سيرة ميشيل أوباما الأكثر مبيعاً على مدى شهرين

لا يزال كتاب «تحول» الذي تتحدث فيه ميشيل أوباما عن سيرتها، يحتل المرتبة الأولى في قائمة الكتاب الأكثر مبيعاً منذ نشره في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) من السنة الماضية. وكانت دار «بنغوين راندوم» قد كشفت أنها طلبت 800 ألف نسخة إضافية، بعد إصدار أول طبعة من الكتاب بقوام 1.8 مليون نسخة في الولايات المتحدة الأميركية وكندا.
وفي بريطانيا، قفز الكتاب إلى المرتبة الثانية بقائمة الكتب الأكثر مبيعاً، بواقع 64.732 نسخة مطبوعة، خلال 5 أيام. وتصدَّر الكتاب أيضاً مبيعات موقعي «أمازون» و«ووترستون». ما السر وراء النجاح الاستثنائي لهذا الكتاب؟ لأن مؤلفته السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة الأميركية؟ لا يبدو أن هذا هو السبب الأساسي، رغم أهميته. وعلى الأغلب، فإن السبب يكمن في رغبة القراء بالاطلاع على تفاصيل الحياة الشخصية لميشيل أوباما، وهي تفاصيل لم تُتح لهم معرفتها حين كانت سيدة البيت الأبيض، أم أن القراء تصوروا أنهم سيطلعون على أسرار عن حياتها مع باراك أوباما، زوجاً ورئيساً، وكذلك خفايا عن إدارته ومشكلاتها، والسياسة الداخلية والخارجية؟
الكتاب مكتوب بطريقة رائعة باستخدام صيغة المتحدث، ويتضمن قصصاً تتسم بالدقة والدفء، ويقدم تفاصيل لم يتم نشرها من قبل عن شكل ونمط الحياة في البيت الأبيض بالنسبة إليها، وعمّا مثّلته لها الأعوام الثمانية التي قضتها كسيدة أولى. إنها تشبّه البيت الأبيض بفندق ذي خمس نجوم بكل ما يقدمه من امتيازات، لكنه محاط بعدد كبير من أفراد الأمن لحراسة الرئيس الأميركي، الذي يعد الرجل الذي يحظى بأكبر قدر من الحراسة على وجه الأرض. وهي تروي أنها نادراً ما كانت تستطيع استنشاق هواء نظيف في المقرّ الرئاسي خلال الأعوام التي قضتها في البيت الأبيض لأن فتح نافذة قد يعرّض سلامة الأسرة بأكملها للخطر، كما كان يتم تدقيق وفحص وتحليل كل كلمة من كلماتها، وخطاباتها ومظهرها أيضاً.
وتروي ميشيل أوباما، في مكان آخر من الكتاب، معاناتها من الهجمات السياسية المتواصلة التي تتعرض لها، لزواجها من أوباما، والضغط الذي كانت تتعرض له لكشف تفاصيل حياة ابنتيها ماليا وساشا، اللتين دخلتا إلى البيض الأبيض، للصحافة والجمهور. وتقول في هذا السياق إنه رغم تمتع ابنتيها بامتيازات لا يتمتع بها سوى قلة من الأطفال، فقد كان عليهما ترتيب سريريهما كل صباح.
وبشكل عام، يدفع الكتاب القرّاء إلى تأمل الشخص الذي يوجد وراء المنصب، وهو مكتوب بأسلوب سهل، دافئ، يمنح القارئ الشعور بأنه يحتسي القهوة مع صديقة فتحت له أبواب منزلها. وهي تفعل ذلك باستخدام طريقة السرد الزمني التراتبي، حيث تبدأ من طفولتها وعلاقتها القوية بأسرتها في شيكاغو مروراً بقصة حبها الجميلة، التي بدأت عندما كان باراك متدرباً، وميشيل هي المشرفة عليه، ثم أيامها كمحامية ناجحة، حتى دخولها البيض الأبيض، الذي لطالما تاقت للتحرر منه.
ومن الملاحَظ، غياب صوت باراك عن الكتاب، ولا يحضر سوى صوت ميشيل وهي تتحدث عن فخرها بجذورها، وبالشخص الذي هي عليه.