البرلمان المصري يعلق على مطالب تعديل الدستور

متحدثه الرسمي: الشعب صاحب القرار

TT

البرلمان المصري يعلق على مطالب تعديل الدستور

علق مجلس النواب المصري (البرلمان) على طلبات تعديل الدستور، وقال النائب صلاح حسب الله، المتحدث الرسمي باسم البرلمان، أمس، إن «البرلمان لم يتلق أي طلبات رسمية لتعديل الدستور حتى الآن»، موضحاً أن البرلمان لن ينفرد بهذا الأمر؛ لكن سيتم وفقاً لما نص عليه الدستور في مادته 226.
ووفقاً للمادة 226 من الدستور فإنه «لرئيس الدولة أو لخمسة أعضاء من مجلس النواب طلب تعديل مادة، أو أكثر من مواد الدستور... ويناقش مجلس النواب طلب التعديل خلال 30 يوماً، ويصدر المجلس قراره بقبول طلب التعديل كلياً، أو جزئياً بأغلبية أعضائه... وإذا رفض الطلب لا يجوز إعادة طلب تعديل المواد ذاتها قبل حلول دور الانعقاد التالي... وإذا وافق المجلس على طلب التعديل، يناقش نصوص المواد المطلوب تعديلها بعد 60 يوماً، فإذا وافق على التعديل ثلثا عدد أعضاء المجلس، عرض على الشعب لاستفتائه عليه خلال 30 يوماً».
وانطلقت عدة مرات من قبل دعوات لـ«تعديل الدستور»، وسبق أن نظرت محكمة «الأمور المستعجلة» مطلع الشهر الماضي، دعوى تطالب بإلزام مجلس النواب بالانعقاد لإجراء تعديل على الدستور يسمح بإطلاق «مدد إعادة انتخاب الرئيس»، وإلغاء قيد «عدم جواز الانتخاب لأكثر من مرتين» بحسب المعمول به حتى الآن.
حسب الله قال أمس، إن الدستور صنيعة الشعب المصري، ولا يستطيع مجلس النواب الانفراد بقرارات تعديل الدستور، لأن الشعب هو صاحب القرار في هذا الشأن، من خلال الاستفتاء في إجراء التعديلات الدستورية. مضيفاً: «الشعب هو الحاكم والشعب هو المالك، هو من صنع الدستور وهو من يقوم بتعديله».
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد ذكر في حوار متلفز نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2017 أنه «مع الالتزام بفترتين رئاسيتين، مدة الواحدة منهما 4 أعوام، ومع عدم تغيير هذا النظام».
في غضون ذلك، قال متحدث البرلمان في مؤتمر صحافي لعرض إنجازات المجلس خلال الثلاث سنوات الماضية أمس، إن «الرئيس السيسي أقر سياسة نوعية خارجية، فنحن حالياً في حالة اصطفاف وليس تبعية، دولة قرارها الحقيقي من الداخل، وليس كدول أخرى قرارها من الخارج... والدولة المصرية كانت تواجه مشكلات اقتصادية حقيقية، وجاءت القرارات الرئاسية والحكومية بمثابة علاج حقيقي بقرارات جريئة، ورفضت أن تكون بمثابة مسكنات، فنحن برلمان نغازل المستقبل، ولم نحصل على أمجاد شخصية، وننحاز بشكل واضح للدولة المصرية».
وعن جماعة «الإخوان» التي تعتبرها السلطات المصرية تنظيماً إرهابياً، قال حسب الله، إن هناك قوانين أخرى كثيرة جداً على رأس الأجندة التشريعية أهم بكثير من «العدالة الانتقالية»، خاصة أن القانون (أي العدالة الانتقالية) يتحدث عن تصالح مع كل من كان في النظام السابق، وقد يكون هذا التصالح من وجهة نظر البعض يشمل جماعة «الإخوان» الإرهابية.
وتساءل: هل يملك مجلس النواب، أو أي مسؤول التحدث عن تصالح مع هذه الجماعة الإرهابية التي أراقت دم أبنائنا، نيابة عن الشعب المصري، وعناداً في مشاعر الشعب؟، مضيفاً: أعتقد أن تأجيل النظر ومناقشة هذا القانون وطرحه هو انحياز لمشاعر المواطن المصري، الذي يرفض تماماً هذه الجماعة الإرهابية التي تعمل ضد الدولة المصرية وضد كل ما هو مصري.
وحول قضية مقتل باحث الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني في مصر، قال المتحدث باسم مجلس النواب، إن «الدولة المصرية تتحرى التحقيق في قضية مقتل ريجيني»، مؤكداً وجود تعاون بين النيابة العامة في مصر ونظيرتها في إيطاليا.
وتتعاون مصر وإيطاليا للكشف عن مرتكبي وقائع قتل ريجيني (28 عاماً)، الذي تردد أنه اختفى خارج إحدى محطات مترو الأنفاق بالقاهرة، عشية الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 2011. ثم عثر على جثته وبها آثار تعذيب شديد، ورفضت مصر مراراً مزاعم تشير إلى احتمال تورط أجهزة في مقتله، فيما تواصل السلطات القضائية من الجانبين التحقيقات بشأن الواقعة.
وسبق أن أعرب مجلس النواب المصري في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عن أسفه لما وصفه بـ«استباق مجلس النواب الإيطالي الأحداث حول نتائج التحقيقات الخاصة بالقضية». وأكد صلاح حسب الله أن «قضية ريجيني محل اهتمام القيادة السياسية والبرلمان المصري لمعرفة الحقيقة وخلفيات الجريمة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».