تضاعفت الأسماء المدرجة على قائمة الإرهاب الخاصة بالحكومة الأميركية في السنوات الأخيرة، ولكن الأسوأ من ذلك أن الحكومة تقر بأن أكثر من 50 في المائة من الأشخاص المدرجين على القائمة «لا ينتمون إلى جماعة إرهابية معترف بها».
ووفقا لوثائق سرية حصل عليها موقع «ذي إنترسيبت»، فإن قائمة الإرهاب محل النقاش تعد قاعدة بيانات المسح الإرهابي الخاصة بالحكومة، وتضم حاليا 680 ألفا من الإرهابيين المحتملين. وبالنظر إلى عدد الأشخاص، البالغ 280 ألف شخص، المدرجين على القائمة والذين ليس لهم صلة بجماعة إرهابية معترف بها، فإن عدد الأشخاص الذين ينتمون للكثير من فروع تنظيم القاعدة والبالغ عددهم 130 ألف شخص أو نحو ذلك يبدو صغيرا، كما جعل ذلك عدد الأشخاص الذين ينتمون إلى حركة طالبان، والبالغ 63 ألف شخص أو نحو ذلك، يبدو تافها تقريبا. وفي حين أن عدد الأشخاص الذين أحيلت أسماؤهم إلى قوائم الممنوعين من السفر أصغر من ذلك، إلا أن كل المدرجين على القائمة يخضعون لمراقبة الحكومة. (ومن لا يخضع للمراقبة في هذه الأيام؟) إنها هي الحقيقة المذهلة التي تبدو للعيان.
ووفقا لما ذكرته هينا الشامسي، التابعة لاتحاد الحريات المدنية الأميركية، لموقع «ذي إنترسيبت»: «نحن ندخل أرض فيلم تقرير الأقلية، فعندما تكونون أصدقاء لشخص مخطئ قد يعني ذلك أن الحكومة تضعك في قاعدة بيانات، وتضيف صور (دي إم في (DMV، ومسح القزحية، وتكنولوجيا التعرف على الوجه لكي تتبعك سرا ودون علمك»، وأضافت: «وتقربنا حقيقة أن هذه المعلومات يمكن تبادلها مع بعض الأجهزة بدءا من وكالة الاستخبارات المركزية إلى إدارة شرطة نيويورك، والتي يعرف عنها أنها لا تولي اهتماما للحريات المدنية، من مجتمع الرقابة الحكومي العدواني والذي ينتهك الحقوق في الداخل والخارج».
وعقب وصول إشاعات إلى الحكومة بأن موقع «ذي إنترسيبت» حصل على وثائق سرية بشأن قائمة مراقبة الإرهابيين الخاصة بها، قاموا بتسريب معلومات إلى وكالة أسوشييتد برس، التي سريعا ما نشرت رواية تميزت بلهجة أكثر تسامحا. واستمر تلاعب وسائل الإعلام عقب قيام كلتا الجهتين بنشر رواياتهما، وأعلنت الحكومة أنه يوجد مسرب جديد للمعلومات بين صفوفها. وفي هذا الصدد، سريعا ما أقامت وسائل الإعلام، أمثال «سي إن إن»، مقارنة بين هذا الشخص الجديد الذي يشكل لغزا وإدوارد سنودن. ويعد هذا أمرا سخيفا، لأن هناك أشخاصا كانت تقوم بتسريب وثائق الحكومة في هدوء لعدة سنوات، قبل أن يعرف أي شخص اسم سنودن. ويبدو أن هذا الأمر هو مجرد محاولة من جانب الحكومة لبدء مطاردة ساحر جديد.
ومن المؤسف للغاية أن الحكومة لا تستطيع التركيز فقط على مطاردة الإرهابيين الحقيقيين بدلا من مراقبة الكثير من الأشخاص الذين لا توجد شكوك حولهم، والذين يكونون في الغالب من أصول عربية، ثم تحاول بعد ذلك تجميل التغطية المقدمة عندما ينكشف السر. إنه أمر مؤسفا للغاية بالفعل.
أكثر من نصف المطلوبين على لائحة الإرهاب الأميركية ليس لهم صلة به
أكثر من نصف المطلوبين على لائحة الإرهاب الأميركية ليس لهم صلة به
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة