تونس: {اتحاد الشغل} يعلن فشل مفاوضاته مع الحكومة

مطالب عاجلة بتدخل البرلمان لتجاوز «أزمة هيئة الانتخابات»

TT

تونس: {اتحاد الشغل} يعلن فشل مفاوضاته مع الحكومة

أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل، أمس، فشل جلسة المفاوضات مع الحكومة، وهو ما يعني ضمنياً المضي قدماً في إجراءات الإضراب العام في قطاع الوظيفة العمومية والقطاع العام المقرر في 17 من الشهر الجاري.
وقال المتحدث الرسمي للاتحاد سامي الطاهري، أمس، إن جلسة مساء أول من أمس بين وفد من المكتب التنفيذي للمنظمة الشغيلة وبين الوفد الحكومي، لم تفض إلى أي اتفاق بين الطرفين بخصوص الزيادات في أجور الوظيفة العمومية، حسبما أوردت وكالة الصحافة الألمانية أمس.
وأوضح الطاهري، في تصريح إذاعي، أن الاتحاد متمسك بموعد الإضراب في القطاع العام والوظيفة العمومية، مضيفاً أن هذا الإضراب سيكون مغايراً لإضراب يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والذي شمل أكثر من 650 ألف موظف.
في سياق ذلك، أعلن أمين عام نقابة التعليم الثانوي، أمس، عن استئناف الحركات الاحتجاجية في الشوارع، وعن تنظيم «يوم غضب» اليوم الأربعاء.
من جهة ثانية، ناشدت جمعيات تونسية تُعنى بالشأن الانتخابي ومجموعة من خبراء القانون الدستوري، تدخُّل البرلمان بسرعة خلال هذه الفترة لتجاوز «مرحلة الخطر الانتخابي»، وذلك قبل نحو عشرة أشهر من حلول موعد الانتخابات، ودعوا إلى تحديد جلسة عامة لإعادة انتخاب رئيس للهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وتجديد ثلث أعضاء الهيئة ذاتها. علاوة على انتخاب أعضاء المحكمة الدستورية، بهدف تهيئة المناخ السياسي والانتخابي المناسب لإنجاح محطة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ودعت هذه الجمعيات إلى إعطاء الأولوية في عمل البرلمان خلال هذه الفترة للهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وذلك بتحديد موعد لجلسة برلمانية لتدارس مسألة انتخاب رئيس لهيئة الانتخابات في فترة لا تتعدى نهاية الشهر الحالي. وطالبت بـ«تغليب المصلحة الوطنية وإنجاح المحطة الانتخابية المقبلة»، التي ستكون مؤثرة على المشهد السياسي التونسي واستقراره مستقبلاً.
وفي مقابل التحذير الذي أصدرته هذه الجمعيات حول مصير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، استبعد خبراء في القانون الدستوري، من بينهم أمين محفوظ وسلسبيل القليبي، تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة. فيما قال أمين محفوظ، أستاذ القانون الدستوري في الجامعة التونسية، إن تواصل أزمة هيئة الانتخابات «لن يحول دون إجراء الانتخابات في موعدها، لأن السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية والهيئات الدستورية هي من سيتحمل المسؤولية كاملة»، معتبراً أن محاولة تأخير موعد الانتخابات «سيلحق أضراراً وخيمة بالانتقال الديمقراطي للبلاد»، وهي وضعية ترقى إلى مرتبة «الخطر الداهم»، التي أشار إليها دستور تونس المصادَق عليه سنة 2014، وفي هذه الحالة يمكن لرئيس الجمهورية أن يتدخل، على اعتبار أن هذا الأمر يدخل في صميم صلاحياته الدستورية.
في سياق ذلك، أشارت أطراف سياسية تنتمي إلى الائتلاف الحاكم الحالي، إلى وجود «تعطيل متعمَّد لهيئة الانتخابات»، في محاولة لإعادة وزارة الداخلية إلى الإشراف على الانتخابات، وهو وضع يهدد الانتقال الديمقراطي في تونس، حسب تعبيرها.
ولا تزال المشكلات الداخلية التي عرفتها هيئة الانتخابات مطروحة، وهي تتجسد في تعطيل عمل الهيئة واستعداداتها لإنجاح الانتخابات المقبلة. وبهذا الخصوص طالب أنور بن حسين، عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، رئيس الهيئة المستقيل محمد التليلي المنصري، بضرورة التوجه إلى القضاء، بعد اتهامه في شهر يوليو (تموز) الماضي، أحد أعضاء الهيئة بالفساد وتضارب المصالح. ولم ينعقد مجلس هيئة الانتخابات منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وقد خُصصت الجلسات التي تلت هذا التاريخ لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة داخل الهيئة. لكن لم تصدر أي قرارات عن هذا المجلس، بسبب شغور منصب رئيس للهيئة إثر استقالة المنصري.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.