آلاف الموريتانيين يتظاهرون في نواكشوط ضد «الكراهية والتطرف»

تظاهر أمس آلاف الموريتانيين في شوارع العاصمة نواكشوط للتنديد بانتشار «خطاب الكراهية والتطرف»، ورفعوا شعارات ولافتات تطالب بمزيد من الصرامة تجاه من يتبنون هذا الخطاب، في إشارة إلى بعض الحركات الحقوقية وجماعة الإخوان المسلمين.
وعبأت السلطات الموريتانية مئات رجال الشرطة والدرك لتأمين المسيرة، التي انطلقت بشكل متزامن من مناطق متفرقة من العاصمة، لتنتهي بتجمع جماهيري في ساحة المطار القديم وسط نواكشوط؛ حيث نصبت منصة رسمية خاصة بالرئيس محمد ولد عبد العزيز، وأعضاء الحكومة وقادة الأحزاب السياسية.
وفي خطابه أمام المشاركين في المسيرة، دعا ولد عبد العزيز الموريتانيين كافة إلى «الوقوف ضد خطابات الكراهية والتحريض على التفرقة»، وشدد على ضرورة «الحفاظ على اللحمة الوطنية، والذود عن قيم التسامح والعيش المشترك»، مشيراً إلى أن «حجم المشاركة في المسيرة هو أبلغ رد من الشعب الموريتاني على دعاة الفتنة والتفرقة والتطرف».
وقال ولد عبد العزيز إن دعاة الفتنة والتطرف «أقلية من الأشخاص يعدون على أصابع اليد الواحدة، لديهم أجندة خارجية وأفكار سيئة ومدمرة»، مبرزاً أن قانون تجريم التمييز الذي تمت المصادقة عليه العام الماضي «سيطبق على كل من يحاول زعزعة أمن واستقرار هذا البلد، مهما كان موقعه ومهما كان مركزه، والجيش الموريتاني وقوات الأمن ستتصدى لكل من تسول له نفسه العبث بأمن ووحدة الشعب».
وأكد ولد عبد العزيز أن «موريتانيا دولة آمنة ومستقرة وتتطور باستمرار في كل المجالات. الأمر الذي يتطلب منا جميعاً المساهمة في تحصينها ضد دعاة الغلو والتطرف والإجرام والتفكك»، مستعرضاً ما حقّقته موريتانيا في مجال محاربة الإرهاب خلال السنوات العشر الأخيرة، بقوله: «قبل 10 سنوات كان الإرهاب منتشراً في موريتانيا، وموجوداً في مدنها كافة، حتى هنا في العاصمة. لكن بفضل إرادة الشعب والجيش أصبحت دولتنا مستقرة وآمنة». وشدّد ولد عبد العزيز على تمسكه بحرية الإعلام والصحافة، وأكد أنه لن يضايق الناشطين على وسائل التواصل الاجتماع، رغم استغلالها من طرف «بعض السيئين»، الذين ينشرون خطاب الكراهية، وقال إن «حقوق جميع أفراد الشعب الموريتاني بمختلف ألوانه وأطيافه مصانة، وخروجه اليوم في هذا الحشد دليل على تماسكه ووحدته»، مؤكداً أن «المجرمين الذين يحاولون تشويه صورة بلادنا في الخارج، وزعزعة أمنه واستقراره لا يستطيعون اليوم الكشف عن وجوههم أمام هذا الشعب».
وخلص ولد عبد العزيز إلى أن «وصيته الأخيرة» للموريتانيين هي «التركيز على التعليم، لأنه هو الوسيلة الوحيدة لتغيير الأوضاع، وتحقيق التنمية والتكامل الاقتصادي، ما يؤدي في النهاية إلى القضاء بشكل كلي على التفاوت الطبقي من خلال تهيئة أفراد المجتمع كافة، فكرياً وثقافياً للولوج إلى مختلف المجالات التنموية»، وفق تعبيره.