بوفون: ليست مسؤوليتنا «تربية الجماهير».. وإيطاليا بلد التناقضات

حارس «اليوفي» قال إن بلاده قائمة على الاقتصاد أكثر من «المبادئ»

بوفون
بوفون
TT

بوفون: ليست مسؤوليتنا «تربية الجماهير».. وإيطاليا بلد التناقضات

بوفون
بوفون

يعد جيجي بوفون، حارس مرمى اليوفي والمنتخب الإيطالي، أحد أبرز نجوم الكرة الإيطالية في السنوات الأخيرة. ويعرف الجميع عن بوفون صراحته الشديدة وصرامته في كل ما يتعلق بعمله وكل ما يخص الكرة الإيطالية بشكل عام.
وكان بوفون أحد المدعوين لحضور العرض الأول لأحد الأفلام السينمائية الأميركية التي تتحدث عن تحرير العبيد ذوي الأصول الأفريقية في أميركا. ولهذا، فقد قمنا باستغلال الفرصة للحديث معه عن مشكلة العنصرية التي باتت تؤرق الكرة الإيطالية، لا سيما في هذا الموسم.
وقد استهل بوفون حديثه معنا قائلا: «إن العنصرية موضوع مهم. وأعتقد أن الإنسان يميل دائما إلى العثور على الفارق بينه وبين الأجناس الأخرى، ويحدث أيضا في إيطاليا أن ننظر إلى الفوارق بين مختلف الأقاليم. لكن المواجهة والتدبر قد يساعدان في حل هذه المشكلة».
* وماذا عن العنصرية في كرة القدم؟
- لا أعتقد أن ما يحرك الجماهير هو الكره العنصري. فحتى عندما يهاجمون المنافس بهتافاتهم فإنهم يهدفون إلى تعزيز المنافسة والخلاف معه. أنا أعرف الجماهير وكنت واحدا منهم. ولا معنى للهتافات العنصرية، خاصة في ظل وجود عدد كبير من اللاعبين من الأجناس كافة في جميع الفرق.
* لكن اللاعبين الذين يتعرضون لهذه الهتافات أو لأي تصرفات عنصرية أخرى لا يتقبلون الأمر بهذه السهولة.
- هذا صحيح، وأنا أرى أن الهتافات العنصرية يجب أن تواجه بعقوبات صارمة، خاصة في ظل الأهمية الكبيرة التي تحظى بها كرة القدم في إيطاليا. لكنني لا أستطيع أن أفهم بالصورة الكافية شعور من يتعرض لهذه الهتافات.
* هل سبق أن حظيت بزميل عنصري؟
- داخل الفريق هناك أجواء حميمية للغاية. فنحن متحدون للغاية ولا توجد مثل هذه الأشياء بيننا.
* ما رأيك في التمييز على أساس جغرافي من حيث مكان نشأة الفرد أو ولادته؟
- أرى أن الفارق بين هذا التقسيم والتمييز العنصري دقيق للغاية.
* وما رأيك في الغرامة التي تعرض لها نادي اليوفي بسبب الهتافات المشينة من جانب بعض جماهيره من الأطفال في الاستاد؟
- لم يجر أبدا في السابق توقيع عقوبة على اللفظ الذي استخدم، لكن العقوبة التي وقعت على اليوفي كانت بسبب أن الأطفال هم الذين أطلقوا هذه الهتافات. فقد أراد المسؤولون عن الكرة تقديم القدوة والتحذير من مثل هذه الأفعال، لكن العقوبة كان مبالغا فيها. وكان ينبغي معالجة المشكلة ولكن بطريقة تدفع من أخطأ للتفكير. كان الضروري هو إقامة حوار وليس توقيع عقوبة.
* هل تدركون أنتم لاعبي الكرة الوزن الذي تكتسبه كلماتكم؟
- نحن نعلم أن لدينا القدرة على التأثير في الآخرين، لكن هذا لا يعني أن نربي الآخرين. فهذه مسؤولية، ليس من العدل أن تلقى علينا، خاصة أن الكثير من لاعبي الكرة من صغار السن. لكن من البديهي أن المسائل المتعلقة بالجماهير، مثل الهتافات العنصرية، تحتاج من آن إلى آخر لرسالة من اللاعبين.
* هل تتابع السياسة؟
- إنني أحرص على التصويت رغم أن السياسة بمعناها الراقي لم تعد موجودة. فنحن مجتمع يعيش على الاقتصاد أكثر من المبادئ، ولا شك أن هناك الكثير مما ينبغي تغييره.
* هل إيطاليا بلد مستعد للتكامل والتضامن؟
- إننا بلد متناقض. فعندما يغرق مركب به 300 مهاجر غير شرعي ننتفض ونتهافت على تبني الأطفال الناجين، وحينما لا يغرق نشتكي من وجود 300 مهاجر غير شرعي جديد ونسأل أنفسنا لماذا يأتون إلى هنا؟
* ولماذا يأتون في رأيك وأنت الذي شاهدت مع المنتخب وجود عدد كبير من الإيطاليين المهاجرين في أنحاء العالم؟
- في مثل هذه اللحظات العصيبة، ينبغي لنا أن نجد أنفسنا أولا ثم نحاول مساعدة الآخرين بعد ذلك.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.