تسع هدن في 29 يوما

أغلبها فشل.. وأطولها الأخيرة

فلسطيني يجلس على أنقاض محله التجاري الذي انهار  جراء القصف الإسرائيلي على بيت لاهيا شمال القطاع (أ.ب)
فلسطيني يجلس على أنقاض محله التجاري الذي انهار جراء القصف الإسرائيلي على بيت لاهيا شمال القطاع (أ.ب)
TT

تسع هدن في 29 يوما

فلسطيني يجلس على أنقاض محله التجاري الذي انهار  جراء القصف الإسرائيلي على بيت لاهيا شمال القطاع (أ.ب)
فلسطيني يجلس على أنقاض محله التجاري الذي انهار جراء القصف الإسرائيلي على بيت لاهيا شمال القطاع (أ.ب)

سجلت خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي اشتعلت في 8 يوليو (تموز) الماضي واستمرت حتى أمس، أي 29 يوما، محاولات عدة لعقد هدن إنسانية وصل عددها إلى تسع. ونجح بعض من تلك الهدن بينما كان مصير الآخر الفشل قبل أن تتوصل مصر إلى الهدنة الحالية، التي انطلقت أمس وأمدها 72 ساعة. ومن المفترض أن تكون هذه الهدنة «الأنجح والأطول والأهم» على الإطلاق، إذ تعد علامة فارقة في الحرب وتؤسس لمفاوضات سياسية في القاهرة قد تنتهي باتفاق نهائي يشمل وقفا لإطلاق النار طويل الأمد ويرفع الحصار عن غزة أو تفتح الباب مجددا لاستئناف القتال إذا ما أخفق الأطراف.
وفيما يلي تلك الهدن التسع بالتسلسل:
> 15 يوليو: سجلت في هذا اليوم أول محاولة لعقد هدنة إنسانية، بعد دعوة من الأمم المتحدة، واستمرت ست ساعات والتزمت فيها الأطراف بوقف إطلاق النار، قبل أن تنفجر الاشتباكات على نحو أعنف مجددا بسبب اتهام إسرائيل لحركة حماس برفض المبادرة المصرية.
> 20 يوليو: تدخل الصليب الأحمر لدى إسرائيل من أجل هدنة إنسانية لساعتين في غزة حتى يتمكن السكان من انتشال الضحايا، ووافقت إسرائيل على إعطاء هدنة في حي الشجاعية فقط بعدما قتلت فيه نحو 90 فلسطينيا. صمدت الهدنة ساعة ونصف الساعة قبل أن تقصف إسرائيل الحي مجددا، متهمة الفلسطينيين بخرقها. وشوهد الصحافيون وطواقم الإسعاف وهم يفرون من الحي بعد تجدد القصف الإسرائيلي.
> 26 يوليو: عادت الأمم المتحدة وطلبت هدنة إنسانية لـ12 ساعة استبقتها إسرائيل بقتل نحو 30 فلسطينيا، بينهم 20 من عائلة واحدة في خان يونس، وقصفت الفصائل إسرائيل لكن أثناء التهدئة أوقف الطرفان إطلاق النار إلا من خروق بسيطة. وانتشل الفلسطينيون أثناء هذه التهدئة ما لا يقل عن 120 جثة من تحت أنقاض المنازل المدمرة، في مختلف محافظات القطاع.
> 26 يوليو: عرضت الأمم المتحدة هدنة لأربع ساعات لكنها فشلت على الفور بسبب استمرار إطلاق النار وفي اليوم نفسه لم تلق دعوة ثانية من المجتمعين في باريس لهدنة من 12 ساعة آذانا صاغية. وحاولت إسرائيل إعطاء هدنة أربع ساعات، لكن حماس رفضت ذلك، واستأنف المسلحون إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
> 27 يوليو: الأمم المتحدة طلبت هدنة من أجل عيد الفطر تبدأ من 12 ليلا إلى 12 ليلا يوم 28، لكن إسرائيل أفشلتها بقصف مستشفى الشفاء ومتنزه في مخيم الشاطئ ما أدى إلى مقتل عشرة أطفال وجرح نحو 50 آخرين، واندلعت المواجهات بعدها على نطاق أوسع وأعنف.
> 28 يوليو: دعوة لتثبيت التهدئة التي فشلت مرة ثانية لكن لم يستجب أحد.
> الأول من أغسطس (آب): وزير الخارجية الأميركي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يدعوان لهدنة 72 ساعة من أجل إطلاق مفاوضات في القاهرة. وصمدت الهدنة التي بدأت في تمام الساعة الثامنة صباحا بتوقيت فلسطين، 90 دقيقة فقط قبل أن تبدأ إسرائيل قصفا مكثفا على مدينة رفح جنوب القطاع.
وتضاربت الأنباء حول ملابسات انهيار وقف إطلاق النار، ففي حين اتهم الفلسطينيون إسرائيل باختلاق قصة خطف جندي، وقصف مدينة رفح بعنف، مؤكدين أن اشتباكات وقعت في المدينة قبل موعد سريان التهدئة، قالت إسرائيل إن مسلحين من حماس نفذوا هجوما من الأنفاق في منطقة أبو الروس شرقا بعد سريان التهدئة وخطفوا جنديا، وتبين لاحقا أن الجندي قتل خلال المعارك.
> 4 أغسطس: الأمم المتحدة توسطت لهدنة سبع ساعات تخللها خروق متعددة. وفي هذه الهدنة قتل نحو 20 فلسطينيا في رفح التي رفضت إسرائيل أن تشملها في التهدئة.
> 5 أغسطس: هدنه 72 ساعة دعت إليها مصر قبل بدء مفاوضات في القاهرة بين وفدين فلسطيني وإسرائيلي. بدأت الساعة الثامنة بتوقيت فلسطين ولم يتخللها أمس ولا حتى خرق واحد بخلاف الهدن السابقة. وأعلنت الأطراف أنها قابلة للتمديد.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».