين في قائمة الإرهابيين الذين تم احتجازهم على الحدود الشمالية مع كندا خلال العامين الماضيين كانت «أكثر من ستة أضعاف عدد الذين يقال إنهم اعتقلوا على حدود المكسيك. وصل العدد على حدود كندا إلى 41».
وقدم التلفزيون خبير الإرهاب، ماثيو ميلر، الذي قال: «إذا كنا نحتاج إلى جدار لوقف الإرهابيين عند الحدود الجنوبية مع المكسيك، سنحتاج بالتأكيد إلى حائط على الحدود الشمالية مع كندا، وقبل حائط المكسيك».
في الجانب الآخر، في عام 2017. قالت وزارة الخارجية الأميركية، في تقريرها السنوي عن الإرهاب: «لا توجد معلومات موثوق بها بأن أي عضو في مجموعة إرهابية سافر عبر المكسيك للوصول إلى الولايات المتحدة».
ومع نهاية العام الماضي، قالت الخارجية في تقريرها السنوي: «مع نهاية العام، لم تكن هناك أي معلومات مصدق بها تشير إلى أن الجماعات الإرهابية الدولية قد أنشأت قواعد في المكسيك، أو عملت مع عصابات المخدرات المكسيكية، أو أرسلت عملاء عبر المكسيك إلى الولايات المتحدة».
وأضاف التقرير: «تبقى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة عرضة لخطر مرور الإرهابيين المحتملين، رغم أن الجماعات الإرهابية تسعى على الأرجح إلى وسائل أخرى لمحاولة دخول الولايات المتحدة».
في الأسبوع الماضي، مع تصريحات أصدرها قائد الإنتربول (الشرطة الدولية) عن ظهور جيل جديد من الإرهابيين، وخاصة الداعشيين، قال تقرير أميركي إن الإنتربول كثف مراقبته للحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك بحثا عن إرهابيين يعبرونها شمالا، وإن «تنسيقا غير معلن يتم بين الإنتربول والسلطات الأميركية».
وقال التقرير الذي نشره مركز دراسات الهجرة (سي إي إس) في واشنطن، إن «عملية الانديز»، التي يقودها الإنترنت في أميركا الوسطى والجنوبية اعتقلت، مؤخرا، 49 مهرباً اشتركوا في نقل أشخاص إلى بنما من كوستاريكا، في طريقهم شمالا نحو الحدود مع الولايات المتحدة. وإن المهربين فيهم «أشخاص ذوو اهتمام خاص بسبب علاقاتهم مع إرهابيين، أو أشخاص لهم صلة بالإرهاب».
وقال التقرير إن عملية الإنتربول هذه «جزء من خدمة خاصة للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب والإرهابيين، حتى إذا لم يقل أي من الجانبين هذا بطريقة علنية، لأنها تهدف إلى تدمير الجسور التي تربط بين الدول التي ترتبط بالإرهاب بالحدود الجنوبية للولايات المتحدة».
لكن، لم يشر التقرير إلى اعتقال إرهابيين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك. ولم يفرق بين مراقبة الإرهابيين ومراقبة تجار المخدرات، والمجرمين الفارين من العدالة.